مقالاتمقالات المنتدى

الواقع المرير لأهل السنة في لبنان ووجوب العمل على تغييره 

الواقع المرير لأهل السنة في لبنان ووجوب العمل على تغييره

بقلم د. محمد أسوم( خاص بالمنتدى)

من المعروف أن المسلمين السنة في لبنان ، هم دعاة قيام الدولة القوية التي تحرص على العدل والتوازن بين جميع الطوائف

وهم دعاة الوسطية والحنيفية السمحة القائمة على احترام الآخر بعيدا عن التعصب الطائفي أو الاستئثار والاستقواء والهيمنة

ومع ذلك
فإن حال المسلمين السنة في لبنان حال يرثى له على كل الصعد ..

ومسؤولية رجال الدولة منهم في الوصول إلى هذه الحالة المتردية كبيرة جدا ، بل إن بعضهم ساهموا في صنع هذا الوقع المرير للأسف …

ومسؤولية المرجعية الدينية في التقصير بمراقبة ومناصحة ومتابعة رجال الدولة أكبر وأكبر

■■ إن واجب أي زعيم سياسي مسلم على مذهب أهل السنة والجماعة بالإضافة إلى حرصه على قيام الدولة القوية العادلة ، أن يحرص على المصالح الشرعية وعلى حقوق المسلمين السنة التي يكفلها الدستور والقانون…
بل إن الواجب عليه أن يعمل على زيادة هذه المصالح ضمن منطق الحق والعدل والتوازن الطائفي في لبنان …

وإن أي تفريط بهذه المصالح وهذه الحقوق ، يجب أن يتصدى له المسلمون جميعا وعلى رأسهم المرجعية الدينية بالنصح والتوجيه والإرشاد وصولا إلى القطيعة والمواجهة اذا اقتضى الأمر

■■ إننا نعيش في لبنان بين مصالح شرعية مهددة ، وحقوق مهدورة ، وهوية ضائعة ، وعدالة منقوصة ، ومشاريع تنموية مشوهة ومسروقة ، وعلاقة بالأمة مبتورة …

وتفصيل ذلك ما يلي :

●● على صعيد المصالح الشرعية :
-أحوالنا الشخصية مهددة وجوديا بالزواج اللاديني
– التعليم الديني لا قيمة له ولا اعتبار في المنهج التربوي
– يوم الجمعة تم إلغاء عطلته واعتباره يوما عاديا
-قيمنا الإسلامية وفطرة شبابنا وبناتنا مهددة بتعديل المناهج التربوية
– الحجاب مطارد ومحاصر ويتعرض لحملات إعلامية شديدة
– قوانين مكافحة العنف ضد المرأة وفق النظرة الغربية تشق طريقها نحو التشريع
– الجمعيات النسوية التي تدعو الى الاباحية والشذوذ وتحرض المرأة على الرجل تسرح وتمرح في مناطقنا

حتى تأجيل تقديم الساعة عدة أيام منذ سنتين تسهيلا لصيام الصائمين قامت عليه حرب شعواء لا هوادة فيها

■ على صعيد تحصين العلماء وتحسين أحوالهم

وهذا من أهم واجبات المرجعية الدينية والسياسية على حد سواء ..
وللأسف ، أغلب العلماء في لبنان يحملون هم العيش ، وبعضهم جعل من صالونات الأغنياء والزعماء مصدر رزق لهم ..

وهذا ما جعل رجال السياسة يحرصون على تقريبهم وتسخيرهم خدمة لمصالحهم الخاصة ، وجعلهم شهود زور في كثير من الأحيان …

إن كثيرا من العلماء فقدوا مكانتهم واحترامهم في نفوس الناس ، لأنهم يرونهم خطباء الثناء والمديح لرجال سياسة لا يستحقون إلا الذم والعزل …

بل إن هناك علماء يسترزقون من أعدائنا ، من قتلة المسلمين ومغتصبي أعراضهم …وهذا يدمي القلب غما وحزنا

