النابلسي: أعداؤنا صنعوا التطرف لمحاربة “الإسلام الوسطي”
قال الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي إن “التطرف” من صنع أعداء الإسلام، بهدف محاربة الإسلام الوسطي، حيث تمكن الغرب بذكائه من إلغاء الفكرة والنص واعتماد الصورة التي تفسد الإسلام وتشوهه، مطالباً بضبط الفضائيات وما تعرضه من برامج تخرج عن ضوابط الدين، وتدمر أخلاق الشباب.
وأكد النابلسي في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب على أهمية التجديد في الخطاب الديني، موضحاً أن هذا التجديد يجب أن يخاطب عقل الإنسان وقلبه على حد سواء كي يحقق سعادته في الدنيا والآخرة.
وقال: “إن الدين الإسلامي توقيفي لأنه من عند الله سبحانه بمعنى أنه لا يزاد عليه ولا يحذف منه، كما أنه موضوعي يسمو بالإنسان، ولا يفرق بينه، وبين إنسان آخر”، مضيفا: “أن وجود الإنسان لا معنى له بدون منهج يسير عليه يحرك القوى الإدراكية والقوة التعبيرية التي أودعت فيه”، لذلك فإن علينا “أن ننزع كل ما ليس من الدين”.
وأشار الدكتور النابلسي إلى أن هناك محاولات تشويه للدين عن طريق الأشخاص الذي يقومون بأفعال لا تحتمل، داعياً إلى صحوة لا تقبل الفكر الهابط أو المصطنع أو حتى الأخبار الكاذبة، وإنما تقبل بخطاب المواطنة؛ كي يكون المجتمع موحداً، لا مكان فيه لمصطلحات مثل الطائفية، والإقليمية، وغيرها على اعتبار “أن المؤمنين إخوة”.
وحول أهمية القراءة والكتاب قال النابلسي أن الكتاب له أثر مستقبلي، ويبقى هذه الأثر بشكل واضح في شخصية الإنسان، مشيرا إلى أن القراءة أرقى هواية على الإطلاق، فمن قرأ كتاب مفكر ما فقد استعار عقله كله، وبالقراءة نحن نأخذ كل ما عند المفكر والعالم والفيلسوف.
ودعا الدكتور النابلسي إلى الاهتمام باللغة العربية واستخدامها وتعلمها، وقراءة النصوص التي تحرك المشاعر والأدب الرفيع، فاللغة أرقى أداة تواصل مع البشر، والكتاب يبقى كأداة للتواصل بين الأجيال عن طريق التأليف، مبيناً أن القراءة أنواع ومنها قراءة بحث وإيمان من أجل معرفة الحقيقة، بحيث تعرف نفسك ومهمتك في الحياة ، وقراءة أخرى هي قراءة شكر وعرفان على نعمة الإيجاد والإمداد ونعمة الصحة والعمل، ونعمة الهدى والرشاد التي تعتبر أعظم عطاء منحنا إياه ربنا سبحانه وتعالى.
(المصدر: بصائر أونلاين)