المغامسي .. انغماس في التزلّف للحاكم على حساب الدين
(خاص بالمنتدى)
أثار الداعية السعودي “المحسوب على السلطة الحاكمة في بلاد الحرمين” صالح المغامسي الجدل واسعاً بعد تصريحات مثيرة له دعا فيها إلى إنشاء مذهب إسلامي فقهي جديد.
وجاء تصريح المغامسي في برنامج تلفزيوني تبثه القناة السعودية الأولى.
وقال المغامسي في تصريحاته التليفزيونية إن “الفقه الإسلامي صناعة بشرية ويجب مراجعته.. ولا بد من إقامة مذهب إسلامي جديد”.
الشيخ صالح المغامسي: رجائي أن يُنشئ الله على يديّ مذهبًا إسلاميًا فقهيًا جديدًا.#ذات_صالح_المغامسي@SalehAlmoghamsy@samialjaber pic.twitter.com/ljeLx06Fwq
— ذات مع سامي الجابر (@stvThat) April 7, 2023
وأضاف صالح المغامسي: “الرجاء الذي أرجوه من الله عز وجل أن يحققه وليعذرني إخوتي العلماء أن ينشئ الله على يدي مذهباً إسلامياً فقهياً جديداً، هذا ما أرجوه من الله وأسعى له وسيقول الكثير من الناس من أنت؟!”.
إلا أن هذه التصريحات المنحرفة لم تمر مرور الكرام، حيث أثارت استنكاراً وانتقاداً من قبل علماء الدين والناشطين في التواصل الاجتماعي على حد سواء.
فقد استنكر الشيخ (بدر الغامدي) هذه الدعوى وذكر أنها “جهل فاضح بتكون المذاهب أصلاً، فهي لم تنشأ من شخص واحد، وإنما استمرت في التشكل زمناً طويلاً من الأئمة الذين قلدوه من بعده، وصار غاية فخرهم: مساهمتهم في المذهب”.
ثم بيّن الغامدي ماهيّة المذهب فقال أن المذهب “هو اختيار فقهي وفق دليل أو تعليل. فإذا كانت المسألة قديمة: فلا يجوز الخروج عن قول المسلمين وإحداث قول بدعي. وإن كان حديثاً: صار نازلة، لا زال كل العلماء يفتون فيها. فأين المذهب هنا؟”.
وقال الغامدي: “كان الأئمة يتدافعون الفتيا! ويودون لو كفاهم غيرهم، وكان أحمد ينهى عن كتابة رأيه”.
وذكر الغامدي أن “غاية علماء اليوم القدرة على تقليد المذاهب المتبوعة، والتخريج على أصولها. ومن يجتهد عنها في مسألة واحدة؛ عليه أن يجتهد في ذكر الدليل والتعليل لتبرير ذلك.
وقال الغامدي: “لم يجرؤ أئمة كالنووي وابن تيمية وابن القيم…الخ على مثل هذه الدعوى! وبعضهم كان له أمة تتابعه، وقوة سياسية تمكّنه”.
وختم الغامدي كلامه ببيان أن حقيقة دعوى المغامسي الأخيرة هذه “إنشاء مذهب فقهي جديد” بقوله: “لم تكن هذه الدعوى مجرّدة، بل سبقها: دعوى (التجديد)، و(خواء علمي). وقارنها: (نقد أحاديث الآحاد) و(تسفيه عمل أئمة الحديث) واعتزاز (بالمنهج العقلي). فنسأل الله السلامة والعافية مما يعقبها”.
من الجدير بالذكر أن المغامسي ليس بعالم ولا فقيه، بل تخصص الدراسي هو اللغة العربية.
وينفي المغامسي نفسه حصوله على شهادة عليا، وقال إن ما يُشاع عنه بحصوله على لقب “دكتور” غير صحيح.
ويلفت المغامسي إلى عدم حرصه على التفوق الدراسي، وقال: لم أكن متفوقًا دراسيًّا، ولم أحصل على تقدير امتياز في مراحلي الدراسية كلها، ولا أذكر أنني أخذت علامة كاملة في أي مادة في دراستي من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة إلا مرة واحدة (يظهر جاءت سهوًا) في مادة الحديث عندما كنتُ أدرس في المعهد العلمي.
يُذكر أن المغامسي سطحيّ الثقافة الشرعية يُجيد تحضير المواعظ، وقد تسلّق على أكتاف الصحوة لكي يظهر، ولم يكن حتى طالب علم ولم يحضر دروس العلماء في المدينة المنورة ولا يُعرف عنه القراءة والاطلاع الكثيف والنهم بالكتب العلمية الشرعية.