تقع قارة استراليا في نصف الكرة الجنوبي في غرب المحيط الهادي بالقرب من منطقة جنوب شرق آسيا، يحدّها من الغرب المحيط الهندي، ومن الشرق المحيط الهادي، وشمالاً كلّاً من بحر آرافورا وبحر تيمور اللذان يفصلان القارّة عن قارة آسيا، وجنوباً يقع المحيط المتجمّد الجنوبي، ومن بعده القارة القطبية الجنوبيّة. أما مساحة أستراليا فهي تزيد بقليل عن سبعة ملايين ونصف كليو متر مربّع، وبذلك تعتبر أستراليا أصغر قارّةٍ في العالم، وترتيبها بين الدول هو السادس من حيث المساحة، بالإضافة إلى احتلالها المركز الأوّل في كبر المساحة بين الجزر حول العالم.
وأما نظام الحكم فيها، فاستراليا هي إحدى الدول الفيدراليّة في العالم، تتكوّن من مجموعة ولايات أو مستعمرات تخضع لحكمٍ واحد، النّظام السياسي في أستراليا هو نظام الكومنولث؛ وهو أحد الأنظمة الليبراليّة الديمقراطية، وتعتبر أستراليا من أكثر الدول تقدّماً على مستوى العالم، وتحتلّ المركز الأول في مستوى المعيشة خارج القارة الأوروبيّة، واللغة الرسميّة في أستراليا هي اللغة الإنجليزية؛ وذلك لأنّ أغلبيّة السكّان هم من أصول أوروبيّة فضلاً عن أنّ أستراليا كانت إحدى مستعمرات التاج البريطاني لفترة طويلة من الزمن.
كيف دخل الإسلام إلى استراليا ؟
وصل الإسلام إلى استراليا عام ( 1227هـ 1850م ) ففي عام 1227هـ استقدمت السلطات الاسترالية اثني عشر جمّالاً ومائة وعشرون جملا وذلك من أجل اكتشاف مجاهل الصحراء الاسترالية، ولما كان الأفغانيون من أوائل القادمين لذا أطلق الأستراليون اسم الأفغان على كل من يأتي مع الإبل ثم اختصر إلى “غان”
بعد ذلك استطاع أحد المسلمين ويدعى “عبد الودود” أن يستقدم خمسمائة جملاً أخرى وعدداً كبيرا من الجمّالة المسلمين دفعة واحدة؛ وبذلك زاد عدد المسلمين، وقد عمل بعض منهم في التجارة فكانـوا محل الثقة التقـدير وبلـغ عــددهم 1319هـ ( 6599)مسلماً .
وقد شيد المسلمين العديد من المصليات والمساجد عبر طرق القوافل، كما أسهم رجال القوافل من المسلمين في مدّ أول خط حديدي عبر القارة الاسترالية من الشمال إلى الجنوب وأطلق اسم عليه اسم “غان” وهو اختصار لكلمة أفغان تخليداً لذكرى قوافل المسلمين .
ثم توالت الهجرات بعد ذلك إلى القارة من الدول المجاورة مثل اندونيسيا ومن جميع أقطار العالم الإسلامي وارتفعت نسبة المسلمين حتى تم الاعتراف بالدين الإسلامي
..إن نشر الإسلام في القارة الأسترالية في عام 1866م كان أهم وأعظم مساهمة قام بها الأفغان، وما زال الصدق والأمانة وحسن المعاملة والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي متعلقة بأذهان الأستراليين حول أولئك الرجال، إلى درجة أن عدم شربهم للخمر قد أدهش الغربيين.
إحصائيات عن المسلمين في أستراليا
حسب آخر الإحصائيات الرسمية السابقة في عام 2001 فإن هناك ما يقارب 300000 مسلم من 20 مليون نسمة في أستراليا؛ يقطـن 80% منهم في مدينتي سدني وملبورن. ولذلك تعتبر الجالية الإسلامية قليلة، حيث وجد بموجب الإحصاء الرسمي الأخير أن 36% فقط من المسلمين هم من مواليد أستراليا، وأما الأغلبية فهم من مواليد خارج أستراليا؛ وهذا يوضح أن المسلمين الأستراليين في الحقيقة هم من مهاجري الجيل الأول، وأبنائهم.
وقد أظهر الإحصاء الأسترالي الجديد، لعدد سكان أستراليا وتوزعهم الديني، ارتفاع عدد المسلمين في أستراليا، إلى ما يقارب 480 ألف شخص، أي بنسبة 2.2 بالمئة من إجمالي عدد السكان، مقارنة بإحصاء عام 2006، الذي قدّر عدد المسلمين 340 ألف شخص، أي بنسبة 1.7 بالمئة من عدد سكان أستراليا، البالغ ما يقارب 23 مليون شخص.
تزايد المهاجرين من المسلمين
أدت الحاجة إلى النمو السكاني ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في أستراليا لتوسيع نطاق سياسة الهجرة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. هذا الأمر أدى إلى قبول المزيد من مسلمي منطقة البلقان خاصة البوسنة والهرسك.
علاوة على ذلك فإنه ما بين 1967 و 1971 هاجر ما يقارب الألف تركي إلى أستراليا ضمن اتفاقية موقفة من قبل حكومتي البلدين. كان هذا المجتمع هو أول مجتمع مسلم من الشرق الأوسط يستقر في أستراليا خاصة في ملبورن وسيدني.
في بداية القرن الحادي والعشرين كان المسلمين من أكثر من 60 بلد استقروا في أستراليا أبرزهم من البوسنة والهرسك، تركيا، لبنان، إندونيسيا، ماليزيا، إيران، فيجي، ألبانيا، السودان، مصر، فلسطين، العراق، أفغانستان، باكستان، بنغلاديش، وغيرها من البلدان.
و اعتبارا من سنة 1975 بدأت هجرة كبيرة من مسلمي لبنان بسبب الحرب الأهلية حيث ارتفع عددهم من سنة 1971 إلى 1976 من 22311 (0.17% من السكان) إلى 45200 (0.33% من السكان). ما زال مسلمو لبنان يعتبرون أكبر مجموعة عرقية مسلمة في أستراليا ولكن يبقى مسيحيو لبنان أكثر عدداً منهم بنسبة 3 إلى 2.
مسلمو لبنان يشكلون جوهر سكان أستراليا العرب المسلمين ويتمركزون في مدينة سيدني حيث معظم العرب يعيشون هناك. حوالي 3.4% من سكان سيدني مسلمون.
يوجد هناك أيضا مهاجرون صوماليون الذين تركوا بلادهم بعد اندلاع الحرب الأهلية في سنة 1991 وهم منتشرون في جميع أنحاء أستراليا.
الهيكل التنظيمي لمسلمي أستراليا
يبدأ الهيكل التنظيمي لمسلمي أستراليا، من أن كل جالية أو جنسية عرقية مهاجرة، لها جمعيتها التي تسجل رسمياً، ومن مجموع هذه الجمعيات يتكوّن المجلس الإسلامي للولاية، ومن مجموع مجالس الولايات يتكوّن الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية، وهو المظلة الرسمية الكبرى للمسلمين في أستراليا، وله اجتماع كل سنتين، ويسمى الكونغرس الإسلامي، الذي من خلاله يتم اختيار وترشيح منصب الإفتاء على مستوى القارة كلها.
وبالنسبة للمساجد، يوجد في استراليا حوالي 50 مسجداً ، بني أولها سنة 1314 هـ ، ويوجد مراكز ومساجد إسلامية في دارون ، وأليس ونيوكاسل وملبورن ويوجد مسجدان في جزيرة “تسمانيا” .
أهم التحديات التي تواجه مسلمي استراليا:
من أهم المخاطر التي تهدد الجالية المسلمة وتهدد الأجيال المسلمة حالياً :
– القانون الذي يمنع قوامة الأسرة علي أبنائها، إذا بلغ أحدهم السادسة عشر فلا وصاية للأب علي ابنه أو ابنته، وإذا حاولت الأب التدخل في حياة ابنته الشخصية كان بإمكانها أن تحضر له البوليس…! فبعد بلوغ الابن 16 سنة يأخذ حريته ويعيش مستقلاً .
– الأخطر من ذلك الدراسات والثقافات الجنسية التي تدرس في المدارس كمادة أساسية، والمجتمع الغربي بصفة عامة يقسم المجتمع إلي أقسام بحسب الاهتمامات فيضع رعاية القطط والكلاب رقم واحد!!، وثانياً المرأة، وثالثاً الطفل، ورابعاُ الرجل..وهكذا.
– حملات التنصير التي تستهدف بشكل كبير الآلاف من الطلاب الأجانب الذي يدرسون في أستراليا قادمون من دول مثل ماليزيا، إندونيسيا، بنغلاديش، الهند، وباكستان.
– عدم وجود مناهج إسلامية متفق عليها تدرس في المدارس الإسلامية، وحل هذا الأمر أصبح أكثر إلحاحًا بعد موافقة الحكومة الأسترالية على تدريس الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية.
أهم مطالب المسلمين في استراليا وتطلعاتهم للمستقبل:
– يطالب المسلمون قي استراليا بالاشتراك قي المؤتمرات الإسلامية الدولية وإرسال زائرين من علماء المسلمين ومدهم بالكتب الإسلامية وبالأئمة الذي يجيدون اللغة الإنجليزية .
– دعم المدارس الإسلامية وتزويدها بالمعلمين، وكذلك توفير المعلمين لتدريس الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية خصوصًا بعد موافقتها على هذا لمدة ساعة أسبوعًا.
– توفير عدد من المنح الدراسية بالجامعات الإسلامية لإعداد الكوادر من الدعاة والمدرسين.
– الاهتمام بالتوعية الدينية، بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات الدينية وإقامة المعسكرات لمقاومة التحدي.
– توحيد النشاط الإسلامي بأستراليا وتنقية العمل الإسلامي من الدجالين والمنحرفين، وحل الخلافات التي برزت وتشوه الحركة الإسلامية في البلاد.
– توفير الكتب الإسلامية للدارسين وفق منهج موحد لتعليم أبناء المسلمين في مدارس الجمعيات الإسلامية وفي المدارس الحكومية.
– محاولة توفير زيارة عدد من العلماء والدعاة والمحاضرين إلى مناطق تجمعات المسلمين لجمع الصف، ولتعميق القيم الإسلامية في نفوس أبناء الإسلام.
– التدقيق في تقديم المساعدات المادية لكي تصل إلى من يستحقها وذلك لمكافحة الاستغلال.
– الحاجة إلى كتب إسلامية عامة باللغة الإنجليزية.
نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في “استراليا” وفي كل مكان .
(موقع السكينة)