■ على صعيد حفظ حقوق المسلمين ، والمطالبة بالعدل ونصرة المظلوم …

– الموقوفون الإسلاميون جرح نازف منذ عشرين عاما أو يزيد
– أوقافنا المسلوبة من قبل الطوائف الأخرى
– مئات المواقع والمناصب اقتلع منها المسلمون السنة
– حرمان المسلمين من بناء مسجد أو بناء مئذنة لمسجد في بعض المناطق
– حرمان المحجبات من وظائف عديدة في الدولة
– التنكيل بالنازح السوري السني قبل انتصار الثورة
– حرمان الفلسطيني السني من كثير من الحقوق
– حرمان الأكفاء من أهل السنة من العديد من الوظائف بحجة التوازن الطائفي ( ولم ينص الدستور على ذلك )
– ادانة المرتكبين السنة دون غيرهم في القضية الواحدة
– تسليم المظلومين السنة المعارضين للاستبداد لحكوماتهم الظالمة (قضية القرضاوي )(تسليم الفارين من النظام السوري قبل انتصار الثورة )
– حرمان المرأة المسلمة من اعطاء الجنسية لزوجها غير اللبناني واولادها منه …

■ على صعيد التحكم بدار الفتوى …

إن من واجب المسلمين جميعا أن يمنعوا التحكم بدار الفتوى من قبل السياسيين وأن يمنعوا كل أشكال الفساد فيها :

– الواسطة في تعيين الموظفين على حساب الكفاءة
– الرشوة في مؤسسات الدولة و المحاكم الشرعية
– تسييس صناديق الزكاة وجعلها مناصب دنيوية لخدمة السياسيين
– استخدام المال السياسي في الاستحقاقات المتنوعة
– منع الجسم العلمائي من اختيار المفتين وتحكم رجال السياسة بالنتائج عبر هيئة عامة قليلة العدد ، وقليلة الحضور علمائيا ..
– منع إنشاء دوائر أوقاف أو مراكز إفتاء في مناطق يزيد عدد سكانها في لبنان وبلاد الاغتراب عن ال٢٠٠ ألف نسمة
– منع تثبيت معلمي التربية الإسلامية وإعطائهم رواتب تعادل على الأقل رواتب معلمي الرقص والموسيقى

■ على صعيد الإنماء المناطقي

إن تهميش مناطقنا وتعطيل مرافقنا الحيوية جزء لا يتجزأ من السياسة في لبنان ، يشارك فيه زعماء السنة عن قصد أو ضعف وعجز …

واذكر هنا المناطق التي أعيش فيها تاركا لأهل المناطق الأخرى أن يذكروا ما عندهم :

– طرابلس العاصمة الثانية للبنان هي المدينة الأفقر على المتوسط
وكل مرافقها معطلة او شبه معطلة ما عدا المرفأ …

– المنية الضنية كل المشاريع فيها هي عبارة عن خمسة أنواع :
مشاريع على الورق لم تنفذ
مشاريع نفذت لم تستكمل
مشاريع استكملت لكن مشوهة ومسروقة
مشاريع استكملت لكنها عطلت وأحرقت
مشاريع تم إقرارها ويجري العمل على إلغائها

– عكار : المحافظة المحرومة والمهمشة وفيها مطار القليعات الذي عجز كل الساسة السنة عن تشغيله

■ على صعيد قضايا المسلمين وخاصة قضية فلسطين :

أن بعض رجال الساسة يحرصون على بتر علاقتنا بأمتنا ، بل إن بعضهم يريدون منا بعد الطوفان الكبير في فلسطين والفتح العظيم في سوريا أن نلتحق بمحور التطبيع والخضوع !!!!

نحن جزء من أمة ، ولسنا طائفة يتيمة في لبنان …

وهذا يتطلب منا ما يلي :

– دعم حق الشعب الفلسطيني وحق الأمة الإسلامية كلها في تحرير فلسطين وتطهير أقصاها من الاحتلال الصهيوني
– دعم خيارات الشعوب في تقرير مصيرها في وجه أنظمة القمع والجبروت وفي وجه مشاريع الهيمنة الإقليمية والدولية
– دعم الشعب السوري في تمكين نصره ومواجهة كل المؤامرات والمكائد التي تحيق به

هذا واقعنا المرير …
قد ذكرت منه ما طرأ على ذهني في هذه العجالة
وإذا لم نجعل إصلاح هذا الواقع وتحصيل هذه الحقوق واعادة ربط المسلمين السنة بأمتهم من أهم أهدافنا في لبنان ، فإننا ذاهبون إلى مزيد من التشرذم والضعف والهوان والغثائية ….

إقرأ ايضا:عاقبة من يتحدى الله ورسوله..!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى