مقالاتمقالات المنتدى

المجاهد الشيخ عزّ الدّين القسّام (رحمه الله)

(مسيرةٌ مُلهمةٌ لأبطال المقاومة الفلسطينيّة ولأبناء الأمة الإسلامية والعالم)

المجاهد الشيخ عزّ الدّين القسّام (رحمه الله)

(مسيرةٌ مُلهمةٌ لأبطال المقاومة الفلسطينيّة ولأبناء الأمة الإسلامية والعالم)

 

بقلم د. علي محمّد محمّد الصَّلَّابي (خاص بالمنتدى)

 

تعتبر شخصية الشيخ المجاهد عزّ الدين القسّام (رحمه الله) إحدى الشخصيات البارزة في مسيرة المقاومة والجهاد ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والاستيطان الصهيوني “المبكّر” في العشرينيات والثلاثينيات مـن القرن العشرين، وهو الذي تمكن بفضل الله تعالى، وبما امتلك من كاريزما دعويةٍ، وخبرةٍ ومراسٍ، ودوره في التعبئة، والتوعية، والتجنيد، والتنظيم، من قيادة ثوار فلسطين ضد الإنجليز والمستوطنين اليهود في عام 1935م، وأذاقهم الويلات والمرارة لأيام وشهور طويلة.

أصبح المجاهد عز الدين القسّام رمزاً من رموز الكفاح والجهاد ضد الاستعمار في فلسطين، ونموذجاً يُحْتَذَى به في حرب المقاومة الفلسطينية ضد العدو الاستيطاني “الصهيوني”، في التزامه بمنهج الله، وإيمانه، وثباته، وقوة عزيمته في طريق الجهاد والنصر. ولم تكن حياة ذلك الداعية والمجاهد الشامي أكثر من سجل ممتد من المقاومة، ونهرٌ من المطاردات، وأحكام الإعدام، فقد كان عدواً مشتركاً لدول أوروبا المستعمِرة، فحارب المستعمرين الفرنسيين في موطنه الأصلي “سورية”. كما جمع السلاح، وألَّف الكتائب، وحصّل التبرعات المالية، لدعم المجاهدين في ليبيا ضد المحتل الإيطالي، وكانت نهاية حياته حرباً مفتوحة ضد الاحتلال الإنجليزي والصهاينة في فلسطين. وقد نال في حياته التي لم تطل كثيراً أحكاماً متعددة بالإعدام، لكنها كانت أوسمة في سجلات ذكراه، وصحائف مشرقة في حقائب أيامه.

إن البحث في مسيرة المجاهدين ورجال الكفاح والجهاد الوطني، أمثال الشيخ عز الدين القسام (رحمه الله) لا تنحصر في كونها مراجعةً تاريخيةً لتجربة شخص، بل هي تتبع لمسيرة هذه الأمة العظيمة، وجهاد أبنائها، وربط ماضيها بواقعها الحالي؛ لاستيعاب وفهم سنن الله وأقداره الماضية في التدافع، والابتلاء، والاستخلاف، والتمكين، والتغيير الحضاري.

  1. عز الدين القسّام (رحمه الله): مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد عز الدين القسّام في مدينة جبلة السورية، وهي إحدى عرائس الشام القريبة من البحر الأبيض المتوسط، وكبرى المدن التابعة لمدينة اللاذقية السورية، وكان مولده عام 1300ه/ 1882م. وينتسب الشيخ عز الدين القسام لأسرة فقيرة الحال، ومشهورة بالعلم والورع. وكان والده الشيخ عبد القادر مصطفى القسام من المهتمين بالتصوف وعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها. وقد تزوج الوالد من امرأتين؛ الأولى أمه حليمة، وأنجب منها (فخر الدين، وعز الدين، ونبيهة)، والثانية آمنة جلول وأنجب منها (أحمد، مصطفى، كامل وشريف) (وداد زراعي، عز الدين القسام قائد ثورة فلسطين، مدونات الجزيرة، 8/10/2023م).  

فكان القسّام ابناً لرجلٍ داعيةٍ، عاش من أجل القرآن، وتحلى ببدائع قيم الدين الإسلامي، وأخذ بالسنام العالي من الاعتزاز بالإسلام، فأطلق على ابنيه اسمي عز الدين وفخر الدين، وكأنه يُهيئهما لأن يظل رنين الاسمين صادحاً في آذانهما في أسرة مشهورة بالعلم والدعوة والتعليم (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

  1. ملامح من المسيرة العِلمية والمِهنية للشيخ عز الدين القسّام

أمضى الشيخ عز الدين القسام طفولته في جبلة، وتعلم القراءة والكتابة والحساب في كتاتيبها، ودرَّسه والده العلوم الشرعية، وكان واحدًا من التلامذة الذين تردّدوا على زاوية الإمام الغزالي (رحمه الله)، وفيها درسَ اللغة والتفسير والحديث والفقه (سارة سعد، الشيخ القسام؛ القصة الكاملة، 2022).

