القُرْآنُ والصّرَاعُ حَول سُلْطَة المَعنى: صراع التأويلات
إعداد محمد زكاري
لا تجدُ الكتبُ المقدّسة واقعيتها إلا حينما تخرج من دائرة الكتابة والمدوّن والطقوسية المغلقة، والمغلّفة بهالة من القدسيّة التي لا يكاد المرء معها أن ينفذ إلى المعاني والمقاصد الحقيقية للنصّ، نحو أفق القراءة المتجددة، وبالتالي سنجدُ أنفسنا أمام نصّ متجدّد لا ينضب معينه. تحقّق الوعي بمسألة العلاقة بين جمود النصّ وفاعلية القراءة في ظل الجدل الذي قام بين الدينيّ والسياسيّ، لحظة حمي الصّراع حول المعنى واقتيدت المعارك تحت ألوية تأويل القرآن، ”فالدين -أيُّ دين- نصوصٌ صامتة بين دفَّتين (= كالقرآن في وصفٍ شهيرٍ للإمام عليّ بن أبي طالب)، والرّجال هُمْ مَن يُنطِقون تلك النصوص على نحوٍ من الأنحاء وتبعاً للمصالح التي تحملهم على إنطاقها على هذا المقتضى أو ذاك (…) يسعُنا أن نحسب المعركة هذه -وهي ممتدة منذ فجر الإسلام- معركة تأويل. وهي كذلك، لأن النصوص ليست ناطقة بذاتها، مثلما قلنا، وإنما محمولة على معانٍ ومضامين يقرّرها المؤوِّلون
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)