كتاب “المسلمون في البرازيل” .. قضايا في الهوية والانتماء
يبحث كتاب “المسلمون في البرازيل”، قضايا الهوية والانتماء للجماعات والطوائف والمؤسسات الذي جمعت نصوصه ونسقتها “فاتحة بلباه”، مديرة معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية، و”سيلبيا مونتينيغرو” الأستاذة في قسم الأنتربولوجيا السوسيو-ثقافية بجامعة “روزاريو” الوطنية في الأرجنتين في قضايا الهوية والانتماء للجماعات والطوائف والمؤسسات لدى الجالية المسلمة بالبرازيل.
والكتاب عبارة عن دراسات ساهم بها عدد من الباحثين البرازيليين حول جوانب مختلفة من واقع الوجود الإسلامي بالبرازيل، جمعتها ونسقتها “فاتحة بنلباه” و”سيلبيا مونتينيغرو”.
ويتضمن الكتاب، الذي طبع بشراكة بين المعهد والجامعة الوطنية “لروساريو” بالأرجنتين، دراسات لثمانية باحثين أكاديميين من أمريكا اللاتينية متخصصين في فلسفة الأنثربولوجيا الاجتماعية وعلوم الدين، تم إنجازها في العقد الماضي (2000-2010)، وتعالج راهن الجماعات والمؤسسات الإسلامية في البرازيل.
وتعتمد معظم هذه الدراسات على الملاحظة الميدانية المرتكزة على المقاربة التشاركية للمسلمين المستهدفين بالبحث.
وتسعى هذه الدراسات، المقتطع معظمها من أطروحات وبحوث جامعية، إلى تمكين المهتمين من تكوين نظرة شمولية عن الحضور والتوجه الهوياتي للإسلام في البرازيل، وتحديد المعالم المميزة للجاليات المسلمة في محافظات “ريو دي جانيرو” و”كوريتيبا” و”ساو باولو” و”بيلو هوريزونتي” و”فلوريانو بوليس” و”فوز دو إيغواسو”.
ويندرج هذا الكتاب في سياق التبادل الأكاديمي المكثف بين أميركا اللاتينية والعالم العربي الإسلامي، حيث تبلور مشروع إصداره في إطار الأنشطة والنقاشات التي احتضنها معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية، ويعد أول كتاب ضمن سلسلة متنوعة حول الإسلام في أمريكا اللاتينية.
وتطرقت “فاتحة بلباه” مديرة معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية إلى أسباب الاهتمام بمشروع هذا الكتاب وكيفية إنجازه والإطار الذي تم فيه ذلك، موضحة أن من مهام معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية البحث في العديد من جوانب مجتمعات أمريكا اللاتينية نظرا لأهمية الموروث التاريخي والثقافي المشترك مع البلدان العربية، والحضور الإسلامي في البرازيل مع استقدام العديد من المستعبدين الذين يدينون بالإسلام من إفريقيا بالخصوص إلى هذا البلد.
وأضافت بلباه أن موجة المهاجرين العرب الثانية إلى البرازيل قدمت من بلاد الشام ولكنها لم تكن تضم إلا حوالي 15 في المائة من المسلمين، قبل أن يرتفع عددهم بشكل كبير خلال موجة هجرة عربية ثالثة، إذ بلغ عددهم حسب إحصائيات رسمية عام 2010، 35 ألف و167 مسلما.
وأشارت مديرة معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية إلى أن عامل التقارب المستمر بين البلدان العربية وبلدان أمريكا اللاتينية منذ انعقاد القمة الأولى في برازيليا بالبرازيل عام 2005 ثم انعقاد قمتي الدوحة بقطر وليما في بيرو، اتخذ أبعادا مختلفة بالسعي نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر البحث في مختلف المظاهر المشتركة.
واعتبرت بلباه هذا العمل الأكاديمي، الذي يعد الإصدار المشترك الأول بين المعهد وجامعة “روزاريو” الوطنية، خير مثال على التعاون العلمي جنوب-جنوب وأنه يستجيب لأهداف القمم المنعقدة بين البلدان العربية وبلدان أمريكا اللاتينية، معلنة أن العمل القادم سيكون حول المسلمين في الأرجنتين.
وذكرت بأنه تم إنجاز الكتاب في إطار تعاون أكاديمي وثقافي متين بين جامعة “محمد الخامس-أكدال” وجامعة “روزاريو” الوطنية، خاصة بعد إحداث مجموعة البحث متعددة الاختصاصات حول العالم الإسباني البرتغالي بالمعهد عام 2009، مشيرة إلى أن أهمية الكتاب تتجلى في كونه صدر في ثلاث لغات (برتغالية وإسبانية وعربية) دفعة واحدة، وتجاوز المقاربة التاريخية إلى مقاربات أنثربولوجية وسوسيولوجية وإثنوغرافية ميدانية، علاوة على جانبه المؤسساتي (جامعات روزاريو وساوباولو وبارانا الاتحادية وبوسطن).
وأبرزت أن الكتاب تناول أيضا واقع الإسلام والمسلمين في بلد كاثوليكي متعدد الانتماءات العقدية، وتطور انتشار الدين الإسلامي في أوساط غير المسلمين، والتوجهات المذهبية المختلفة وكيفية تأطير معتنقيها.
أيضا يشار إلى أن الباحثة “سيلبيا مونتينيغرو” قدمت عرضا حول موجات الهجرات العربية إلى البرازيل بالخصوص، وموقع المسلمين منها، والعلاقة بين المسلمين والمعتنقين الجدد للدين الحنيف في البرازيل، وطريقة تعايش أتباع المذاهب الإسلامية في هذه البلاد.
المصدر: موقع “الإسلام اليوم”