مقالاتمقالات المنتدى

الورع الكاذب

الورع الكاذب

 

بقلم الدكتور عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

يروى أن الفاروق رضي الله عنه كان يسير في السوق فرأى رجلا يحمل تمرة وينادي عليها صارخا “لقد وجدت تمرة! فمن صاحبها؟” .
وظل يكرر ذلك مرارا.
فنظر إليه سيدنا عمر رضي الله عنه وقال له: “كلها وأرحنا من صوتك يا صاحب الورع الكاذب”.

حال هذا الرجل كحال بعض الناس، تجده يتورع عن شرب الماء واقفا فلا يشرب إلا جالسا ويتمسك بالسواك عند كل صلاة لكنه لا يتورع عن أكل لحوم الآخرين بالغيبة والنميمة وأكل أموال الناس بالباطل وقطع الأرحام، كذلك بعض الناس يتظاهر بالزهد في طلب المناصب وهو يطلبها حثيثا، فإن وصل لمبتغاه تظاهر بمظهر العابد الزاهد وترنم بأقوال مشهورة.. إنها أمانة وندامة.. إنها تكليف وليس تشريفا…الخ من مظاهر الورع والزهد.

وإذافشل في الوصول لمبتغاه سخط وتذمر وأسر لخواصه بأنه أحق بها من غيره.
يا أصحاب الورع الكاذب، النفس تميل إلى حب المال وحب الجاه والمناصب وليس في ذلك عيب ولا منقصة ولكن اسعوا لهذا الأمر بالطرق المشروعة، فاسعوا للحصول على المال بالحلال .
واسعوا للمناصب والجاه بدون رشوة وبدون كولسة وبدون طعن وتهميش للمنافسين.

ولكن إياكم ثم إياكم أن تتمثلوا بالقول إنها تكليف وليس تشريفا، بل هي تشريف وألف تشريف.

واعلموا علم اليقين أن آخر ما ينزع من قلوب الصالحين، واكرر الصالحين هو حب السلطة والتصدر.
أعاذنا الله وإياكم من الرياء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى