انتقد المفكر الاسلامي الدكتور محمد عمارة – عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الازهر سابقاً – أن يوسف زيدان – الروائي والمؤرخ – معتبراً أنه قال عن المسجد الاقصى ما لم يقله أي من علماء المسلمين او حتى المستشرقين الذين درسوا تاريخ الإسلام .
وأضاف: ما قاله يوسف زيدان مصدره وثيقة نشرتها “رابطة الدفاع اليهودية” وكتبها مؤسسها .. ونُشرت هذه الوثيقة بمجلة الاهرام العربي بتاريخ 18 إبريل سنة 1999 وأنا رددت عليها في نفس المجلة يوم 15 مايو من نفس السنة “بحسب قوله”.
وأردف: الشبهة التي جاءت في هذه الوثيقة والتي رددها يوسف زيدان تستند إلى أنه عندما نزلت الآية الكريمة عن المسجد الاقصى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ” في سنة 621 ميلادياً لم يكن هناك مسجد جامع في القدس يسمى المسجد الاقصى .. وهذه الشبهة مردها عدم الفهم لكلمة “مسجد” فالرسول أسري به من المسجد الحرام ولم يكن نائماً ولا مقيماً في المسجد الحرام بل كان مقيماً في مكة أي أسري به من الحرم المكي إلى الحرم القدسي فالقرآن لا يتحدث عن بناء او جدار وشبابيك اسمها “المسجد الاقصى” او “المسجد الحرام” وإنما يتحدث عن الإسراء من الحرم المكي -لأن كل مكة حرم – إلى الحرم القدسي .
وأردف: الامر الثاني هو كلام الاخ يوسف زيدان ان المسجد الاقصى موجوداً بالسعودية وليس بالقدس .. هذا الكلام قاله أستاذ يهودي إسمه “الدكتور موردخاي كيدار” وهو استاذ في جامعة باريلان الصهيونية وقال هذا الكلام في الكنيست الاسرائيلي في يوليو عام 2009 وقال يومها ما قاله زيدان بالحرف الواحد وقال ان القدس يهودية وعلى المسلمين ان يحملوا احجار قبة الصخرة إلى مكة لان المسجد الاقصى مكانه “الجعرانة” بين مكة والطائف وكان يصلي فيه الرسول احياناً , واحياناً اخرى في المسجد الادنى القريب منه , هذا الاستاذ اليهودي استضافته إذاعة “المستوطنين امناء بناء الهيكل” ورددوا هذا الذي قاله “بحسب قوله”
وأضاف: أقول ان كل علماء الاسلام اجمعوا على أن اول مسجد بني في الاسلام هو مسجد “قباء” على مشارف المدينة .. والرسول في رحلته من مكة للطائف نعرف كيف استقبل ولم يقل عاقل او حتى نصف عاقل أنه قد بنى مسجد في هذا المكان .. ويجب أن نفرق في حياتنا بين كاتب بصنعه العلم وكاتب يصنعه الإعلام “بحسب تعبيره”.
وأردف: نعم كانت القدس تسمى “إيليا” لكن من سماها القدس هم المسلمون بعد الفتح الإسلامي ليكون اسمها رمزاً للقدسين الموجودة في الإسلام .. وأنا نشرت تلك الوثيقة كاملة ورددت عليها في كتابي “القدس بين اليهودية والإسلام ” سنة 1999 .. ورددت على شبهة “مردخاي” في كتاب اخر عام 2011 لكن الغريب أن يأتي من ينقل عن الصهاينة ولا ينقل عن العلماء الذين كتبوا في الدين او حتى التاريخ “بحسب قوله”
وأستدرك: بخصوص حديث “زيدان” عن المعراج فهناك خلاف بين العلماء حول ما اذا كان المعراج بالروح أم بالجسد لكن الرأي الراجح أنها كانت بالجسد .. ولو كانت مجرد رؤيا منامية لما تحولت إلى فتنة لأن هناك من سمعوا كلام الرسول عن المعراج فارتدوا عن الإسلام والقصة معروفة حين قال ابو بكر : انا أصدقه في نبأ السماء ..
وكان الكاتب يوسف زيدان قد زعم أن المسجد الأقصى الموجود حاليًّا في مكانه التاريخ الذي عرفه العالم فيه منذ أن خلق الله الخلق لم يكن هو المسجد الذي قصده الله في القرآن، ما أثار ردود أفعال واسعة تجاه هذه التصريحات.