الوقف في الإسلام .. تاريخ وحضارة
اسم البحث: الوقف في الإسلام .. تاريخ وحضارة.
اسم الكاتب: الطاهر زياني.
عدد الصفحات: 145 صفحة.
نبذة عن البحث:
لقد ظهرت الحاجة الماسة للتكافل المالي والتعاون الاجتماعي بين المسلمين في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي: بسبب كثرة متطلبات وحاجيات الدولة الإسلامية الفتية، مقارنةً بالفقر وضيق العيش وموارد الرزق التي كان يعيشها المسلمون، خاصة في أول عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من الطبيعيِّ العملُ على إيجاد منبع مالي يَسُدّ تلكم الحاجات، ويكفي هذه المتطلبات، التي تحتاجها الدولة عامة، وفقراء المسلمين خاصة حتى ينصرفوا بهمّتهم إلى عبادة الإله والجهاد في سبيل الله وتحقيق استخلاف المسلمين على أرض الله.
ولأجل تحقيق ذلك تتابعت نزول الآيات الدالات على العمل والجِد: والتعاون بين المسلمين والتكافل بينهم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه “من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يستطع أن يزرعها، فليمنحها أخاه ولا يؤاجرها إياه “.
ومن أعظم الآيات الحاثة على الإنفاق: والـمُبيّنة لعظم فضلِه قولُه تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة 261].
كما عَتب الله تعالى على كلّ منْ تخلف عن الإنفاق مع قدرته عليه فقال: { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) } [ الحديد ].
ولقدْ أدرك المسلمون الأوّلون هذه المعاني العظيمة، لمثل هذه التوجيهات الربانية الحكيمة، فراحوا يُسارعون في الخيرات، ويستبقون في النفقات: ويتخيرون أفضلَ التكافلات: وأنفع الصدقات: فتعاونوا في بناء المساجد، وسائر المرافق: وسألوا عن أفضل التكافل.
فهذا عمر رضي الله عنه لما أصاب أرضاً بخيبر، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:” إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها”.
أهمية البحث وأسبابه: نظرا لأهمية الوقف في الإسلام: وكونه وسيلة ربطٍ بين التاريخ الإسلامي وحاضرهوما فيه من أرفع أنواع التعاون والتكافل بين المسلمين والترابط فيما بينهم مع كونه المصدر الرئيسي في تمويل العديد من المرافق الإقتصادية والاجتماعية وقطاع الخدمات وغيرها.
وانطلاقا من هذا المبدإ العظيم، مع حاجة المجتمعات إلى تسخير البحث العلمي في خدمة الأوقاف وتطويرها وإبراز الجانب التنموي فيها، فقد أحببت أن أكون من الكتبة الباحثين: حول هذا الموضوع العظيم، واللهَ أسأل أن يوفقني والمسلمين.
منهجي في البحث وعملي فيه: قسّمت هذا البحث إلى ثلاثة أبواب متجانسة:
ذكرتُ في أولها مفاهيم أولية تتعلق بفقه الوقف وأركانه وشروطه وخصائصه وأقسامه وأهميته وآثاره وتوافق العلماء فيه، ثم ذكرت في الباب الثاني دراسةً تحليلية لنماذج وقفية متفرقة، بدءا من صدر الإسلام الأول إلى العصر الحديث.
وأما في الباب الثالث فمثّلت بنموذجين تاريخيّيْن: عَرَضْت من خلالهما تطور الأوقاف عبر تاريخ حضارتنا العريقة ابتدأتهما بتاريخ الأوقاف في بلاد الحرمين ثم في بلاد مصر.
وقد اتبعت في سرد النماذج الوقفيةِ التسلسلَ التاريخي فيها، الأولَ فالأولَ وهكذا على قدر المستطاع ذاكرا المجال أو المظهر الذي يحتوي عليه كل نموذج وكيفية الاستفادة منه.
كما أني لم أُغفل التسلسلَ المنطقي والتناسقَ المناسبَ بين هذه النمادج الوقفية حيث أذكر في كل مجالٍ ما فيه من نماذج بدءا من المجال الديني فالفردي والأسري والاجتماعي والاقتصادي وهكذا.