ففي جبلة، تلقى القسّام جزءاً من معارفه الإسلامية واللغوية، وتضلع منها في فتوته، قبل أن ينتقل عامه الرابع عشر مع أخيه فخر الدين إلى الأزهر الشريف لدراسة العلوم الشرعية، وكانت القاهرة يومها سفينة ثقافة تمخر عباب بحر لجّي من الأزمات والمحن التي يعيشها العالم الإسلامي، وليس من أقلها الاحتلال الإنجليزي الذي غرس أظافيره بعمق في وجه أرض الكنانة البهيّ. وفي الأزهر، درس القسّام معارف إسلامية واسعة، وتأثر بكبار مشايخ وعلماء ذلك العصر من أمثال الشيخ محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وبالزعماء المناضلين من أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول، وغيرهم من الأصوات النضالية التي كانت تدق بعنف فكري وسياسي عميق جدار الصمت والجهل والهزيمة. وعاد بعد سنوات يحمل الشهادة الأهلية إلى سورية، وقد تركت التجربة المصرية في نفسه أثراً كبيراً في حياته العِلمية والعَملية (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

عاد الشيخ القسام إلى جبلة فقيهاً مُتبحراً متمكناً من العلوم والمعارف التي حازها، مستخدماً إياها لتطبيقها ولإحياء المساواة بين الناس، ولتوزيع الأراضي على الفلاحين المستضعفين المُستغلين من طرف الإقطاعيين، فقد لاحظ الظلم الواقع على الفلّاح الذي ينال جزءاً يسيراً من عمله المتعب، لذا وقف في وجه الإقطاعيين داعياً إلى إعادة الحقوق للفلاحين، ومساواتهم مع غيرهم لكونهم لا يتمايزون عنهم إلا بالتقوى.

وزار القسّام الأهالي، وراح يقنعهم بإرسال أولادهم لتعليمهم القراءة والكتابة، وافتتح مدرسة في جبلة عام 1912م، كما أقام حلقات المساجد، يُعلّم الناس أصول الحديث والفقه. واغتاظ الإقطاعيون من القسام وأفعاله، فبدؤوا بالتحريض عليه، وسعوا إلى التخلص منه، فتآمروا على نفيه إلى إزمير، لكنه كان يستعد لرحلته إلى عاصمة الدولة العثمانية لمتابعة علومه، لذلك استبَق مؤامرتهم برحلته إلى البلاد التركية حيث وجد الجهل منتشراً والأميّة مُتفشية، فراح يخطب في الناس لتوعيتهم بسوء أحوالهم، لكن خُطَبَه لم تلق آذاناً صاغية، فهو لا يُجيد التركية والسامعون لا يفهمون العربية التي يتكلم بها، فقرر العودة إلى جبلة، ليتابع فيها مسيرة تعليم الصغار والكبار حتى يخَلص مدينته من الجهل والاستبداد (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

وفي ما بعد، هاجر إلى فلسطين عام 1920م، وهناك عمل مدرساً في مدرسة الإناث الإسلامية، وفي مدرسة البرج الإسلامية للطلاب، وهما مدرستان تتبعان الجمعية الإسلامية في حيفا بفلسطين. وكان يَرعى طلابه علمياً، ويوجههم لبناء مستقبلهم، بإرشادهم لما يوافق قدراتهم من مهنٍ وأعمال.

كما تولى الشيخ القسّام الإمامة والخطابة والتدريس بمسجد الاستقلال في حيفا، والذي أصبح منارة لبث العلم والوعي في حيفا وما حولها، وكانت خطبه ودروسه تتناول كافة شؤون الدين والدنيا، وبث فيها ضرورة العلم والعمل والجهاد حتى يحافظ المسلم على إيمانه وحياته وحريته، من سطوة المحتلين الإنجليز، والمستوطنين اليهود (ساتيك، عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها، 19/11/2019).

