المتلونون شخصيات من المجتمع لهم شيء من الحضور ، يطرحون أفكارهم بقوة ويسوقون لارائهم بعنف ، ولهم حضوة إعلامية ، الأبواب لهم مشرعة والمساحات محجوزة!.
هناك من يؤزهم أزا وهناك من يدفع لهم صفرا وهناك من يصفق لهم سرًا وهناك من يأمرهم حينا وهناك من يشجعهم أحيانا!.
المجتمع لا يحبهم والنخب المعتدلة المثقفة تعرفهم ، لديهم خبرة في دغدغة عواطف الجماهير وتحريك أشجانهم : يناصرون قضايا المرأة – زعموا – ويطالبون برفع الولاية تأييدًا وحماسة وقد كذبوا ، شرفهم في الدينار والدرهم وحضوتهم في المركز والسمعة وأقصى أمالهم أن يحصلوا على تاييد الغوغاء ومناصرة الجهلاء . استغلوا طيبة المجتمع ودقوا على بعض الأوتار الحساسة والتي لا يستطيع غيرهم الترنم بها فظن بعض الجمهور أنهم اصحاب نخوة ولديهم حرص وحكمة.
تضليل الناس دأبهم والترويج للإنحراف سلعتهم متلونون بحسب الأحوال فمرة يؤيدون “الهلال” وتارة هم من عشاق “الاهلي” وفي الحقيقة ليسوا من أهل التشجيع والرياضة لكن يبحثون عن مداخل على العامة ومصائد للضعفاء والمساكين.
يرفعون راية التدين إن كانت الأمور ليست في مصلحتهم وينافحون عن الوطن إن كان فيه نفعهم ، يتدثرون بالكلام المعسول والعبارات الجميلة ولا بأس بشيء من الغزل والطرفة إن كان يحقق مصلحتهم ويناسب أهدافهم.
يركبون كل موجة ويسيرون مع كل بدعة فهم أهل الليبرالية إذا ارتفع شأنها وهم رموز العلمانية إذا شاع سوقها ، في زمان سابق كانوا شيوعيين ثم تحولوا يساريين ثم صاروا ليبراليين رأسماليين ولا مانع لديهم أن يكونوا “صحويين”!
لا تستطيع أن تصنفهم فكريًا ولا تقولبهم ثقافيًا لأنهم وبكل بساطة “متلونون” حسب الزمن والظروف والأيدلوجيا بالنسبة لهم وسيلة وليست هدف ولا مبدأ.
يطالبون بحرية التعبير فإن خالفهم أحد أو فضح أفكارهم شنوا عليه حملة منظمة وقالوا “لا حرية لأعداء الحرية” ! أما التخوين في الوطنية فهذه بضاعتهم ومن خالفهم فهو عميل أو دخيل أو لا يحب الوطن فهم أوصياء على الوطنية وأعداء الرجعية!
يسهل عليهم التبرؤ من كتاباتهم والالتفاف على ما سبق من مقالاتهم إن فضحت أفكارهم وهتكت أسرارهم ، لأن التقية عندهم مقبولة والتحايل مبدأ وشريعة.
ينبغي إقامة الحجة عليهم وفضحهم وبيان حالهم حتى لا يغتر بهم جاهل وينخدع بهم غافل.
(المصدر: موقع تواصل)