تحت عنوان القروض المعاصرة حكمها وضوابطها عقد المجمع الفقهي العراقي مؤتمره العلمي الثاني بمشاركة علماء الأزهر.
وافتتح المؤتمر الذي استغرق يومي السبت والأحد ٩-١٠/١/٢٠١٦ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ارتقى المنصة العلامة الدكتور أحمد حسن الطه كبير علماء المجمع ليرحب بالضيوف من علماء الأزهر وعلماء إقليم كردستان والعلماء وأهل العلم الذين سعوا ليدلوا بدلوهم في تحرير هذه النازلة.
وعبر العلامة الطه في كلمته عن سعادته بمشاركة علماء الأزهر الشريف الذي يعد قلعة حصينة من قلاع الأمة الإسلامية وما يؤدي ذلك من الانتفاع من الجهود العلمية في هذا الباب وغيره إذ لهم قدم سبق في تحرير مسألة القروض مع مراعاة اختلاف المكان والأحوال.
وشكر كبير العلماء حكومة إقليم كردستان واتحاد علمائه على حسن ضيافتهم.
كما وجه الشيخ الطه المشاركين إلى ضرورة التعمق والتأني في دراسة القروض المعاصرة وبدائلها مع ضرورة تحريرها لحاجة الناس إليها وهم يفزعون إليهم في الأزمات والنوازل طلب للحكم الشرعي.
من جانبه عبر الشيخ الدكتور مصطفى عرجاوي أحد علماء الأزهر الشريف عن سعادته في أن يشارك في هذا المؤتمر العلمي مع نخبة من علماء العراق.
ودعا في كلمته إلى الاستفادة من جهود الأزهر في معالجة قضية القروض وتكييفها بصورة تتلائم مع تطور المجتمعات مع الالتزام بالرجوع إلى النصوص الشرعية وتحقيق مقاصد الشريعة في رفع الحرج عن الناس.
واختتم كلمته بثنائه على العلامة الطه وعلى المجمع الفقهي الذي يحظى بقبول واحترام كبيرين من قبل الأزهر الشريف داعياً الله أن يوفق المشاركين إلى الحق والسداد وأن يحفظ العراق.
وفي كلمته الجامعة عبر رئيس اتحاد علماء كردستان الدكتور عبد الله سعيد ويس عن سعادته في خدمة العلماء واستضافة هذا المؤتمر في إقليم كردستان.
مؤكداً أهمية هذا المؤتمر في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض محافظات العراق وشدد في كلمته على مراعاة السياسة الشرعية المنضبطة عند معالجة نازلة القروض وضرورة رفع الحرج عن كثير من الناس الملتزمين وما يواجهونه من مخاطر تستهدف الضروريات الخمس جميعاً.
الجلسة العلمية الأولى
وبعد كلمات الافتتاح عقدت الجلسة العلمية الأولى وتولى رئاستها الأستاذ الدكتور عبد المنعم الهيتي والدكتور ضياء الدين الصالح مقرراً.
وقدم الباحثون المشاركون ملخصات بحوثهم والنتائج التي توصلوا إليها.
فقد ألقى الدكتور صبحي فندي الكبيسي ملخص بحثه الموسوم قروض الإسكان والبديل الشرعي كما ألقى الشيخ عز الدين غلام بحثه حكم القرض بشرط التأمين على الحياة.
وقدم الدكتور علاء إحسان ملخص بحثه القروض البنكية المعاصرة بين الضرورة والحكم الشرعي.
من جانبه ألقى الدكتور عزيز إسماعيل نيابة عن زميله الدكتور أحمد ياسين معتوق ملخص بحثه قروض صندوق الإسكان العراقي بين الحل والحرمة.
فيما اختتمت الجلسة بورقة عمل البدائل الشرعية التي تقدمها المصارف الإسلامية عن القروض الربوية مقدمة من قبل الدكتور أحمد عليوي والدكتور إبراهيم جليل.
وقبل رفع الجلسة استعرض الدكتور خالد أحد علماء الأزهر معالجة الأزهر عبر دوراته العلمية وفتاويه مسألة القروض وتوصلوا إلى تكييف فقهي ينقله من القرض إلى التمويل لوجود وسيط بين الطرفين.
وقائع الجلسة العلمية الثانية
من أجل مناقشة البحوث التي قدمت من قبل المشاركين في المؤتمر الذي حضره نحو ٧٠ عالماً وطالب علم عقدت الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الشيخ الدكتور مكي الكبيسي ومقررها الشيخ الدكتور حسين غازي.
وقد أغنى المعقبون نتائج البحوث، وعرضت بدائل جديدة مما دفع القائمون على المؤتمر في بيانهم الختامي إلى إعطاء مدة شهر واحد للخروج بقرارات علمية وإتاحة الفرصة لمناقشة بدائل شرعية متعددة متعلقة بمؤسسات أخرى.
ثم جرى توزيع الشهادات العلمية والدروع على الباحثين والمشاركين، تولى تقديمها نخبة من علماء المجمع الفقهي العراقي.
جلسة علمية على هامش المؤتمر
عقد صباح يوم الأحد جلسة علمية اقتصرت على أعضاء الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي والباحثين وخبراء في الاقتصاد الإسلامي لوضع برنامج علمي للخروج بمقررات وبدائل شرعية منضبطة وتسهم في رفع الحرج عن الناس.