  1. الشيخ عز الدين القسام وتجربته الجهادية خارج فلسطين

بدأ الشيخ عز الدين القسّام بتأسيس، وتحريك ثقافة التطوع، وجهز أول فيلق من المتطوعين الساعين إلى الجهاد في ليبيا حين كانت ترزح تحت أبشع الفظاعات التي مارسها الإيطاليون بعنف غير مسبوق ضد كتائب المقاومة، حيث جهز كتيبة من 250 متطوعاً في الساحل السوري، وقد كانت تلك الكتيبة أول نواة للكتائب شبه العسكرية التي سيواصل القسام لاحقاً تشكيلها في مراحل ومحطات متعددة. ونسق مع السلطات العثمانية لنقل المتطوعين إلى إسكندرونة ثم بالباخرة إلى ليبيا، ولكن هذه الباخرة لم تصل نتيجة تفاهمات بين العثمانيين والإيطاليين، فقفل مع المتطوعين عائداً إلى مدينته (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

ومع نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، تطوّع للخدمة في الجيش التركي، وأُرسل إلى معسكر جنوب دمشق، حيث كان يعمل في شعبة التجنيد في جبلة بعد عودته من مصر، كما أنه استجاب لدعوة السلطان العثماني للجهاد، وراح يستحث المقاتلين على محاربة أعداء المسلمين، حتى عاد إلى مدينته مُتفرغاً للعلم والوعظ.

وبعد دخول الفرنسيين إلى الساحل السوري عام 1918، بدأ القسّام بتنظيم المعسكرات، وتطويع الشباب لقتالهم، مُعتمدا ًفي ذلك على التعبئة المعنوية، وبثّ روح الجهاد لمقاومة المستعمر، موقِناً أن القوة الإيمانية أمضى سلاح أمام المستعمر. كما اتصل بالشيخ صالح العلي الذي كان يُحارب الفرنسيين في جبال طرطوس الساحلية، لتنسيق الجهود وتشتيت هجمات المستعمر. وحين عَلِمَ الفرنسيون بأمر القسّام وجماعته، بدؤوا بملاحقتهم، فانطلقوا إلى الجبال يحتَمون بها مُلتجئين إلى منطقة الحفّة في جبل صهيون، فكانوا يغِيرون منها على معسكرات الفرنسيين حتى آلمتهم ضربات الثوار، فأرسلوا وفداً يفاوض القسام بتعيينه قاضياً شرعياً، لكنه رفض ذلك مجيباً الوفد: “لن أقعد عن القتال حتى ألقى الله شهيداً” (ساتيك، عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها، 19/11/2019).

فما كان من الفرنسيين إلا أن أصدروا حكماً بإعدامه، ولكن المقاومة بدأت تضعف نتيجة قلة السلاح والعتاد، كما أن الفرنسيين شدّدوا حملاتهم على مناطق القسّام والثوار. (آمال سامي، في ذكرى وفاته ماذا تعرف عن الشيخ السوري عز الدين القسام طالب الأزهر، 20 نوفمبر 2019م). وبعد ذلك تحول القسّام إلى نمط آخر عندما باع منزله، وانتقل من بلدته إلى قرية الحفّة الجبلية، ليكون عوناً وسنداً لعمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919- 1920)، وبعد إخفاق ثورة البيطار، غادر سورية لاجئاً إلى فلسطين التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

  1. الشيخ عز الدين القسام: مرحلة الإعداد والتنظيم الجهادي في فلسطين

بعد معركة ميسَلون، ودخول الفرنسيين مدينة دمشق عام 1920م، ارتحل القسّام إلى بيروت ثم إلى صيدا ثم عكا التي بقي فيها فترة يُفاضل بينها وبين حيفا مكاناً للإقامة، حتى قرر أن تكون حيفا مكان إقامته، لأنها سوق رائجة للعمل يَؤمها طلاب العمل والتُجار، وله فيها بعض المعارف والعلاقات، كما أنها مركز ثقافي حيوي. في عام 1921م، وفي يوم جمعة دخل القسام وأصحابه إلى جامع الجرينة في حيفا لصلاة المغرب، فتطوع لإلقاء موعظة، مما شدَّ اهتمام الناس الذي كانوا يتساءلون عن هذا الشيخ الذي لم يروه سابقاً، ثم ما لبثوا أن اجتمعوا حوله لما له من وقار وقدرة على الحديث والخطابة (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

في البداية، عمل الشيخ عز الدين القسّام معلماً وداعية ومأذوناً شرعياً، فكان ينتقل بين القرى والأرياف والمدن، وكان يزاوج بين أعمال كثيرة من التعليم والدعوة الإسلامية، ونشر الوعي السياسي، وحشد الشباب لمعركة التحرير. وقد سلك القسّام في التدريس بحَيفا نفس أسلوبه الذي اعتمده في جبلة، وركز فيه على الروح الجهادية ضد الاستعمار، ورواية قصص القادة العظماء في التاريخ الإسلامي، والحديث عن الإسلام وفضائله، وعن النشاط اليهودي مُنبّهاً فيه لخطر الهجرة اليهودية، وداعياً الناس لئلا يتساهلوا معها. وكما حرّض على التمرد على الإنجليز بشراء الأسلحة، وتحويل الأموال إلى الجهاد، بدلاً من تزيين المساجد، وبناء الفنادق. وقد دعا ذات مرّة إلى تأجيل الحج، وتحويل نفقاته لشراء السلاح، فالجهاد عنده ليس قتالاً فقط، بل هو بذل للنفس والمال معاً، ويكون باللسان والقلب، وهو تربية شاملة كاملة يجب أن يتحلّى بها الفرد (ساتيك، عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها، 19/11/2019).

