المستوطنون يشرعون باقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية
شرع العشرات من المستوطنين المتطرفين، منذ صباح اليوم الأحد، باقتحام المسجد الأقصى بحماية كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، تلبية لدعوات إلى اقتحام المسجد خلال فترة الأعياد اليهودية التي تبدأ اليوم.
واستبقت قوات الاحتلال هذه الاقتحامات بإخلاء ساحات المسجد من المرابطين والمرابطات لتأمين هذه الاقتحامات، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين واقتادتهم بالقوة إلى أحد مراكزها.
كذلك، نشرت قوات الاحتلال أعداداً كبيرة من عناصرها داخل الباحات وعلى أبواب المسجد الأقصى، إضافة إلى انتشارها الواسع على أبواب البلدة القديمة لتعرقل وصول الفلسطينيين إلى هناك، فيما منعت من هم دون الخمسين عاماً من دخول المسجد.
جماعات الهيكل المزعوم تدعو إلى اقتحام الأقصى
من جهتها، دعت جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، اليوم الأحد، الذي يصادف اليوم الثاني من أيام عيد رأس السنة العبرية.
وحضّت “مدرسة بيت الهيكل”، إحدى أكبر جماعات الهيكل المزعوم، المستوطنين على المشاركة في “الصلاة بمناسبة عيد رأس السنة” داخل المسجد الأقصى.
من ناحيته، حذر المعلق العسكري لقناة “13”، ألون بن ديفيد، من مغبة تأجيج الصراع حول مدينة القدس.
وفي مقال نشره، أمس السبت في موقع صحيفة “معاريف”، حذر بن ديفيد من أنّ تأجيج الصراع حول القدس وداخلها يمثّل “تهديداً وجودياً لإسرائيل”.
وأضاف: “صحيح يوجد الكثير من الأعداء الذين يعملون حولنا ويتمنّون انهيارنا، كذلك يوجد الكثير من المنظمات المعادية التي تراقب بسرور وباهتمام مسيرة التدمير الذاتي التي نجتازها؛ لكنهم يفهمون، ونحن أيضاً علينا أن نفهم، أنّ التهديد الوجودي الهام والوحيد الذي يحوم فوق إسرائيل اليوم؛ يوجد في القدس”.
وكانت قناة “12” قد كشفت، قبل شهر، النقاب عن أنّ وزارات في حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في مساعدة حركات الهيكل على تحقيق مخططها القاضي ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزارة “التراث” التي يقودها الوزير عميحاي إلياهو، الذي ينتمي إلى حركة “القوة اليهودية” التي يتزعمها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لعبت دوراً في استيراد أربع بقرات حمراء من ولاية تكساس الأميركية بغرض اختبارها ومعرفة ما إذا كانت تصلح للاستخدام في تطهير المسجد الأقصى قبل بناء الهيكل على أنقاضه.
في شأن منفصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، اقتحاماتها لبلدة بيتا جنوب نابلس شماليّ الضفة الغربية، وتفتيشها للمنازل، وسط اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وتلك القوات، ما أوقع عشرات حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، ثم انسحبت تلك القوات في وقت مبكر من صباح اليوم، بحسب ما أكده لـ”العربي الجديد” نائب رئيس بلدية بيتا محمد حمايل.
وتتزامن تلك الاقتحامات في بيتا، التي بدأت بعد عملية إطلاق نار وقعت في بلدة حوارة المجاورة وأُصيب فيها مستوطنان، الثلاثاء الماضي، مع فرض حصار على البلدة، في إطار ملاحقة منفذ العملية.
ووفق حمايل، فإنّ قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتا، مساء أمس السبت، وسط اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، التي دعمت العديد من المنازل وفتشتها وحققت مع أصحابها ميدانياً حول منفذ عملية حوارة، وهو ما تفعله في كل مرة يجري فيها اقتحام البلدة ومداهمة المنازل منذ عدة أيام.
وفي شأن آخر، أُصيب الشاب الفلسطيني عبد الله راغب أبو عيشة، مساء أمس السبت، بجروح بعد طعنه بسكين في ظهره خلال هجوم للمستوطنين على الفلسطينيين ومنازلهم في حيّ تل الرميدة وسط الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، ووصفت إصابته بالمتوسطة، فيما رشق المستوطنون الفلسطينيين ومنازلهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما أدّى إلى تحطّم نوافذ عدد من المنازل.
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين