بقلم د. حمزة آل فتحي
يتعالى صوت وزير التعليم اليهودي (نفتيلي بينيت) بكل فخر واعتزاز، ودون معارض يهودي، أو ناقد غربي…. بأن تدريسهم دينهم وعقائدهم خير من تدريس الرياضيات والعلوم ،،،! كما هو الخبر المنتشر مؤخراً….!
وقال ( كما تصدر إسرائيل المعارف والابتكارات للعالم عليها أن تصدر المعارف الروحية …)!!
و( ربط فهم التوراة والتمسك بها بقيام الدولة اليهودية) ..!انتهى…! موقع ( روسيا اليوم )
فلا مساومة هنا، ولا فصال في قضية جوهرية في التفكير اليهودي …!
ولكأنه يدرك -بداهة- علاقة الدين بالعنصر البشري الوطني، وأنه مصدر الإعزاز والنصر والإلهام ..!
وبناء القيم اليهودية أساس نجاح عمليتهم التعليمية..!
ودائما ما ينبه العقلاء على ضرورة ارتباط القيم بالتعليم والتربية .
وأمة الإسلام أولى الأمم بذلك
وكما قال شاعر النيل :
لا تحسـبنَّ العـلمَ ينفـعُ وحدَه // مـا لـم يتـوَّج ربُّـه بخــلاقِ
والعلـمُ إِن لم تكتـنفهُ شـمـائلٌ// تُعْـليهِ كان مطيـةَ الإِخـفـاقِ
كـم عالمٍ مدَّ العـلومَ حبائـلاً//لوقـيعـةٍ وقـطيـعـةِ وفــراقِ؟!
فالوزير يعتقد أن علومهم الدينية تصنع شمائل دنياهم، وطرائق تعاملهم مع البشر….
خلافاً لما تفعله وسائل إعلام عربية من شن حملات على العلوم الشرعية، وتُلحق بهاكل نقيصة، ولما قام الوزير السابق الدخيل سلمه الله، بفتح فصول جديدة للقرآنالكريم، استشاطت الجالية الليبرالية غضبا، وأنشأت وسم ( عزام يتخبط )..!
فبعضهم هواه دنيوي إلى النخاع،،،! وفيهم علماني بامتياز، ومنهم طوائف تغريبية تطبل للغرب بلا حساب ولا مكافأة ،،!
وآخرون يرومون رائحة التدين فحسب، أو إسلام أمريكاني عصراني، يتناغم والأجواء الدولية القاسية على المنطقة العربية حتى تذوب القيم، وتُمسخ الأخلاق…!
ولذلك يرى هؤلاء الهمل أن التعليم الديني بؤرة للإرهاب أو مصدر للتخلف، وأنه حائل والحضارة، أو سيهدم العملية التربوية..،!
وغفلوا عن رسالة القرآن (( وأنزلنا إليكم نورا مبينا )) سورة النساء.
وفيه (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس )) سورة الحديد. وهنا توجيهنهضوي عمراني، وهو منسجم في الغاية مع أول جملة قرآنية (( إقرأ )) سورة العلق.
فما وعى بنو جلدتنا ذاك، وما رأينا نقدهم أو تثريبهم على الوزير الصهيوني، بل ملتزمون حالة (الصمت المطلق)، والخيبة الجاثمة …!
وهنا نذكر- تناسبا- بعض ما يهدم العملية التربوية، وينزلها أسفل سافلين :
١/ إهانة المعلم : لخطأ فرد، أو زلة معلم، يُلعن التعليم بكامله، ويُسخط على العملية التربوية وخططها ومبانيها، ويلحق كل فشل بها،،! وهذا ليس بمسلك المنصفين وفي القرآن (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا )) سورة المائدة .
وينتج عن إهانته إسقاطه، وذم ما يحمل، وتجرئة التلاميذ عليه، وضعف أدائه،وانتحار الإبداع، وكساد الجيل .
٢/ تحقير المعلومات : بالزهد فيها أو إلقاء الكتب، ورمي المذكرات في الامتحانات، أو الأكل عليها، وعدم المبالاة باحترامها وصونها…! ومثل ذلك ضرب من ضروب إهانة العلم وعدم التوقي والترقي به.
ومن بدأ بالعلوم الوافدة، سينتهي للعلوم الشرعية ذات القداسة المعظمة، وقد قال تعالى: (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) سورة الحج .
٣/ المسار العشوائي : والمجرد من الخطط التنظيمية والرؤى الإسترتيجية، والتي تتابع بجد وعناية، وليس لمجرد الشكلية والمباهاة..!
وتعمل على التنفيذ والمحاسبة، ودرء حمى الفساد من مشاريع معطلة، أو برامج مفرغة من مضامينها .
ويحزنك مئات المليارات المبذولة، والنتائج تعليم ضعيف، ومخرجات متدنية، وتصنيف متأخر ..!!
٤/ توهين الصورة : كتصدير السفهاء وغير المستحقين من أقطاب الفن الهابطوالتهريج والسخف على حساب الأعلام دينا وطبا وهندسة وعسكرة ،،! فتشعر أنه يُسوّد الجهال المفلسين، ويتجاهل العباقرة المتقنين…!
ومن رفعهم الله، يتعمد المجتمع أحيانا تجاهلهم أو إهانتهم (( يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )) سورة آل عمران .
٥/ ركن الكفاءات : وهي نتيجة طبيعية لمجتمع يعظم الجهلة والسفهاء ويُسخر من العلماء والدعاة والمبدعين..!
وكما قيل :
والمجدُ للاعب والرياضي// وليس للأعلام والأيقاظِ
إذ تُعطى المناصب والمراتب العليا لذوي التقصير والمحسوبية ، ويوسد
المصدر: الاسلام اليوم.