ولقد كانت خُطب القسام مُحفزة لأهل فلسطين للتوجه نحو الجهاد، فقد كان ينتقد التقاليد والخرافات في زمانه، فيظهر مُصلحاً ينتمي إلى الإصلاحيين الإسلاميين المعاصرين، مشجعاً على الالتزام بالأخلاق والقيم الروحية الإسلامية. ولم يُمَيَّزُ القسّام بين الاحتلالين الفرنسي والإنجليزي، فالجهاد مبدؤه مواجهة كل المحتلّين من أجل خلاص الأمة من شرورهم.

عرف القسام بجرأته وصراحته في الدعوة إلى قتال الإنجليز، وتحريضه المستمر على تحرير الأرض منهم، والحيلولة دون إقامة الدولة اليهودية، وفي إحدى خطبه الشهيرة بمسجد الاستقلال في حيفا، رفع صوته في آذان المصلين: “إن كنتم مؤمنين فلا يقعدن أحدٌ منكم بلا سلاح وجهاد”. وقد كان لتلك الخطبة وقع عاصف على الاحتلال الإنجليزي، فبادر باعتقال القسام، ثم أفرج عنه فيما بعد مرغماً تحت ضغط الجماهير الغاضبة. واستمر الشيخ القسّام بالعمل على تنوير عقول الناس، وحثهم على المقاومة، وكسر شوكة العدو، وتغذية نفوس الأهالي بحب الجهاد، وتحرير أرضهم من العدو الإنجليز (آمال سامي، في ذكرى وفاته ماذا تعرف عن الشيخ السوري عز الدين القسام طالب الأزهر، 20 نوفمبر 2019م).

وفي عام 1926م، ترأس الشيخ عز الدين القسّام جمعية الشبان المسلمين، وقد واظب الشيخ خلال وجوده في الجمعية على إعطاء محاضرة دينية مساء كل يوم جمعة، وكان يذهب كل أسبوع بمجموعة من الأعضاء إلى القرى، ينصح ويرشد، ويعود إلى مقره. وقد تمكن من إنشاء عدة فروع للجمعية في أكثر قرى اللواء الشمالي من فلسطين، وكانت الفرصة للّقاء بالقرويين، وإعدادهم للدفاع عن أراضيهم (علي محمد، ملهم الثورة الفلسطينية … 87 عاماً على استشهاد الشيخ عز الدين القسّام، مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية، 21 نوفمبر 2022م).

وفي عام 1933 كان القسّام مندوباً عن جمعية الشبان المسلمين في حيفا، وعبر محاضراته، أسهم في توعية الشباب، وتخليصهم من الفساد والضياع، وقد تعززت صلته بالريف الفلسطيني، فأسهم في توعية الناس وحثّهم على الانضمام لجماعته، ليشكّل منهم بعد ذلك مجموعة من الحلقات والخلايا ذات السرية الفائقة؛ لأن عيون بريطانيا كانت موجودة في فلسطين مبثوثة فيها، لذا كانت الحيطة والحذر سمتين أساسيتين في هذا التنظيم، فلا يدخل أحد ضمن هذه الحلقة حتى يتأكد القسام منه، لذا لا توجد أرقام دقيقة عنهم، فقد قيل إنهم 200 و400 و800 أو ما يزيد على الألف، بحسب روايات متعددة (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

  1. الشيخ عز الدين القسّام وتشكيل العصبة القسّاميّة “الجهادية”

تشكلت العصبة القسامية الجهادية كما ذكرنا، بوساطة الشيخ عز الدين القسام عام 1921، أيّ بعد وصوله إلى مدينة حيفا على الفور. وبدأ الشيخ القسام بتطوير هذه الفكرة بعد عودته من زيارة الأزهر الشريف، وبات هدف الشيخ القسّام هو تعزيز روح الجهاد في نفوس الشعب، وبناء القاعدة التي ستساعده على رفع مستوى تنظيمه، واختيار الأعضاء المناسبين للقيادة والعمل الجهادي (وداد زراعي، عز الدين القسام قائد ثورة فلسطين، مدونات الجزيرة، 8/10/2023م).  

