بقلم د. سامي عامري
جاءني على تويتر تحدٍ من نصرانية عربية إن كنتُ قرأتُ بنفسي الأناجيل، وتفاسير النصارى لها (وقد أحلتها إلى أحد كتبي لتدرك الجواب معاينة لكن يبدو أنها تخشى القراءة!)
المحزن في التحدي دلالته أنّ الكنائس العربية قد أفلحت في غسل أدمغة أبنائها أنّ الذين يعترضون على ما في الأناجيل من أخطاء وتناقضات ومنكرات تاريخية وعلمية لا يقرؤون..
من المحرج أن يتحدّث المرء عن نفسه، ولكني كغيري من كثير من المهتمين بدراسة النصرانية نقرأ الأناجيل مرارا وتكرار، بترجماتها العربية (البيروتية وغيرها)، وبنصها الأصلي اليوناني، وببعض أهم ترجماتها القديمة (السريانية…)، وبترجماتها المعاصرة: الإنجليزية والفرنسية التقليدية والأحدث.. وأما عن التفاسير فلا أجد وقتا لأهدره مع التفاسير التي يصدرها بعض رجال الكنيسة المصرية (مثل تفسير المهندس أنطونيوس فكري والقمص تادرس يعقوب ملطي على شهرتها على النت)؛ فهي رديئة وغير علميّة.. واهتمامي قاصر على التفاسير النقدية التي تعني بالتعليق على النص في لغته الأصلية ورصد اختلاف القراءات والجدل الجاد في المسائل التاريخية واللاهوتية (مثل: The New International Greek Testament Commentary و he New International Commentary on the New Testament والأحدث: Exegetical Guide to the Greek New Testament)، مع عناية بتفاسير آباء الكنيسة، خاصة يوحنا الذهبي الفم وأريجانوس (ومختصر أهم أقوالهم في سلسلة: Ancient Christian Commentary on Scripture)…
عامة النصارى العرب لا يزالون متعلقين بالصورة الكاريكاتورية التي رسمتها الكنيسة للنقد الإسلامي، ولذلك لا يزال يستمتع شبابهم بكتابات القمص عبد المسيح بسيط والقمص مرقص عزيز وردودهما، رغم أنّ بينها وبين المنهج العلمي مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، كما يُقال، وقد تم نقض أصولها مرارا وتكرارا..
عامة النصارى العرب أُقنعوا للأسف- بغسيل المخ- أنّ المسلمين قد غسلت أدمغتهم حتّى لا يسمعوا دعاوى الأناجيل.. ووظيفة المسلم أنّ يقنع جاره النصراني فساد هذه الخرافة، ليخرج من قمقم التكرار، ويقرأ.. وقد قال يسوع الكنيسة : “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يو 8/32)؛ فاطلب الحق حتى لا تهلك”.
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)