
المنكوبون في الثّغر أولی النّاس بصدقة الفطر!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالنتدى)
قال تعالی: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ وقال اللّه تعالی: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال تعالی: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {ما نَقَصَت صَدَقةٌ مِن مالٍ} ويقول ﷺ: {تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى} ويقول ﷺ: {لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِِ} الزّكاة أو الصّدقة تطهّر الأموال وطاعة للّه الكبير المتعال وسدّ حاجات المسلمين المساكين أصحاب العيال! وإنّ ديننا العظيم معشر المحسنين الصّائمين يوجب علی القادرين نجدة إخوانهم المرابطين -في غزّة العزّة الأبيّة وفي مخيّمات الضّفّة الغربيّة- بالزّكاة أو صدقة الفطر والصّدقات وشتّی أنواع المساعدات! ومن المفترض أنّ يحبّ كلّ مسلم لأخيه ما يحبّه لنفسه وأن يضع نفسه موضعه في أيّ أمر! فإذا خاطبه وضع نفسه مقامه وإذا عاتبه وضع نفسه مكانه وإذا قصده لحاجة سعی في قضائها وشاركه في أفراحه وأحزانه وإذا حلّت به مشكلة لم يشمت به بل يرحمه ويتألّم بشدّة لما وقع به ويسعی جاهدًا في دفع ذلك عنه ويقيل عثرته ويلتمس له المعاذير! إنّ الواجب الدّينيّ يحتّم على كلّ المؤمنين القيام بمدّ يد العون للمحتاجين: كلّ حسب موقعه واستطاعته وعلى قدر إمكانياته ومسؤوليّته ومستوى تأثيره قال رسول اللّه ﷺ: {مَن كانَ مَعهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بهِ علَى مَن لا ظَهْرَ لهُ وَمَن كانَ لهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بهِ علَى مَن لا زَادَ لهُ} ويقول ﷺ: {إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ -أيْ نفَذ زادهُم وَقَلَّ طَعامُ عِيالهِم-: جَمَعوا ما كانَ عِندَهم في ثَوْبٍ واحِدٍ ثمّ اقتَسَمُوا بَينهُم في إناءٍ واحِدٍ بِالسَّويَّةِ فهُم مِنِّي وَأنا مِنهُم}! وقد قال جمهور العلماء بوجوب إغاثة الفقراء من أموال الأغنياء إذا لم تكف أموال الزّكاة في سدّ فاقتهم! يقول تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ وقد قال نبيّنا ﷺ: {المُسلِمُ أخو المُسلِم لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ كانَ اللّهُ في حاجَتِهِ وَمَن فَرَّجَ عن مُسلِم كُرْبَة فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ بِهَا كُرْبَة مِن كُرَبِ يَوْمِ القِيامةِ} إنّ إخوانكم المرابطين في أرض المحشر والمنشر أولی النّاس بمال الزّكاة وصدقة الفطر لما يعانونه من عري وفقر وجوع وأمراض! فأروا ربّ العالمين من أنفسكم خيرًا معشر المحسنين! أ
إقرأ أيضا:بيان: الرد الشرعي على دعوة محمد العيسى لدفع الزكاة للمفوضية السامية للأمم المتحدة