ثانية جمهوريات أمريكا الجنوبية من حيث المساحة بعد البرازيل، كانت أكبر المستعمرات الأسبانية بأمريكا الجنوبية ، وكلمة الأرجنتين مشتقة من (الفضة) وأطلق عليها الأسبان هذا الاسم بسبب كثرة الفضة التي كان يتحلى بها الهنود الأمريكيون عند اكتشاف هذه البلاد ، واحتلتها أسبانيا منذ اكتشافها في سنة 922هـ – 1516م ، وأسس الأسباني (بدرو دومندوسة) مدينة بيونس إيرس (الهواء العليل) وألحقتها أسبانيا بمستعمرة بيرو ، ثم أسست بها مستعمرة (نعر الفضة) واستمر الاحتلال الأسباني لها حوالي ثلاثة قرون ، وحصلت الأرجنتين على استقلالها في سنة 1232هـ – 1816م .
وتبلغ مساحة الأرجنتين (2.777.815كم2) وتضم 22 مقاطعة والإقليم الاتحادي الذي يضم العاصمة ، هذا بالإضافة إلى ممتلكاتها في القارة القطبية الجنوبية وجزر الأطلنطي الجنوبي ، ومستعمرة تيرادلفويجو ، وسكان الأرجنتين في سنة 1408هـ – 1988م ، 31.536.000 نسمة وعاصمة البلاد بوينس إيراس ، وسكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ، ومن المدن الهامة روزاريو ، وقرطبة ، ولابلاتا ، ومندوسا ، وسنتافي ، وبها يابلانكا .
الموقع :
تشغل الأرجنتين معظم القسم الجنوبي من القارة ، وتمتد أرضها بين دائرتي عرض 22 ْ جنوبا إلى 55 ْ جنوبا ، ويبلغ طولها أكثر من ألفي ميل ، وقد منحها هذا الامتداد تنوعا في الإنتاج ، وتحدها شيلي من الغرب، وبوليفيا وبراجواي من الشمال ، والبرازيل وأوروجواي من الشمال الشرقي ، وفي شرقها المحيط الأطلنطي .
الأرض :
تنقسم أرض الأرجنتين طبيعيا إلى أربعة أقاليم ، أولها إقليم جبال الانديز وثانيها إقليم السهول الرسوبية في الشمال (شاكو) الواقعة بين نهري بارانا وأورجواي ، وهضبة بارانا، وثالثها إقليم البمبا ويتضمن السهول العظمي في شرقي مقدمات جبال الإنديز ، ورابعة أقسامها إقليم هضبة بناجونيا في جنوب شرقي الأرجنتين .
المناخ :
لامتداد الأرجنتين الواسع عبر مساحتها الشاسعة ، وخلال ثلاث وثلاثين درجة عرضية ، وكذلك لتنوع تضاريسها أثره على أحوالها المناخية ، وحصيلة هذا تنوع في الأقاليم المناخية ، فيسود القسم الشمالي شتاء جاف دافئ ، وصيف حار مطير ، وفي إقليم البمبا في الشرق يسود شتاء معتدل وصيف حار ، تسقط أمطاره في معظم أيام السنة ، وهو أغنى إقليم الأرجنتين لذلك يضم ثلثي سكانها أما القسم الجنوبي والمتمثل في هضبة بتاجونيا ، فيسوده شتاء بارد ، وصيف دافئ وهذا النطاق شبه صحراوي تصيبه أمطار قليلة .
السكان :
تضاعف سكان الأرجنتين خلال القرن الهجري الماضي عدة مرات ، فكان بها مليون ونصف مليون نسمة ، فأصبح عدده في الوقت الراهن 31.536.000 نسمة في سنة 1408هـ – 1988م ، وهذا ناتج من كثرة الهجرة إليها ، ومع ذلك فالبلاد منخفضة الكثافة السكانية (حوالي 11 نسمة كم2) ، وترتفع نسبة الأوروبيين بين سكان الأرجنتين حيث يشكلون الأغلبية (أكثر من 90%) من جملة السكان ، ولهذا تعتبر دولة أوروبية العنصر فمنهم 45% من الإيطاليين ، 30% من الأسبان ، ثم جنسيات أوروبية أخرى ، ويعيش حوالي 70% من السكان بالمدن ويعيش البقية من السكان بإقليم البمبا الغني .
وهناك أقليات من جماعات المستيزو ، وهم خليط من الأوروبيين والهنود الأمريكيين ثم أقلية من الهنود الأمريكيين الخلص ، وأقلية عربية مهاجرة .