آمن الشيخ القسام بضرورة بناء التنظيم القوي، فعمل على إنشاء خلايا سرية متخصصة، ولم يكن عدد الخلية يزيد على خمسة أشخاص، ومع توسع الخلايا تعددت مهامها من الدعوة إلى التحريض على الجهاد والتعليم والإصلاح والوعي السياسي والتكوين العسكري والاستخبارات، وكان يسيّر أعماله وتنظيمه بتؤدة وهدوء، ولم يكن مستعجلاً لإطلاق الثورة، رغم مطالبة عدد من رفاقه وأتباعه ببدء النضال الثوري المسلح عام 1929 بعد حادثة مسجد البراق. وفي عام 1932، انضم عز الدين القسام إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وبدأ بجمع التبرعات من السكان لشراء الأسلحة والمعدات (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

تميزت العصبة القسّامية بتنظيم دقيق، حيث كانت هناك وحدات متخصصة للدعوة إلى الجهاد، والاتصالات السياسية، والتدريب العسكري، والتجسس على الأعداء. وكان ثبات العصبة على الأسلوب المقتبس من السيرة النبوية يمنع أخذ العون المالي من زعيم أو حزب أو دولة لهم مآرب، في وقت كان هناك أطراف كثيرة تكره الإنجليز، ولذلك حصر القسّام موارد العصبة من تبرعات الأعضاء، ومن التبرعات التي يجود بها أهل الخير. ومن إقامة بعض المشروعات الزراعية، وكان للعصبة أراضٍ في أشرفية بيسان، يشرف عليها الشيخ محمد الحنفي، ويروي الشيخ الحنفي أن القسّام أخذ منه خمسمئة جنيه فلسطيني لشراء السلاح، نصفها من مورد المزروعة، ونصفها الثاني من صندوق الجمعية (محمد شراب، ص 376).

وفي عام 1931، بدأت كتائب العصبة القسامية في تنفيذ عمليات فدائية ضد المحتلين، ومنها الهجمات على المستوطنات الصهيونية، والتجمعات العسكرية التي أقاموها في أطراف حيفا، كما شمل نشاطهم إعداد كمائن للدوريات الإنجليزية.  وكان الهدف الرئيسي هو التضييق على المحتل الإنجليزي، ومنع الهجرة اليهودية، ومطاردة العملاء الفلسطينيين الذين يتجسسون لصالح الإنجليز. ومع ذلك، توقفت نشاطات المجموعة بعد فترة قصيرة، بسبب تسريب بعض أسرار التنظيم إلى الإنجليز، واستمرت هذه الحالة حتى أواخر عام 1935م (وداد زراعي، عز الدين القسام قائد ثورة فلسطين، مدونات الجزيرة، 8/10/2023م).  

  1. الشيخ عز الدين القسّام ومرحلة الجهاد العلني

في نوفمبر 1935، اضطر الشيخ عز الدين القسّام لإعلان الجهاد ضد المستعمرين، على الرغم من عدم استكمال استعداداته العسكرية بشكل كامل. فهو اضطر إلى ذلك، بسبب زيادة الهجرة اليهودية إلى فلسطين إلى درجة لا يمكن تحملها، وتوسعهم في الأراضي التي استولوا عليها، فقد وصل عدد اليهود إلى فلسطين في عام 1935 إلى نحو 62000 يهودي، وامتلك اليهود في السنة نفسها، مساحة تقدَّر بـ 73000 دونم من الأراضي الفلسطينية. وجراء تشديد السلطات الإنجليزية الرقابة على تحركاته، قرر القسّام الانتقال إلى المناطق الريفية، وبدء حركة الجهاد من هناك.

اضطر الشيخ القسّام إلى الخروج من حيفا إلى قضاء جنين، وبدأ من قرية كفردان أولى فعاليات الثورة، حيث بدأ رسله يتقاطرون إلى القرى شارحين لأهلها ضرورة الثورة وأهدافها، قبل أن يعودوا برفاقٍ من الشباب والرجال والكهول المستعدين لبذل الدماء قبل المال فداء لفلسّطين (بوعسكر، ثورة عز الدين القسام في فلسطين وصداها على النخبة الإصلاحية الجزائر والمغرب نموذجاً، 2018، ص 37).

وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1935م، فجر الشيخ عز الدين القسام شرارة الثورة الفلسطينية الأولى، وأصبح الشيخ القسام المطلوب الأول الذي يسعى الإنجليز لتصفيته أو إلقاء القبض عليه، خوفاً من انفجار الوضع من تحت أقدامهم، ولا سيما بعد أن بدأت كتائبه تحصد الانتصارات تلو الأخرى، عبر عمليات عسكرية دقيقة لم تستطع القوات الإنجليزية، تحديد مواعيدها أو مصدرها أو المسؤولين عنها. وكان لا بدّ للقسام أن يختار موقعاً حصيناً يُحارب منه الإنجليز، لذلك جال في القرى والمناطق المحيطة يستكشف أفضلها، فاختار قرية يَعْبَد (إحدى قرى مدينة جنين الفلسطينية) لكثرة وتكاثف أشجارها وأَحراجها، وكونها ذات موقع إستراتيجي يتحكم بالمناطق المحيطة.

وفي جامع الاستقلال، ألقى الشيخ القسّام خطبته الجهادية الأخيرة، يدعو الناس فيها إلى الجهاد، والخروج على الإنجليز الذين راحوا يفتشون عنه، لكن هيهات. فقد كان متأهباً حاملاً بندقيته ماضياً إلى الجبال مع العديد من رفاقه الذين لا يمكن حصر عددهم، بينما تفرق بعضهم في القرى دعاة للجهاد، واتفقوا على الالتقاء في قرية نورس.

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1935م، اتجهت كتائب القسّام، نحو خِربة الشيخ زيد قرب يعبَد، لكنهم في الطريق أحسوا بمن يتابعهم فانقسموا فريقين: فريق إلى الشمال، وفريق إلى حيفا والناصرة. وفي الطريق يُخرب هذا الفريق الأخير سكك الحديد، ويقطع أسلاك الهاتف للإنجليز، ثم يذهبون إلى نورس عند الشيخ فرحان السعدي، ويلتقون جميعاً في الوادي الأحمر بين نابلس والغور، وكان الفريق يضم الشيخ عز الدين القسام وحسن الباير وعربي البدوي وأحمد عبد الرحمن جابر ونمر السعدي وعطية المصري وأسعد المفلح ويوسف الزيباوي. وبينما يسير الفريق الثاني نحو مكان اللقاء نفد الماء، كما أن الأحمال كانت ثقيلة من سلاح وعتاد، ولكن أحد المجاهدين أشار إلى نبع ماء قريب، فجلبوا الماء منه ليرتووا، ثم واصلوا السير حتى خربة الشيخ زيد، مع أن التحرك صار صعباً لأن الطريق أصبحت مزروعة بالجواسيس.

يروي عربي البدوي (كان حارساً في طرف حرش يعبَد): صبيحة الأربعاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1935مع طلوع الشمس، بدأ رجال البوليس يهجمون علينا على ظهور الخيل، فبدأوا بالتوزع والاستعداد للمعركة: تسعة رجال في مواجهة البوليس الذين تزايد عددهم حتى وصلوا إلى ما بين 200 و400. فلم تكن المواجهة متكافئة، فانسحب المجاهدون داخل الغابة، وتمترسوا خلف الصخور، وأصيب أحدهم، لكن رجال البوليس (ومنهم عرب) طوقوهم، وشرعوا يقتربون، فأعطى القسام أوامره بالتصويب على رجال الشرطة الإنجليز، وليس على العرب، لأن الإنجليز أوهموا رجال الشرطة العرب أن المعركة ضد قُطّاع طرق، ووضعوهم في المقدمة (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

كان المجاهدون يتنقلون بين الأشجار، بينما يُحكم الإنجليز الطَّوْق عليهم، وينادون باستسلام رجال المقاومة، لكن القسام كان يجيب بأعلى صوته: لن نستسلم، هذا جهاد في سبيل الله، ثم هتف: موتوا شهداء. فردّد الجميع خلفه بصوت واحد: الله أكبر.. الله أكبر. فنهضوا نهضة رجل واحد يطلقون النار، لكن رصاص الإنجليز كان أسبق، حتى أصيب القسامَ فاستشهد مع ثلاثة من رفاقه (رحمهم الله).

  1. الشيخ عز الدين القسّام والمثل التربوية في مسيرته

كان النهج النبوي في التربية والإعداد الجهادي، هو الذي سار عليه الشيخ عز الدين القسّام قولاً ومنهجاً وسلوكاً، فكان يوجه المقربين منه وأتباع العصبة بـ: علنية الدعوة، وسرية التنظيم. وعلى هذا نشط في زيارة القرى، والاحتكاك بأهلها؛ يُلقي دروسه ومحاضراته في مسجدها ومضافاتها، وفروع جمعية الشبان المسلمين التي يَرأسها، وكانت كلماته تَشق طريقها إلى القلوب، فتأسرها، تُعلمهم الإسلام، وما ينبغي أن يتحلى به المسلم من عزة وكرامة وإباء، وكيف يدافعون عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم ودينهم، ضد الغزاة من اليهود والإنكليز المحتلين، وكان في الوقت نفسه، يَعرف كيف يختار أعوانه ومساعديه ممن يتوسم فيهم الإيمان وما يستتبعه من صدق وإخلاص وتضحية وجهاد في سبيل الله ينظمهم، ويفكر معهم في الطريقة المثلى للتحرك في مناطقهم بسرية وكتمان حتى استطاع أن يبث القيادات، ويوزعهم في كثير من القرى والبلدات والمدن الفلسطينية، بل وصل تنظيمه هذا إلى مدينة اللاذقية في سورية، لتكون قاعدة التسليح فيها” (عمرو الشيخ، الشرارة الأولى، موقع صيد الفوائد).

