إعداد د. زياد الشامي
ما يتعرض له مسلمو الإيغور عموما والمرأة التركستانية على وجه الخصوص من اضطهاد وتنكيل وهضم لأبسط الحقوق المشروعة ومحاولة لمحو الهوية من قبل السلطات الصينية لا يمكن اختزاله في مقالات أو حتى كتب فالأمر جلل والخطب عظيم والمخطط الصيني جد خطير ….ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله كما يقال .
حسبنا أن نسلط الضوء في هذا المقال على آخر ممارسات السلطات الصينية القمعية بحق المرأة التركستانية المسلمة , وأن نذكر غيضا من فيض ما تنقله بعض وسائل الإعلام عما تعانيه المرأة الإيغورية من ظلم وبغي وعدوان ومحاولات لطمس هويتها الإسلامية وتلقينها الشيوعية الملحدة عنوة .
“حنيفة عبد الكريم” امرأة تركستانية “35عام” لم يشفع لها مرضها العقلي عند السلطات الصينية ولم يحل دون اعتقالها بالأمس ربما لأن مجرد كونها إيغورية مسلمة ذنبا كافيا للاعتقال حتى وإن كانت مختلة عقليا !!!
سلطات الاحتلال الصينية كانت قد أقدمت مؤخرا على اعتقال 20 امرأة مسلمة في مدينة كورلا وسط تركستان الشرقية المحتلة بتهمة المشاركة في تغسيل الأموات , وأرسلتهم إلى ما يسمى بـ”مراكز التأهيل” أو “مراكز التوعية” والتي هي في الحقيقة مراكز احتجاز و سجن ضخم تحتجز فيها الصين قسريا مئات الآلاف من المسلمين وتمارس بحقهم أعمال اضطهاد وتعذيب .
ومنذ أسابيع اعتقلت السلطات الصينية في مدينة كوناس لولاية إيلي بتركستان الشرقية السيدة مهر آي جمعة (٣٨عاما) وهي أم لثلاثة أطفال بتهمة تلقي مكالمة هاتفية من أخيها الذي يعيش خارج البلاد !!
الانتهاكات الصينية المتكررة بحق المرأة الإيغورية المسلمة دفعت مئات من النساء التركستانيات إلى تنظيم مظاهرات واسعة حول العالم يوم الخميس الماضي احتجاجا على ما تتعرض له المرأة المسلمة من اضطهاد داخل “تركستان الشرقية” التي تحتلها الصين وتطلق عليها اسم “شينجيانج”.
الفعالية التي جابت 14 دولة حول العالم – من بينها الولايات المتحدة وكندا وتركيا و بعض الدول الأوروبية رفضا للانتهاكات الصينية المستمرة بحق المرأة التركستانية….أكدت على تجاهل الصين لكل المعايير المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذا المواثيق الدولية لا سيما المعنية بالمرأة .
الناشطة التركستانية “روش عباس” أشارت خلال مشاركتها في الفعالية إلى بعض الانتهاكات الصينية بحق أبناء تركستان الشرقية كــ : خضعوهم للمراقبة الشديدة الذي يضطرهم إلى قطع كل الصلات مع عرقهم وثقافتهم وهويتهم الإسلامية , و محاولات سلخهم من هويتهم الإسلامية من خلال إرسالهم إلى معسكرات لإعادة تثقيفهم بالهوية الشيوعية .
كما أوضحت “عباس” أن المرأة التركستانية تتعرض للإجهاض القسري، ومحرومة من ارتداء الزي الذي يوافق الإسلام بحجة القضاء على التطرف , ناهيك عن قيام السلطات الصينية بعملية نقل إجباري لآلاف الفتيات الأويغور من تركستان إلى العمل في مصانع داخل الصين .
الحملة التي تتزامن مع الدورة الــ62 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في نيويورك طالبت الأمم المتحدة بتنفيذ الإعلان الأممي لحقوق الإنسان وتحميل الصين المسؤولية عن معاملتها القاسية للأويغور ولا سيما النساء .
ومع عدم التقليل من أهمية الحملة التي قد يكون لها أثر في لفت أنظار العالم إلى تتعرض له المرأة التركستانية والأقلية الإيغورية عموما من اضطهاد ومحاولات طمس الهوية الإسلامية لحوالي 30 مليون مسلم يعيشون في وطنهم الأم تركستان الشرقية…..إلا أن التعويل الكلي على المنظمة الأممية أو الدول المهيمنة عليها في إنصاف مسلمي الإيغور والمرأة التركستانية قد يكون من السذاجة بمكان .
لقد أثبتت هذه المنظمة الأممية منذ ابتداعها بعد الحرب العالمية الأولى أنها أداة لتنفيذ أجندة وأطماع من أنشأها واخترعها , وأنها لا يمكن أن تنصف المسلمين أو تقف يوما مع مطالبهم المشروعة …وكيف يمكن أن تفعل ذلك وقد تم إنشاؤها بالأصل للنيل من دين الله الحق الذي يعتبره أعداؤه الخطر الوحيد المحدق بهم وبأطماعهم ومخططاتهم ؟!!
إن رفع الظلم عن المرأة التركستانية واستعادتها لحقوقها المغتصبة من قبل المحتل الصيني وإنصاف مسلمي الإيغور وإجبار السلطات الصينية على وقف ممارستها القمعية بحقهم …..لا يمكن تحصيله بطرق أبواب الأمم المتحدة واستجداء الدول الداعمة لممارسات الصين أو المباركة لها على أقل تقدير , وإنما باستخدام اللغة التي تفهمها الدول المعاصرة : لغة القوة بكافة أشكالها العسكرية والاقتصادية والإعلامية و….الخ .
(المصدر: موقع المسلم)