مقالاتمقالات المنتدى

المكونات السُنيّة .. من الانفعال إلى الاحتمال

المكونات السُنيّة .. من الانفعال إلى الاحتمال

بقلم د. الخضر سالم بن حُليس (خاص بالمنتدى)

▪️قدرة الكيانات السُنيّة اليوم على تضييق مساحات خلافاتها الفروعية التي أوحى إليها بها الوهم المقدس في حقبة من الحقب أنها خلافات أصولية يتوجب حيالها (القطيعة) و(الهجر) و(الولاء والبراء) والتحذير من المخالف، ونسفه، يسمح لها – ذلك التضييق- بإعادة التماسك ومواجهة التخطيط الفارسي الزاحف على تضاريس الجزيرة العربية.

▪️تحتاج المكونات السُنيّة إلى تدفئة العلاقات، وإزالة مناطق الاحتقان، من خلال ضخ المزيد من التقارب واللقاء وإزالة مناطق الجفاء والمصارحة في كثير من الملفات التي تسبب الانزعاج الذهني لبعضهم إن وجدت، وإيضاح مالدى الأطراف من أدلة ومبررات.

▪️سيادة لغة الود، وتغليب نفسية التسامح، وإحياء لغة الأخوة، أولوية قصوى اليوم لهذه المكونات، إبعادًا للغة التراشق الإفتائي، ومعجم المناهي اللفظية، وقاموس الشتائم، ومفردات الجرح والتعديل التي استدعتها بعض الرموز السُنيّة وجعلتها لغة الترجمة والتوثيق بين بعضها.

▪️الردود العلمية السُنيّة في كثير من المسائل الفروعية شابتها لغة القسوة، وكميات العداء، وأساليب التعنيف والتنمر، بعيدًا عن فن إدارة الخلاف، وإحياء لغة التفاهم والحوار، فكانت كثير من المؤلفات السُنيّة في فروعيات الفقه والعقائد تحمل لغة التجريم والتخوين والتجهيل.

▪️كميات الشتائم التي أصدرتها بعض الرموز السُنية في القرن الماضي تفوق أعداد مثيلاتها من مفردات المحبة والتقدير مما جعلها اللغة الرسمية بين المكونات السُنية التي انشغلت ببعضها طوال السنين الماضية، فصنعت بينها حجابا صلدا وتراشقت بالاتهامات من وراء جُدر.

▪️يجب أن تسود لغة الحوار الباحث عن الصواب والفهم والتفهيم والتفاهم، وأن يترك التمترس خلف الآراء المجردة، محاولة للبحث عن النافع والمفيد، وتبادل الخبرات من بعضنا، بعيدًا عن لغة الردود الصارمة أثناء الحوارات وهي اللغة العنيفة التي ألفناها من كتب بعض العلماء محملة بكل معاجم الدفع والقطع والردع والصعق والاتهام.

▪️مالم تبادر المكونات السُنية لإحياء لغات الورد والمحبة وتوليد سلوك الانسجام، وتجفيف منابت التخوين والاتهام، فلن تبرح يأكل بعضها بعضا، وستبقى محكومة بذاكرة الصراع الماضي، وكلما أدرك خلافاتها الفتور بعثها نفر من مرقدها، ما تجدد في ساحاتها الخلاف.

▪️يجب عند تبادل القضايا الصادرة عن أفراد هذه المكونات:
?إبعاد لغة التعميم وإحياء لغة التحجيم.
?حصر القضية في نطاقاها وعدم تسييلها لباقي النطاقات.
?محاولة تفهم المبررات التي أصدرت هذا السلوك وأنتجت ذلك التصرف.
?في كل جماعة مجموعة أفراد يُعبّرون عن أفكارهم فقط دون أن يكون ذلك رأي المكوِّن أو الجماعة ومن الغلط سحب رأي أحدهم وغمز الجميع ورميهم من قوس واحد.
?كلما ثار خلاف فالتأجيج والنفخ في مواقده لا يحلانه بقدر مايكون التفاهم في نطاق الود والمحبة قاضيا لشظايا ذلك الخلاف.
يا يونس: الأ يستقيم أن نكون إخوة وإن اختلفنا في مسألة.
سدد الله خطى الجميع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى