الوجه القبيح للغرب (دعم الاستبداد)
بقلم محمد عماد صابر
الاستبداد ليس قدرنا، الاستبداد رأس كل خطيئة ، الاستبداد باسم الدين وباسم الدنيا وباسمهما معا، نماذج محبطة وغير إنسانية، ولا أخلاقية ، أن تحكم بغير إرادتك ورغما عنك ، أن تبلع لسانك وإلا قُطع ، وأن تخفض رأسك وإلا ذُبح، وأن تغمض عينك وإلا فُقئت، أي حياة هذه ؟
جاء حادث مقتل جورج فلويد الأمريكي الأسود وما ترتب عليه من تضامن محلي وعالمي لدرجة أن البيت الأبيض أغلق أبوابه ونكس أعلامه رغما عنه تضامنا مع السود الأمريكان في احتجاجهم العنيف على مقتل فلويد، جاء الحدث ليفرض على ذاكرتي المزدحمة دوما تساؤلات قديمة متجددة ، تشغلني بدرجة كبيرة، المقارنة بين تاريخ الثورات والانتفاضات وغضب الشعوب ، تارة ضد المحتل الغاصب وتارة ضد المستبد الفاسد وطوراً ضد العنصرية البغيضة بكل أشكالها وألوانها وخلفياتها ، غالبها حقق نتائج واسترد حقوقاً ، غالبها وجد دعم دولي لنصرة الشعوب، إلا نحن في بلاد العرب والمسلمين، قد يقول قائل إن هذه الشعوب دفعت ثمنا باهظا من الأرواح والدماء والحريات وخلال عقود أو قرون ، أقول ونحن دفعنا ، راجعوا إن شئتم من العام 2011 إلى اليوم فقط ، قتلى وشهداء تجاوزوا المليون ،وهناك مشردون ولاجئون داخل وخارج بلدانهم تجاوزا ال 25 مليونا ،
وهناك سجناء ومعتقلون بالملايين،في تركستان الشرقية وحدها مليون من السجناء المعذبين، إذًا نحن ندفع وقد يكون أكثر من غيرنا، أين المشكلة إذًا ؟ أين العقدة كي نفكها أو نجاهد في هذا الطريق؟ ؟ أين السد المانع لنسعى لهدمه وإزالته ؟؟
هل عقدة العقد أننا مسلمون ؟ في أجواء مشروع صهيوأمريكي بخلفية مسيحية يهودية عنصرية متطرفة جدده بوش الأب والابن معا ، استدعوه من عصور الحروب الصليبية وما قبلها ؟ وإلى الآن لما يتوقف أو ينتهي بعد ؟ ربما ! راجع أسباب عدم قبول الاتحاد الأوروبي ، النادي المسيحي ، لتركيا المسلمة في عضويته. .
هل لأن الاستعمار الغربي فوض وكلاءه من الملوك والأمراء
و الجنرالات و المؤسسات التابعة في حكم البلاد تفاديا لثورات شعبية بخلفيات إسلامية كانت على وشك الانفجار في وجهه وإزالته ؟ فوجد أن الوكلاء يحققون له ما لا يستطيع تحقيقه هو، خاصة في قهر وكبت التيارات الشعبية الإسلامية حتى لا يخرج المارد من القمقم ؟ ولما لا والغرب يبارك ويشارك في كل جرائم أنظمة الوكالة ضد الشعوب، في حين يقف على قدم وساق في حالات فردية غير عربية ولا إسلامية ،
أين العقدة ؟ وأين المشكلة ؟ أليس من حق قرابة 2 مليار مسلمًا أن يعيشوا بحقوق ومساواة وعدالة مثل باقي سكان المعمورة ، أم أن العنصرية والمشاريع العقدية مازالت ترتدي أقنعة المدنية والحضارة الغربية ؟ تعددت ميادين المواجهة وأصبحت فوق الطاقة والجهد، لكن مازالت الفرص هنا، بيد الشعوب إن استطاعت إزاحة الوكلاء ليتعامل المشروع الغربي وجها لوجه مع الشعوب ومن يمثلون بالاختيار وليس بالوكالة والإجبار، مازالت لدينا الفرص .
(المصدر: رسالة بوست)