مقالاتمقالات المنتدى

الهجمة الغربية الفكرية على الدين الإسلامي

الهجمة الغربية الفكرية على الدين الإسلامي

 

بقلم محمد درويش (خاص بالمنتدى)

 

الهجمة الغربية المادية منها أو الفكرية على الدين الإسلامي و البلاد الإسلامية منذ القرن الثامن عشر -والتي بدأت مع حملة نابليون على مصر- كانت آثارها السلبية والتي تراكمت إلى اليوم لاتكاد تخفى على العيان على الصعيد الفكري والأخلاقي..

أذكر شيئا من تلك الآثار -التي سأبني عليها كلامي-: ومنها خلق حالة من عدم الاعتزاز أو لنقل نبذ المسلمين لتراثهم وتشوش المعالم و الثوابت في المجتمع الإسلامي في بعض الأصعدة. فقد كان من هذا حاله أضحوكة هذه الهجمات (المغلفة بدعوى العلم).

وقد ابتُلي المسلمون بهذا البلاء منذ ذلك الحين ومازال في استمرار وتضخم خاصة مع ظهور الحركات العلمانية و الحداثية و القومية التي تدعو إلى انخلاع الإنسان من نفسه والتصبغ بما يوافق هواهم، ومن العجيب قناعتهم بصبغ أمة قامت على هذا الأساس الإسلامي المتين وإيمانهم بأن هذا من حقوقهم -حق أن تتبع الأمة أهواء فئة صغيرة لاتكاد تُرى إذا ماقورنت بهذه الأمة- والأعجب من هذا هو إصغاء الآذان وفتح المنصات وتسهيلات وتسهيلات لهذه الأفكار وحامليها. وأسأل نفسي هل أصبح المسلمون بهذه الروح الإنهزامية لجهلهم بتاريخهم أم بسبب وقوعهم في فخ هذه الدعوات الفارغة أم هو تنكّر من الإسلام والمحافظة؟ فأجد لهذا السؤال بعض الأجوبة ومنها:

١. أن ذلك كان قسمه الأكبر من خلال تزوير وتحريف التاريخ سواء الحديث(الذي سطرته اسلحة المنتصرين) أو من خلال دس السموم في تاريخنا الكبير الذي افتقر في بعض مواضعه إلى تحقيق.

٢. فراغ المسلمين داخلياً وروحياً من روح الإسلام وصيرورة الدين تقاليد وعادات ليس إلّا مما خلق حالة من عدم الشعور بالانتساب وغياب دافع الدفاع عن الإسلام والمسلمين.

٣. عدم قراءة تاريخنا الحقيقي الحافل بالمفاخر والانتصارات الكبيرة التي جعلت المسلمين قادة العالم حضارياً وعسكرياً وعلمياً، في حين كانت أوربا تعيش عصور الظلام. لا أقول أن ننسى حاضرنا ونتغنى بتاريخنا إنما نتعلم منه ولاننسى من كنا ليكون دافعاً لنا للعمل.

٤. ضعف المسلمين في أيامنا هذه وظهورهم في مظهر الخاسر المنكوب الذي لاحول له ولا قوة -والأمر في الظاهر هكذا إلا أنّ السنن تخبرنا بأن الأيام دول وأنه كما وجد أيام قوة وتمكين فسيكون هناك أيام تمحيص وفتنة ليعلم الله الذين جاهدوا ويعلم الصابرين-.

٥. التأثر بالحضارة الغربية التي وصلت إلى ذروتها في المدنية وإلى أدنى مستوياتها في الأخلاق إلا أنّ المسلمين ومع الأسف لايرون إلا العامل الأول. لا شك أن هذه الأسباب وغيرها كانت العامل الأكبر فيما وصلنا إليه وقد رأينا مَن تنكر للتراث وقام بنقضه حتى جاء بعضهم بطامات وادعى أن الأمة على مدار أربعة عشر قرن لم تفهم الإسلام الصحيح. لنقرأ سنن الله في الكون، لنتدبر القرآن، لنعش السيرة النبوية، لنستمع الى سير عظماء أمتنا، ولنتقن لغتنا العربية، لنربي أولادنا على القيم الإسلامية وقصص الصحابة بعيدا عن المسلسلات التغريبية، لننافح عن هويتنا.. فما بقاؤنا إن كنا مهمشين؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى