ألقى الشيخ الدكتور علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – كلمة رئيسية في مؤتمر “فقه التجارة الإسلامية ومشاكلها الحديثة” الدولي الثاني، والمنعقد في مدينة “قونيا” التركية في الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر 2015م .
ووجه القره داغي في كلمته، “رسالة شكر وتقدير لتركيا، شعباً، ورئيساً، وحكومة، على مواقفهم المشرفة تجاه قضايا أمتهم، وتجاه القضايا الإنسانية جمعاء في فلسطين، وسوريا والشام، ومصر والعراق، واليمن، والصومال وميانمار، وغيرها”.
كما أشاد فضيلته بتطور تركيا وتقدمها حضارياً واقتصادياً، حيث أكد أن “الفرق بين المؤتمر الأول عام 1996م والمؤتمر الثاني 2015 م هو أن تركيا تغيرت نحو الأحسن في جميع المجالات، فمن محاربة مظاهر التدين إلى الحرية الكاملة، ومن اقتصاد ضعيف إلى اقتصاد قوي، تأتي تركيا اليوم في المرتبة الحادية عشرة من بين اقتصاديات العالم”، منوهاً الى أن تركيا تتعرض لمؤامرة كبيرة حيث وجه ندائه إلى المسلمين في العالم وفي تركيا أن “ينتبهوا إلى هذه المؤامرة الكبرى التي تطبق في بلاد الإسلام، فلا يجوز أن ننخدع فقد قال عمر رضي الله عنه (لست خبا ولا الخب يخدعني)”.
هذا ووجه الأمين العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسملين رسالة إلى الأمة الإسلامية حول عودتها إلى هويتها، حيث لفت الى إن “الهوية لن تتكامل في ظل عدم إلتزامها بقوانينها وأنظمتها المنبثقة من ديننا العظيم، وبخاصة قد اثبتت التجارب طوال قرنين من الزمن أن النظام الرأسمالي يعاني من أزمته الإقتصادية منذ عام 2008، كما أن النظام الشيوعي الاقتصادي قد انهار عام 1991، فلم يبقى إلا اللجوء إلى الاقتصادي الإسلامي الذي يجب علينا نحن المسلمين أن نقدمه إلى العالم أجمع كشفاء وحل شامل”.
وفي رسالته الأخيرة التي جاءت في خاتمة الكلمة، وجه الشيخ القره داغي عدداً من النصائح الى المؤسسات المالية والبنوك الاسلامية التي انتشرت في العالم، حيث أكد: “أن سبب انتشار المؤسسات المالية هو مرجعيتها الإسلامية المعتمدة على الاقتصاد العيني والخدمي النافع ولذلك فإن مصداقية هذه المؤسسات مرتبطة بمدى إلتزامها الكامل بأحكام الشريعة، ومبادئها ومقاصدها، فأي انحراف من جادتها ستكون له آثار خطيرة وكارثة عليها”.
وحث الشيخ، البنوك الاسلامية على عدم التوقف واستمرار التطوير والابداع لأن “التوقف هو عين التأخر، وأن يكون توجه المؤسسات المالية الإسلامية نحو الاقتصاد الحقيقي، والخروج من مرحلة البدائل عن المنتجات الربوية إلى المنتجات الإسلامية حقا، فلا يجوز ولا يليق بعد اربعين سنة من إنشاء البنك الإسلامي الأول أن ندور في دائرة البدائل فقط، ونلف حول حلقة مفرغة، بل يجب علينا أن ننوع كيفية الادخار والتمويل والاستثمار، والانتاج والتبادل” على حد وصفه.