قائد عسكري برتبة نقيب فيما تعرف بعملية الكرامة، ومن أبرز القادة العسكريين المقربين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يقود إحدى السرايا المقاتلة في كتيبة القوات الخاصة المعروفة باسم كتيبة الصاعقة، عرف بوحشيته وفظاعته في مواجهة خصومه السياسيين والعسكريين، قاد عمليات إعدامات ميدانية ونبش القبور في شرق ليبيا.
ولد النقيب محمود الورفلي في العام 1974.
الدراسة والتكوين
حصل الورفلي على رتبة نقيب في العام 2009، وتخرج في إحدى الكليات العسكرية بليبيا.
التوجه الأيديولوجي
يعتبر الورفلي من أتباع تيار ديني في بنغازي يوصف بالمتشدد وموال لحفتر، يوفر له الغطاء الشرعي والديني، وشكل في العام 2015 كتيبة للقتال في صفوف قوات حفتر سماها كتيبة “التوحيد السلفية”، وهذا التيار يرى أن الحرب في بنغازي دينية واجبة ضد من سماهم “خوارج العصر والدواعش والتكفيريين”.
ورغم اتهامه بتصفيات دموية واسعة وعمليات قتل وإعدام دون محاكمات فقد نشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يثني فيها قادة هذا التيار المحسوب على السلفية على الورفلي.
المسار العسكري
تعود بداية الظهور العسكري للورفلي إلى العام 2015 حين كلف بمسؤولية بعض الدوريات المكلفة بتأمين المناطق الداخلية في مدينة بنغازي، ثم أصبح مسؤولا عن إحدى السرايا المقاتلة في كتيبة القوات الخاصة المعروفة باسم كتيبة الصاعقة.
وكان قائدا لمحاور القتال في كتيبة القوات الخاصة بغرب بنغازي وأحد أبرز القادة العسكريين الذين أشرفوا على العمليات العسكرية في منطقة قنفودة، وهي العمليات التي قتل فيها عدد كبير من المدنيين المحاصرين، سواء من الليبيين أو العمال العرب الوافدين.
ظهر في أواخر مارس/آذار 2017 في مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وهو يقوم بإعدام ثلاثة أشخاص مقيدي الأيدي في بنغازي.
وسمع في الفيديو صوت أحد الأشخاص وهو يوجه للورفلي أمر تنفيذ الإعدام في المعتقلين الثلاثة، وأطلق الورفلي بعد ذلك وابلا من الرصاص على رؤوس الضحايا.
ثم ظهر مرة أخرى مع بداية مايو/أيار 2017 في مقطع مصور نشر على صفحات فيسبوك داخل غرفة وهو يعدم شخصا قال إنه “جزائري” يتبع تنظيم الدولة الإسلامية، وظهر الورفلي وهو يطلق على الضحية ثلاث رصاصات من مسدس كان يحمله، حيث أطلق الرصاص على رأسه مباشرة ومن مسافة قريبة جدا.
وقال الورفلي في خطبة له قبيل إعدام الشخص المذكور إن هذا الشخص “خارجي”، وإنه يعتبر إقدامه على قتل من سماهم “الخوارج” تقربا إلى الله تعالى، وساق آراء فقهية تجيز مثل هذا القتل.
وفي 26 فبراير/شباط 2017 تعرض الورفلي لمحاولة اغتيال بسيارة ملغمة استهدفت موكبه العسكري، وقتل خلال تلك المحاولة ثلاثة وأصيب آخرون من كتيبة القوات الخاصة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وأكدت مصادر محلية أن الورفلي أصيب بجروح بليغة أدخل على إثرها غرفة العناية في مركز بنغازي الطبي.
ووفق المصادر ذاتها، نفذ الانفجار بسيارة ملغمة كانت مركونة في محيط محطة للوقود على الطريق الرئيسي لمنطقة القوارشة غرب بنغازي، وانفجرت السيارة الملغمة أثناء مرور الموكب العسكري الذي كان متجها إلى منطقة قنفودة بغرب بنغازي.
وفي منتصف مايو/أيار 2017 أعلن الورفلي استقالته على خلفية اتهامه بقيادة مجموعة مسلحة هاجمت مقرا لمركز شرطة في بنغازي واشتبكت مع الموجودين داخله، مما أسفر عن مقتل ضابط شرطة برتبة نقيب، لكن ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر رفض الاستقالة.
ودفع رفض الاستقالة كثيرين للاستغراب بما يوحي أن ما تعرف بالمؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها الورفلي (أي قوات حفتر) تضرب بعرض الحائط كل التشريعات التي تحظر القتل خارج ساحة المعركة، حيث لم يتوقف الأمر عند رفض استقالته، بل طلب منه الاستمرار في عمله، وهو ما يضفي غطاء شرعيا على أفعاله وممارساته وقد يدفع غيره لارتكاب ممارسات مماثلة ضد مقاتلي مجلس شورى بنغازي.
ويعتبر الورفلي من أبرز قادة قوات عملية الكرامة المتهمين بنبش القبور وقطع رؤوس الموتى والتمثيل بالجثث بعد سيطرتها منتصف مارس/آذار 20177 على أحد معاقل قوات مجلس شورى ثوار بنغازي في منطقة قنفودة غربي المدينة بالشرق الليبي.
ومن بين القبور التي تعرضت للنبش قبر القائد العسكري البارز بمجلس الثوار جلال المخزوم الذي دفن قبل نبش قبره بنحو ستة أيام بعد وفاته متأثرا بجراحه، ووضعت جثة المخزوم على سيارة وتجول بها مسلحو قوات حفتر في بنغازي وسط حالة من هستيريا الفرح وإطلاق الرصاص والصراخ والسب والشتم والبصاق عليها.
وقام مقاتلو حفتر عقب التجول بالجثة في أرجاء واسعة من بنغازي بشنقها أمام معسكر قوات الصاعقة تشفيا في صاحبها الذي تمكن -قبل مقتله بثلاثة أعوام- مع قادة عسكريين ومقاتلين في مجلس شورى ثوار بنغازي بإطلاق عملية عسكرية سميت وقتها “ادخلوا عليهم الباب” تمكن فيها مقاتلو المجلس من اقتحام معسكرات لقوات حفتر وهدمها وقتل من واجهوهم في هذه المعسكرات بالسلاح.
وليست جثة مخزوم وحدها التي تعرضت للسحل والتمثيل والشنق بل هناك جثث أخرى أخرجت من قبورها ومثل بها، لكن الحادثة الأبرز والأهم هي التي تتعلق بمخزوم لمكانته العسكرية البارزة في مجلس شورى ثوار بنغازي.
وتعليقا على ذلك أكد مصدر حقوقي مقرب من المحكمة الجنائية الدولية أن المحكمة ترى أن الانتهاكات التي ارتكبها الورفلي على رأس أولويات التحقيق داخل أروقة المحكمة.
(المصدر: الجزيرة)