إلا أنني في النموذج الحجازي ركّزت على سرْد المجالات ثم أذكر في كل مجالٍ نماذجَه بالتسلسل التاريخي وأما في النموذج المصري فأكثر تركيزي على مراعاة التسلسل التاريخي مع تفرق المجالات فيه: فعلتُ ذلك لأجل التنويع.
وأما في طريقة العزْو فإنْ كان حديثا فإنّي أذكره معتمدا على الترقيم غالبا وأما في باقي المصادر فإني أذْكر الجزء والصفحة في غضون الصفحة لا في الهامش، – لتغيره -.
كما أنني أذكْر درجة الحديث والحكم عليْه من خلال كلام المــحَدّثين أو تخريجهم فإن لم أجد اجتهدت رأيي فما كان من صحيح أو حسن كتبته بالتعريف هكذا ” الدليل أو الحديث”، وما كان من ضعيف أو شككت فيه كتبته بصيغة التمريض:” رُوي”: أو بالتنكير: ” دليل “، أو بالكلام في أحد رواته.
وقد قسمته على النحو التالي:
الباب الأول: مفاهيم أولية تتعلق بفقه الوقف وأركانه وتوافق العلماء فيه.
الفصل الأول: مفهوم الوقف وبيان التوافق الفقهي واللغوي فيه:
المبحث الأول: تعريف الوقف في اللغة.
المبحث الثاني: تعريف الوقف في الشرع وبيان التوافق الفقهي فيه.
المبحث الثالث: أركان الوقف وشروطه وخصائصه وبيان التوافق الفقهي فيها.
المطلب الأول: أركان الوقف وشروطه.
المطلب الثاني: خصائص الوقف.
المبحث الرابع: أنواع الوقف وعلاقته بالقيم وسائر التكافلات وتأدية ذلك للترابط والاعتصام.
المطلب الأول: علاقة الوقف بالقيم وسائر التكافلات المالية: وذكر الفروق بينها.
المطلب الثاني: أقسام الوقف وكيفية العمل به: وبيان التوافق الفقهي في ذلك.
الحيثية الأولى: من حيث الجهة الموقوف عليها.
الحيثية الثانية: من حيث الأشخاص الواقفون أو الشيء الموقوف به.
الحيثية الثالثة: من حيث طريقة استعمال الوقف.
القسم الأول: الوقف الاستغلالي وطريقة استغلاله.
القسم الثاني: الوقف الاستثماري التجاري وطرق استثماره.
الفصل الثاني: أهمية الوقف ومجالاته وآثاره على مختلف مستويات الحياة وذكر التوافق في ذلك:
المبحث الأول: الوقف في المجال الاقتصادي الاستثماري: أهميته وأمثلته وآثاره.
المطلب الأول: عناية الإسلام بالمجال الإقتصادي وبيان أهميته.
المطلب الثاني: كيفية استثمار الوقف في شتى المجالات الإقتصادية وبيان أثر ذلك والتوافق فيه .
المبحث الثاني: الوقف في المجال المقاصدي: أهميته وأمثلته وآثاره: وبيان التوفق فيه.
القسم الأول: المقاصد الضرورية.
القسم الثاني: المقاصد الحاجية.
القسم الثالث: المقاصد التحسينية.
المبحث الثالث: في المجال الديني والفردي والأسري.
المبحث الرابع: الوقف في المجال الثقافي والعلمي: أهميته وأمثلته وآثاره، وبيان التوفق فيه.
المبحث الخامس: الوقف في المجال الاجتماعي وقطاع الخدمات: أهميته وأمثلته وآثاره، وبيان التوفق فيه.
المطلب الأول: دور الوقف في تحقيق الوحدة والتآخي والاعتضام.
المطلب الثاني: دور الوقف في تحقيق التعاون والتكافل الاجتماعي.
المطلب الثالث: دور الوقف في دفع المهالك والآفات الاجتماعية.
المطلب الرابع: نماذج عملية من تأثير الوقف على المجال الاجتماعي وقطاع الخدمات.
الباب الثاني: دراسة وتحليل نماذج وقفية متفرقةٍ وتطورها بالترتيب عبر مراحل التاريخ الإسلامي .
الفصل الأول: تطورُ الوقف في الصدر الأول من الإسلام: وبيان التوافق الفقهي في ذلك.
المبحث الأول: أدلة مشروعية الوقف من الإجماع وبيان التوافق الفقهي في ذلك.