فكان عز الدين القسام أمةً وحده في وقته، ومؤسساً لمدرسة في التربية والإعداد والجهاد، جمع الله في شخصه مواهب كثيرة: معلماً مؤثراً، وعسكرياً مُدرباً، وسياسياً محنكاً. وكان جل أتباع القسام من العمال والفلاحين والباعة الجوالين، أزال عن أكثرهم الأمية بجهده، وثقفهم في المساجد والبيوت والمضافات، وجعلهم رجالاً أكفاء للمهام الجهادية. وربط القسام بين التعلم والعمل والإنتاج، وراعى الظروف الواقعية لتنفيذ منهجه التربوي، والتعلم ليس قراءة وكتابة فقط، وإنما شمل التوجيه والإرشاد، ومنفعة الناس.

بهذا المنهج التربوي المستمد من سيرة النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، ربّى الشيخ عز الدين القسّام أتباعه الفقراء المعدمين ليكونوا قادة ومجاهدين أوفياء، وكان لسان أتباعه حسب ما قال جمال الحسيني (رئيس الحزب العربي الفلسطيني)، وإبراهيم الشنطي (رئيس تحرير جريدة الدفاع): “الإيمان نور، والتضحية لذة، فمن آمن، وعمل نجا، ومن لم يؤمن قعد وهلك…” (محمد حسن شراب، 2000م، ص 371 – 375).

وكان من أشهر أقوال الشيخ عز الدين القسّام (رحمه الله):“لا تبيعوا اليهود، ولو شبراً واحداً من الأرض، ومهما أثقلوا الثمن؛ إنّ من يبيعهم أو يُقطعهم أرضاً، يُقطعه الله قطعةً من نار جهنم فيها يتلظّى.

  1. اغتيال الشيخ عز الدين القسّام، ووفاته

في 15 نوفمبر 1935م، اكتشفت القوات الإنجليزية، مكان وجود الشيخ عز الدين القسام، وحاصرته في قرية البارد، ولكنه استطاع الهرب مع خمسة عشر فرداً من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد. وفي 20 نوفمبر من العام ذاته، لحقت القوات الإنجليزية بالقسّام، ومن معه، وطوقتهم، وقطعت الاتصال بينهم، وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنهم رفضوا، واشتبكوا مع القوات الإنجليزية، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، ارتقى خلالها الشيخ عز الدين القسام، وبعض رفاقه، وجُرح وأُسر الباقون. ووجد الإنجليز في حوزة الشيخ عز الدين القسّام مصحفاً، وبندقيةً، ومسدسًا، وأربعة عشر جنيهًا، فاستشهد معتصماً بمصحفه وبندقيته، والتي كانت زاده في الدنيا، وقد كان مقتله حدثاً عظيماً في تاريخ فلسطين والشام، ودوى ذكر استشهاد القسّام في المدن والعواصم الإسلامية والعربية يومها، واعتبر يوم حزن وحداد لكل المجاهدين والأحرار في العالم. أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، الجزيرة وثائقية، 10/10/2023م (ساتيك، عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها، 19/11/2019).

نُقل الشيخ القسّام ورفاقه إلى مدينة جنين، واشترطت السلطات الإنجليزي أن يكون الدفن في العاشرة صباح الخميس بتاريخ 21 نوفمبر 1935، وأن تسير الجنازة من بيت القسام الواقع خارج البلدة إلى المقبرة في بلد الشيخ، فلا يمكن للجنازة أن تسير داخل مدينة حيفا، كي لا يلتف حولها جمع غفير يحوّل الجنازة إلى اشتباك مع الإنجليز، لكن ذلك لم يفلح، فقد خرج في تشييعه أعداداً كبيرة يُقال إنها وصلت إلى عدة كيلومترات (أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، 10/10/2023م).

