المقاصد الشرعية ومستقبل فلسطين
ورقة بحثية مقدمة من د. سلمان مرضي السعودي أمين ملتقى دعاة فلسطين – غزة (خاص بالمنتدى)
هذه الورقة بحثية مقدمة من د. سلمان مرضي السعودي أمين ملتقى دعاة فلسطين – غزة لمناقشتها في المؤتمر الدولي الثاني للتعايش السلمي تحت عنوان “تقارب العالم الإسلامي وأفق الحضارة المستقبلية القائمة على مقاصد الشريعة” المقام في: جامعة طهران في 21 ذي القعدة 1444هـ الموافق 10 يونيو 2023م.
المقاصد الشرعية ومستقبل فلسطين
قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (الروم:69)
الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين، ومعز المؤمنين، ومذل الكافرين، والصلاة والسلام علي سيد الأنبياء والمجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين … وبعد.
إنّ من أهم القواعد الفقهية، ومن أكثرها شيوعًا والعمل بها، قاعدة “درء المفاسد أولى من جلب المصالح” حيث تمثل منهجا مقاصديًا في فقه الموازنات بين “جلب المصالح ودرء المفاسد” وللمقاصد صلة وطيدة بالمصلحة:
فالمصلحة كالمنفعة وزنًا ومعنًى، وهي ضد المفسدة والمضرة، ويعرب عنها بالخير والشر، وبالنفع والضرر، وبالحسنات والسيئات.
يقول عزالدين بن عبد السلام: المصالح هي اللذات وأسبابها. والمفاسد: هي الآلام وأسبابها أو الأضرار وأسبابها، فتكون المصلحة متمثلة في جلب المنافع وما يوصل إليها، وتكون المفسدة متمثلة في درء الآلام والأضرار وما يوصل إليها.
وبما أنّ فلسطين هي مركز الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل، وحلبة الصراع في القرون الثلاثة الأخيرة تؤكد ذلك، هذا من جانب، وانشغال الأمة العربية والإسلامية في مصالحها الذاتية بعيدًا عن المصلحة العامة المرتبطة بالدين والأمة وعن هذه القضية الأم من جانب آخر.
ففي هذه القضية المركزية لا بدّ من تحديد ما هي مفسدة، وما هي مصلحة، ولا بدّ من الاعتبارات التالية:
- إنَّ المعتبر في ذلك هو المفسدة العامة والمصلحة العامة، والتي تعود على معظم الأمة بالتأثير.
- لا بدّ من تقييم المفسدة، إن كانت مفسدة بحتة، أم هي مفسدة في جانب ومصلحة في جانب آخر.
- لا بدّ من الاعتبار الشرعي في تقييم المفسدة المصلحة.
ونجمل القول في ذلك: بأن في القتال مفسدة في النفس والمال والمقدرات، ولكن في الجهاد في فإنّ في الجهاد ودفع العدو حياة للغالب منها، وحفظًا للضروريات الخمس (الدين، والنفس، والمال، والعرض، والعقل) وحفاظًا لمستقبل الأجيال، ولهذا فرض الله تعالى الجهاد وجعله الفريضة الخامسة فقال تعالى: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (سورة التوبة:41) وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } (سورة التوبة:123سبيل الله تعالى والدفاع عن الدين والوطن مصلحة مُغلبة، فإن كان هناك خسارة في بعض الأموال والأنفس والثمرات،) وقال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا } (سورة النساء:84).
للاطلاع على الورقة البحثية كاملة يرجى الضغط على الرابط: المقاصد الشرعية ومستقبل فلسطين