مقالاتمقالات المنتدى

المنهج | بقلم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي

بسم الله الرحمن الرحيم

المنهج

هو الأصل والمنطلق.. هو الأساس الهندسي الذي يقوم عليه البناء الفكري والخلقي والسلوكي.. هو خارطة الطريق للحاضر والمستقبل.

المنهج جذر شجرة القناعات والتصرفات.

كلما كان المنهج صحيحاً كانت الرؤية واضحة وكان التصور قويماً وعندما يختل المنهج تغبش الرؤية وتضطرب التصورات.

ركز الإسلام من أول أمره على إيضاح المنهج وترسيخ معالمه وتركيز أصوله.. وتلقى الأصحاب الكرام ذلك بقريحة عربية نقية لم تخالطها عُجمة الفلسفات ولم تشبها كدورة اللغات؛ فبعقول راجحة أخذوا، وبقرائح صافية تلقوا، ولذلك لم يدخلوا في الأغاليط ولم يماروا، ولم يتكلفوا ما لم يؤمروا به ولم يغالوا ولم يفرطوا.

المنهج مسلك علمي قويم في التفكير والفهم والاعتقاد والعمل والسلوك، وهو مفهوم أوسع وأرحب من أن يحصر في مذهب معين أو إمام بذاته.

المنهج أصول وقواعد ومنطلقات ثابتة، وهو مع ذلك نقض صارم مستمر للتقليد الأعمى والخرافة والجمود، تأسيساً لحضارة الخير والعدل والإحسان والحق والفضيلة، وخروجاً من وحشة الشتات وخيبة الأوهام وتخرصات الظنون وغمرات اللغط والهرج والمرج، وعروضات البضائع الفكرية المتناقضة وقطع الغيار الثقافية.

المنهج طريق رشد من خلال ثوابته تفتح مشارع التجديد وتتحد رؤاه وتمتد أنفاسه في الزمن كله، ويبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد.. منطلقاً من المنهج لتجاوز أزمنة النكسات والأزمات وكيانات الفساد والانكسارات.

السير بغير منهج خداع وجري خلف السراب؛ لأن البناء على غير أساس هو في الحقيقة هدم، إنه كالمدح الكاذب الذي هو في حقيقته ذم.

سعيد بن ناصر الغامدي

2/6/1438هـ جدة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى