المطبعـــون العـــرب يطيلون عمر الاحتلال
بقلم أ. محمد الحسن أكيلال
المملكة العربية السعودية فضحت نفسها
آخر ما توصل إليه من تَدَين وتقوى وورع وتمسك بالشريعة الإسلامية السعي لإشعال نار الفتنة بتحريض حزب القوات اللبنانية المسيحي الماروني بزعامة المجرم “سمير جعجع” الذي قام شخصيا باغتيال المسلم السنّي رئيس الحكومة “رشيد كرامي” في تسعينيات القرن الماضي، وسجن ثم صدر قرار بالعفو عنه اتقاء شر الفتنة.
“سمير جعجع” رئيس حزب القوات اللبنانية الذي قام بجريمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في مخيمي “صبرا وشاتيلا” عام 1982 بتكليف من المجرم الصهيوني “آريل شارون”.
“سمير جعجع” الذي يقف بحزبه في معاداة المقاومة للعدو الصهيوني متحالفا مع حزب سنّي يترأسه “رفيق الحريري” المرحوم ثم ابنه “سعد الحريري”، وهو حزب ممول من طرف المملكة العربية السعودية.
بعد كل الجرائم البشعة التي ارتكبها التحالف الصهيوني السعودي الإماراتي المسيحي الماروني في تجويع الشعب اللبناني وحصاره المالي والاقتصادي ومنعه حتى من الكهرباء والغاز إلى درجة تدخل حزب اللــه وطلبه من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إرسال بواخر حاملة للبنزين والفيول وتوزيعه على الشعب اللبناني مجانا عن طريق المستشفيات ومحطات الكهرباء؛ هنا تحركت المملكة العربية السعودية لتحريض “سمير جعجع” لإشعال الحرب الأهلية من جديد.
رفض السعودية لتشكيل حكومة في لبنان
آخر إبداعات المملكة للظهور بمظهر المتحكمة في القرار السياسي في المنطقة وعلى رأسها لبنان حيث يوجد حزب اللـه الذي هزم الجيش الإسرائيلي عام 2006 رفضها لتشكيل أية حكومة في لبنان دون الشخصيات اللبنانية الموالية لها، رفضها لأية شخصية مستقلة أو وطنية تساند تيار المقاومة؛ وبعد أكثر من سنتين من الجمود في تشكيل الحكومة التي كلف بها “سعد الحريري” الذي اختطفته السعودية ذات يوم في زيارة له للملكة ولم تطلق سراحه إلاّ بتدخل الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا ها هي تعيد الكرة هذه المرة برفضها لتعيين الإعلامي اللامع “جورج قرداحي” الذي كان أهم الإعلاميين في قناة “MBC” السعودية لسبب بسيط أنه أدلى بتصريح انتقد فيه المملكة على حربها في اليمن، لم يتوقف الرفض عند حد استدعاء السفير السعودي عقابا للبنان، بل أمر دول الخليج الأخرى لتنحو منحاه كضغط قوي على الدولة اللبنانية وجعل “جورج قرداحي” يستقيل من الحكومة حفاظا على العلاقات مع المملكة ودول الخليج التي ساهمت في تجويع الشعب اللبناني منذ سنتين.
تأخير التطبيع إلى حين نجاحه
المملكة العربية السعودية التي أمرت الدول العربية الموالية لها بإعلان التطبيع أخرت إعلانها لا لشيء إلاّ لزيادة عدد الدول العربية المطبعة، وهذه النية المبيتة تعرفها دولة الكيان الصهيوني، وهي راضية بها كل الرضا، فالتطبيع الذي لم تعلنه سوريا ولبنان والعراق وكل دول المغرب العربي التي تقودها الجزائر في السنتين الأخيرتين من عودتها إلى مسرح الأحداث لذلك فالخوف السعودي من عدم التحاق هذه الدول سيزيحها من قيادة وريادة الإقليم ويجعلها معزولة لا تأثير لها في مسرح الأحداث.
غباء النظام السعودي جعله يجهل أن دولة الكيان الصهيوني هي التي تسعى لتبوء هذه المرتبة، قيادة الإقليم، وهي الأكثر أهلية اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا وتأثيرا في الأنظمة العربية التي روضتها لها المملكة العربية السعودية، والأغبى أنها لم تدرك أن محور المقاومة من القوة لدرجة أنه يحضر فعلا لإزالة دولة الكيان الصهيوني في أول حرب قادمة.
المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية