ألقى الشيخ الدكتور علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الديني الدولي الذي تنظمه جمهورية طاجيكستان حول تصور الإسلام لمواجهة التطرف والتشدد والإرهاب وذلك في العاصمة الطاجيكية “دوشنبه”، حيث أكد فضيلته أنه لا يجوز اتهام الإسلام بأي من التطرف لمجرد أن بعض أتباعه يمارسون هذا التطرف ، وبخاصة أن العالم لم يتهم المسيحية كديانة بالتطرف والإرهاب رغم ما فعله المسيحييون بمسلمي البوسنة والهرسك ، كما أنه لم يتم اتهام اليهودية كديانة بالتطرف والإرهاب رغم ما يرتكبه الصهاينة من جرائم على أرض فلسطين ، وكذلك لم يتهم العالم البوذية بالإرهاب رغم ما يعانيه مسلمي الروهينغا على يد بوذيين ، لذا يجب الفصل تماماً بين المنهج الإسلامي الذي يدعو للوسطية وعدم الانحراف أو التطرف أو الإرهاب وبين مارسات البعض هنا أو هناك حيث يجب الوصف لتلك المجموعات وليس للدين .
وحذر القره داغي من اقتصار بعض الدول على استخدام الحلول الأمنية فقط في مواجهة التشدد والانحراف ، مؤكداً أن هذا الأمر لن يجدي نفعاً والتجارب والتاريخ يؤكدان ذلك ، حيث يجب تناول المشاكل بتحليلها من جذورها والنظر في أسبابها وعوارضها وأمراضها التي تسببها ، ومن ثم وضع العلاج بمنتهى الحكمة من قبل الجميع حكاماً وعلماءً ومفكرين وغيرهم .
وثيقة المؤتمر
الى ذلك، طالب الشيخ القره داغي إدارة المؤتمر بالقيام بإجراء تعديلات على وثيقة المؤتمر الختامية حيث أكد على ضرورة أن تتضمن الوثيقة أسباب الإرهاب والتطرف والتي على رأسها الاستبداد السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي كذلك ، ومن ثم وضع الأطر العامة للعلاج .
كما أكد القره داغي على ضرورة أن تتضمن الوثيقة أن الفكر المتطرف لا يتم مجابهته إلا بالفكر الإسلامي الوسطي المعتدل وإتاحة الفرصة له ولعلمائه أن يقوموا بدورهم في توعية الأمة وحمايتها من خطر التطرف والتشدد والإرهاب ، والجدير بالذكر أن إدارة المؤتمر وافقت على اعتماد تعديلات الشيخ القره داغي وإدراجها في وثيقة المؤتمر .