المنظمة الإسلامية … حلم وحقيقة
بقلم د. خالد أحمد الصالح
كتب المقريزي – المؤرخ تقي الدين أحمد المقريزي، من أعلام التاريخ، الذي سار شوطاً بعيداً في حدود الفكر والعقل. وبحث في أصول البشر وأصول الديانات، عاش في عهد المماليك في مصر بين القرنين الثامن والتاسع للهجرة – قائلاً «بتصرف»: «أغلب الفقراء تكون ميتتهم سريعة بسبب عدم قدرتهم على شراء الدواء لانخفاض مستواهم المعيشي».
هذا كان في القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد، ونراه الآن يتكرر في عصرنا فقد صرحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت شان عام 2014، أن ارتفاع أسعار الأدوية يمنع الوصول إليها، لن يستطيع أحد ولن تستطيع حكومات أن تقف أمام ارتفاع أسعار الدواء لا سيما للأمراض المزمنة وعلى رأسها السرطان، كل الصيحات ستذهب هباء وهي مجرد إضاعة وقت، الحل الأمثل في العودة إلى الطبيعة، إلى ما خلقه الله لنا من نعم أولية تعطي الفرصة للفقراء في جعل أرضهم دواءهم.
الحل في ما تقوم به المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية، تكثيف الجهود الدولية لتشجيع البحوث في مجال طب الأعشاب وتطوير مفهوم الطب التكميلي، هناك اليوم أدلة إرشادية طبية وعلم قائم على البراهين مخصص للطب التكميلي يمكن جعل الفقراء في العالم يستفيدون من الدواء والمعالجات الرخيصة في حدود إمكاناتهم.
السؤال المهم هل نعلم بالكنز الذي هو تحت أبصارنا في وجود هذه المنظمة بيننا؟
هل نحن حقيقةً مستعدون لتطوير الجهد الذي بدأه الدكتور عبدالرحمن العوضي – رحمه الله، ليصبح منهاج عمل قادر على تحقيق حلم الفقراء الذين يموتون أو يُقتلون بسبب عدم قدرتهم لتلقي العلاج؟
إن هذه المنظمة تحت رعاية الكويت، ففيها ولدت وفيها تكبر لتعطي مثلاً للعالم أن الدول الصغيرة قادرة على أن تعطي البشرية أفعالاً كباراً، نحتاج إلى إستراتيجية عمل ومؤشرات أداء وتعاون دولي من أجل دفع المنظمة إلى الأمام، هناك عشرة في المئة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، أكثر من سبعمئة مليون، وجميعهم لا يستطيعون شراء الدواء وهناك أكثر من ذلك من الفقراء الذين أيضاً لا يستطيعون مواجهة ارتفاع الدواء.
هناك عمل نبيل، عمل عظيم لدينا قواعده، فهل نحن قادرون على تحمل المسؤولية، المسؤولية أمام الله قبل كل شيء، فهناك في كل أرض يموت الفقراء لأنهم لا يجدون ثمن الدواء.
(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)