  1. أقوال في الشيخ عز الدين القسام (رحمه الله) ورثائه

خلّدت الأقوال والشهادات سيرة الشيخ عز الدين القسّام، ومن أشهرها قصيدة شاعر الثورة اللبناني فؤاد يوسف الخطيب التي يقول:

ما كنت أحسب قبل شخصك أمة .. في بردتيه يضمها إنسان

لم يثن عزمك والكتائب شمرت .. نصلٌ يشب توقدا وسنان

ووثبت تخترق الصفوف مجاهداً .. والنقع أكدر والسماءُ دخان

آمنت باليوم الأخير فلم تخف .. ومُكذِّب اليوم الأخير جبان

يا رهط عز الدين حسبك نعمة .. في الخلد لا عَنتٌ ولا أشجان

شهداء بدر والبقيع تهللت .. فرحاً، وهش مُرحباً رضوان.

وقال فيه الشيخ سلمان التاجي الفاروقي (صاحب جريدة الجامعة الإسلامية): “وعسى الأمة العربية في فلسطين أن تخلد ذكرى هذا البطل عز الدين القسام ورفاقه الميامين بالاستكثار من التسمي بأسمائهم والتوفر على درس سيرهم” (محمد شراب، ص 378).

وقال فيه الدكتور توفيق الشيشكلي في حفل تأبينه: “إن شهيدنا البار الأستاذ المجاهد عز الدين القسام أحيا بعمله عهداً مطوياً سبقه إليه السلف الصالح، وتقاعس الأخلاف عن السير على سنته، فاستعمرت بلادهم، وأصبحوا أذلاء في ديارهم، ولولا تفرق الكلمة، وكثرة الأحزاب، وتخاذل القوم وتحاسدهم، لكتب للقسّام الظفر، كما كتبت السلامة لصاحب الغار عليه الصلاة والسلام” (محمد شراب، ص 379).

  • نتائج وفوائد من تجربة الشيخ عز الدين القسّام (رحمه الله) الجهادية

أصبح الشيخ عز الدين القسّام، علمًا من أعلام الجهاد، يتردد اسمه في فلسطين وسورية والعالم الإسلامي. وعُرف كفاحه وجهاده بــ” ثورة القسّام”. ومن أهم النتائج والدروس المستفادة من مسيرته الملهمة:

  • أجمع كل من عاصر الشيخ عز الدين القسّام أو قرأ مسيرته الجهادية، على إمامة وريادة القسّام، فقد تفرد بمنهجه التربويّ، ومسلكه الجهادي، وهو ما بوّأه منزلة رفيعة بين أبطال أمّة الإسلام المدافعين عن أرضها وعِرضها وحريتها.
  • دخل الشيخ عز الدين القسّام كأيقونة خالدة في عمق قضية فلسطين، وأصبح رمزاً موحداً وملهماً لكل الأطياف والقيادات وحركات التحرر الوطني في فلسطين، وقد كان استشهاده السبب المباشر لاشتعال الثورة الفلسطينية الأولى (1936 – 1939م).
  • أخذ الشيخ عز الدين القسّام وضعه الطبيعي كأحد رموز حركات التحرر في العالم الإسلامي مثل الشيخ المجاهد عمر المختار في ليبيا، والأمير عبد القادر الجزائري في الجزائر، وعبد الكريم الخطابي في المغرب، وغيرهم من قادة النضال ضد الاحتلال. ومن حق الأجيال الجديدة أن تتعرف على هذه الشخصيات التي انتصرت لقيمة الحرية ورفض الاستبداد والاحتلال.

المراجع:

  1. آمال سامي، في ذكرى وفاته ماذا تعرف عن الشيخ السوري عز الدين القسام طالب الأزهر، موقع مصراوي ويب، 20 نوفمبر 2019م.
  2. أمين حبلا، الشهيد عز الدين القسام الذي أرعب المحتلين حياً وميتاً، الجزيرة وثائقية، 10/10/2023م.
  3. سارة سعد، الشيخ القسّام؛ القصة الكاملة، موقع تبيان، 2022.
  4. سنان ساتيك، عز الدين القسام… قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها، الجزيرة الوثائقية، 19/11/2019.
  5. علي محمد، ملهم الثورة الفلسطينية … 87 عاماً على استشهاد الشيخ عز الدين القسّام، مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية، 21 نوفمبر 2022م.
  6. فايزة بوعسكر، ثورة عز الدين القسام في فلسطين وصداها على النخبة الإصلاحية الجزائر والمغرب نموذجاً، مذكرة ماجستير في التاريخ، جامعة الجيلاني بونعامة، الجزائر.
  7. محمد حسن شُرّاب، عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين (دمشق/ بيروت: دار القلم/ الدار الشامية، 2000).
  8. وداد زراعي، عز الدين القسام قائد ثورة فلسطين، مدونات الجزيرة، 8/10/2023م.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى