المثليون
بقلم د. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)
كان الإنسان بريئا عند نزوله للأرض وعيشه فيها، لكنه كان يحمل في داخله دوافع الشر والمعصية كما كان يحمل دوافع الخير والطاعة. وهنا كان الابتلاء الرباني.
كانت البشرية وهي التي نشأت على العبودية والطاعة من لدن آدم وحتى عشرة قرون بعده تتعافى سريعا لأن ارتكاب الشر والمعصية كان هو الشاذ في الممارسة الفردية وفي الحالة المجتمعية.
شيئا فشيئا ومع انتشار الخاطئين والعصاة بدأت الهوى الجمعي لهؤلاء يبرر للخطيئة والمعصية، وشيئا فشيئا أصبح يدافع عنها، وشيئا فشيئا بات يجاهر بها، وبهكذا نهج كانت المعاصي تتحول من حالة الشذوذ والخفاء إلى حالة الانتشار والظهور.
وإن ما يميز جاهلية اليوم أنها باتت هي المتحكمة بالعالم وهي التي تضع معاييره الأخلاقية وتصوراته القيمية ومن هنا وعندما غلبت على المنظمات الدولية أهل الفساد والإفساد أعادوا صياغة الوعي البشري تجاه قضايا كانت محسومة إنسانيا.
ففواحش الزنا والبغاء واللواط والشذوذ الجنسي بكل أشكاله استحال إلى ثقافة وقوانين يدافع عنها ويناصر أتباعها وتمارس علنا وجهارا دون أي شعور بالحياء أو القلق أو الخوف، فحتى وصمها بالشذوذ صار محرما بعد أن جرم وصفهم بالحقائق وأنهم زناة وبغايا ولوطة وسحاقيون و..الخ.
العالم اليوم تحكمه قيم وأخلاق وقوانين أفجر خلق الله وأعظمهم كفرا وعصيانا، وأعظمهم إسنادا للأنظمة المستبدة المجرمة القاتلة المنتهكة لحقوق الشعوب جملة وتفصيلا.. ثم يقال بأن الدفاع عن هؤلاء دفاع عن أقلية وعن مضطهدين!.
كان الغاية من تأسيس الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاقها كما هو مسطور “الإنسان”.. أما بهذه الحالة التي وصل إليها الأمر فإن الغاية هو “الشيطان”، فإن آخر من تعمل له الأمم المتحدة ومنظماتها وتدافع عن حقوقه وحرياته هو “الإنسان”!.