المبحث الثاني: أدلة مشروعية الوقف وبيان تطوره ومظاهره في الصدر الأول.
المطلب الأول: المرحلة الأولى: الوقف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بدايته وتطوره ومظاهره:
المطلب الثاني: المرحلة الثانية: الوقف في زمن الصحابة رضي الله عنهم صوره ومظاهره.
المطلب الثالث: نماذج من الوقف في زمن التابعين وأتباعهم ومن بعدهم في شتى المجالات.
الفصل الثاني: نماذج وقفية متفرقة عن تطور الوقف من بعد القرن الثالث إلى العصر الحديث.
المبحث الأول: نماذج متفرقة عن تطور الوقف من بعد القرن الثالث إلى نهاية الخلافة العثمانية.
المبحث الثاني: نماذج وقفية متفرقة في العصر الحديث.
الباب الثالث: تحليل تطور الأوقاف من خلال عرض نموذجين تاريخيّيْن من تاريخ حضارتنا العريقة:
الفصل الأول: نماذج عن تطور تاريخ الوقف في بلاد الحرمين:
المبحث الأول: المرحلة الأولى والثانية الوقف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: ثم زمن أصحابه.
المبحث الثاني: المرحلة الثالثة: الوقف من عهد التابعين وأتباعهم ومن بعدهم إلى العصر الحديث.
المطلب الأول: الوقف في المجال الديني الإقتصادي، تطوره ونماذج عن طريقة استثماره وبيان التوافق فيه.
المطلب الثاني: الوقف في المجال الإقتصادي: تطوره وطريقة الاستثمار فيه وبيان التوافق في ذلك.
المطلب الثالث: الوقف في المجال العسكري والتعليمي: تطوُّره وطريقة الاستثمار فيه: وبيان التوافق فيه.
المطلب الرابع: الوقف في المجال التعليمي والثقافي، تطوُّره وطريقة الاستثمار فيه وبيان التوافق في ذلك.
المطلب الخامس: الوقف في المجال الاجتماعي والخدمات، تطوُّره وطريقة الاستثمار فيه وبيان التوافق فيه.
المبحث الثالث: المرحلة الرابعة: الوقف في العصر الحديث في بلاد الحرمين: نماذجه وكيفية استثماره.
المطلب الأول: نماذج من الوقف في المجال الديني.
المطلب الثاني: نماذج من الوقف في المجال الإقتصادي والاجتماعي.
الفصل الثاني: نماذج عن تطور تاريخ الوقف في أرض مصر، وبيان التوافق في ذلك:
المطلب الأول: المرحلة الأولى: من الفتح الإسلامي إلى عهد تولي القضاة للأوقاف.
المطلب الثاني: المرحلة الثانية: من عصر تولي القضاة للوقف إلى عصر صلاح الدين.
المطلب الثالث: المرحلة الثالثة: من عصر صلاح الدين إلى عهد إنشاء المحاكم الأهلية (1833).
المطلب الرابع: المرحلة الرابعة: من عهد إنشاء المحاكم الأهلية عام 1883 إلى 1946 م.
المطلب الخامس: المرحلة الخامسة: من عام 1946 إلى 1952.
المطلب السادس: المرحلة السادسة: في العصر الحديث أي من عام الثورة إلى الآن.
صعوبات البحث: كلّ ما وجدته من صعوبات في هذا البحث فإنما تتمثل في أمرين:
أولاهما: طُول مواضيع هذا البحث واتساع نطاقه وكثرة نماذجه في التاريخ الإسلامي مما يجعلني عرضة للتردد في اختيار النماذج الأهم فالأهم حتى لا يطول الكتاب.
والصعوبة الثانية: في قضية التقديم والتأخير في بعض فصول ونماذج هذا المبحث المترامية أطرافه وما أحسن ما قاله العمادُ الأصبهانيُّ:” إنَّهُ لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومهِ إلا قالَ في غدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكانَ أحسن، ولو زِيدَ هذا لكانَ يُستحسن، ولو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضل، ولو تُركَ هذا لكانَ أجمل، وهذا منْ أعظمِ العبرِ، وهو دليلٌ على استيلاءِ النقصِ على جملةِ البشرِ “.
ولقراءة البحث كاملاً يرجى مراجعة موقع “الألوكة نت”.