النشاط البشري :
يتنوع النشاط البشري في الأرجنتين ، غير أنه يرتكز على الزراعة إذ تعتبر الأرجنتين من أكبر منتجي المواد الغذائية في العالم ، ومساحة الأرض الزراعية تقدر بحوالي 73 مليون إيكر ، ويعمل بالزراعة حوالي 11% من القوة العاملة ، وفي سنة 1408هـ – 1988م ، بلغ إنتاجها من القمح 7.7 مليون طن ، ومن الذرة 9.2 مليون طن ، ومن فول الصويا 10 ملايين طن ، ومن بذور عباد الشمس 3 ملايين طن ، ومن القصب الخام 14.7 مليون طن .
وتمتلك الأرجنتين ثروة حيوانية كبيرة ، وتعتبر من كبرى مناطق إنتاج اللحوم ، وقدرت ثروتها من الأبقار في سنة 1408هـ 1988م 50.7 مليون رأس ، ومن الأغنام حوالي 30 مليون رأس ، و 3 ملايين رأس من الماعز ، ورغم فقر الأرجنتين في الثروة المعدنية إلا أنها تنتج القليل من البترول (180مليون برميل) ، ويستخرج من مناجمها الفحم ، والحديد ، والفضة ، وبالأرجنتين صناعات خفيفة .
كيف دخل الإسلام إلى الأرجنتين ؟
كان وصول الإسلام إلى الأرجنتين أول الأمر مشابها لوصوله في الدول التي كانت تحت الاحتلال الأسباني بأمريكا الجنوبية ، وتمثل هذا الوصل في دخول بعض المسلمين من المورسكيين الأسبان ، ولم يبق من آثار هذه الفئة غير التأثير الأدبي الذي يظهر في الآداب الأرجنتينية ، ثم بدأت هجرة حديثة للمسلمين من بلاد الشام في أواخر القرن التاسع عشر ن واتسع نطاق هذه الهجرة في القرن العشرين ، خصوصا بين الحربين العالميتيين ، وتكاثر عدد المسلمين حتى أصبحت نسبتهم 1.3% من مجموع السكان ، أي أن عددهم التقريبي في سنة 1408هـ – 1988م يقدر بحوالي 409 آلاف مسلم ، وقدر عددهم في سنة 1385هـ – 1965م 250 ألف نسمة ، ومعظم المسلمين من أهل السنة ومنهم حوالي 7 ألف من الشيعة والعلويين وينتمون إلى سوريا ، ولبنان ، ومعظم المسلمين بالأرجنتين اليوم من الأجيال التي ولدت بأرض المهجر وقليل منهم من الأجيال القديمة التي هاجرت إلى البلاد ، لذا فصلة الأجيال الحديثة بالعالم العربي والعالم الإسلامي ضعيفة ، وتعاني الأقلية المسلمة من انقطاع هذه الصلة وضعف الروابط ، ويخشى على هذه الأقلية من الذوبان والانصهار داخل المجتمع الأرجنتيني .
الهيئات الإسلامية والعربية :
يوجد بالأرجنتين حوالي 15 هيئة ومؤسسة إسلامية ، وتنتشر الهيئات الإسلامية في مناطق مختلفة من الأرجنتين ، ففي بوينس إيرس 9 مؤسسات إسلامية منها المركز الإسلامي في سان جوان ، ومركز للدراسات الإسلامية في روجاس والمعهد الأرجنتيني العربي في بوجوتا بوينس إيرس ، ومركز النشرة العربية الأرجنتينية في أميلو لاماركا ، وبوينس إيرس والهيئة الإسلامية الخيرية في روجاس بوينس إيرس وفي سانتا روزا الهيئة العربية لمبا وفي قرطبة الجمعية العربية الإسلامية ، والمعهد الثقافي الإسلامي ، وفي مندوسا هيئة الاتحاد الإسلامي والهيئة الإسلامية العربية .
ولا تعترف الحكومة الأرجنتينية بالأقلية المسلمة رغم وجود عدد من المسلمين الأرجنتينيين بالجيش ، كذلك في بعض مناصب الحكم بالولايات ، وهناك خمس جمعيات إسلامية في أنحاء الأرجنتين ، ولكنها غير كافية ، ويفوقها عدد الأندية التي أسست على كيان عنصري كنادي بيروت ونادي حمص وغيرهما وكان الأجدى أن توجه هذه المؤسسات إلى نشاط إسلامي أو تتحول إلى جمعيات إسلامية ، حتى تدعم موقف الأقلية المسلمة ، وهناك عدد كبير من المسلمين المخلصين ، ولكن ينقصهم الوعي الإسلامي ورغبتهم قوية نحول العمل الإسلامي وبث الدعوة الإسلامية ولو أرسل لهم عدد من علماء الدين الذين يجيدون اللغة الأسبانية لكانت حصيلة الدعوة الإسلامية ممتازة في هذه البلاد ، وتشكل في البلاد المجلس الإسلامي الأعلى منذ فترة وجيزة ، ويضم المجلس معظم الجمعيات الإسلامية ويقوم المركز بنشاط ملموس في نشر الدين الإسلامي .
(موقع السكينة)