مقالاتمقالات مختارة

الموسم الثاني من الربيع العربي.. وخريف الجنرالات

الموسم الثاني من الربيع العربي.. وخريف الجنرالات

بقلم عصام الدين سنان

انقلب النظام السوداني على رأس نظامه مضطرا للمحافظة على مكتسباته أمام ثورة شعبية شبابية ليحقق نجاحًا مؤقتًا وجزئيًا ويمنح الشباب الثائر مضطراً للمرة الثانية نقاط ربح في جولة طويلة امتدت للأسابيع وهم يواجهون نظامًا عسكريًا “متأسلمًا” ومعه معظم النخب السياسة والمعارضة أو التي تدعي ذلك، دون أي دعم إعلامي أو سياسي إقليمي أو دولي، كما اضطر قبل أيام جنرالات الجيش الجزائري للإطاحة برأس النظام ليتقي غضب الجماهير، التي استخف بها لدرجة إعادة ترشيح رئيس منتهية ولايته وصلاحيته الصحية.

ولكنه واجه جماهير أكثر وعياً وأكثر شكًا بعد أن استفاد وبقوة الاتصال المجتمعي عبر المنصات الإلكترونية التي وصلت بين الشعوب وبادلت الخبرات وألغت التأشيرات والمساحات مما ضيق مساحات المناورة على الجنرالات وجمد طمحوهم فلجئوا لحل وسط وهو الطريق الدستوري لتسليم السلطة .

وفي محاولة يائسة قام خليفة حفتر الجنرال المتقاعد “المتعاقد” بمحاولة الانقلاب على العملية السياسة المدعومة من القوى الثورية، متعاونًا ومستعينًا بقوى الشر الإقليمية الكارهة للربيع العربي وطموحاته، لكن وصله ردٌ عنيفٌ وقويٌ من ثوار تعلموا من أخطاء الموسم الأول للربيع فكان الرد عسكريا وسياسيا ليحولوا الجنرال من شريك سياسي إلى متهم بجرائم حرب.

فهناك نقاط كثيرة إيجابية لصالح الربيع العربي في موسمه الثاني -لم تحسم جولاته بعد- أهمها سرعة استجابة الجنرالات وقلة الخسائر البشرية في صفوف الثوار والمكسب الأكثر إيجابية فشل التلويح بفزاعة سوريا وتمزيق الثورة وتشريد شعبها بالإضافة لحالة واعي متراكم ضيق مساحات المناورة والمراوغة والمخادعة لجنرالاتهم أصالةً أساس النظم التي ثارت عليها الشعوب.

جنرالات بارت بضائعهم المزيفة والمذيلة بشعارات وطنية أو قومية أو حتى إسلامية بارت في سوق معظم شبابه من جيل مختلف، ثار على كل وعودكم الكاذبة وبطولاتكم الزائفة وعمالتكم الواضحة لقوى الشرق والغرب، جيل لم تعودوا تمثلونه يوم قتلتموه برصاص جيشه الوطني .

غدر الجنرالات وخلفهم لوعودهم دفع جيل الربيع العربي للبحث عن تاريخهم الملطخ بالخيانة في الجولان والعمالة لفرنسا كما أسفر البحث المدعوم بالثورة التقنية، وهي السلاح الوحيد لدى هذا الجيل بعد الإيمان بالله ثم حقه في الحرية،عن أملاك وعقارات في الداخل والخارج باسم الجنرلات وزوجاتهم وأبنائهم ومن قبلها منح دراسية لدراسة العلوم العسكرية تمنح لصفوة مختارة للعائدين ليكونوا جنرالات المستقبل وقادة الانقلابات.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى