قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور علي محي الدين القره داغي، إنه لا يمكن معالجة الفكر الإسلامي المتطرف بفكر علماني، وإنما عبر الفكر الوسطي.
وفي لقاء خاص أجراه مع “الأناضول”، في مدينة سكاريا شمال غربي تركيا، أوضح القره داغي أن “المنهجية التربوية لنشر الفكر الوسطي، لا بد أن تشترك بها وزارات التعليم في الدول الإسلامية، حيث لها دور في تقوية الإنسان المعتدل منذ مرحلة التعليم في رياض الأطفال”.
وأضاف أنه “يجب تقوية المدارس الدينية وحث الخطباء لنشر الوسطية، وأيضا داخل البيت حيث أن الوالدين لهما دور من ناحية التربية، ووزارات الثقافة والإعلام لها دور أيضا”.
حديث القره داغي جاء تعقيبا على سؤال حول حل مشكلة التطرف، إذ أشار إلى وجود مشكلتين في هذا المجال وهي “تطرف العلمانيين وهو ما يعتبر تفريطا، ومشكلة إفراط المتدينين”، مشددا على أنه “لا يمكن أن يعالج الفكر المتطرف بفكر علماني، فالفكر الوسطي هو الحل، ويجب نشر منافع هذا الفكر للأمة”.
وأشار إلى أنه بسبب التطرف “يخسر المسلمون المليارات بفقدانهم شبابهم المتعلم، ويجب كل يوم أن يكون هناك برنامج نفسي واجتماعي وثقافي وحضاري للشباب”، على حد تعبيره.
واعتبر أن “الإسلام هو دين السلام وصفته السلام والأمن، والمسلم عند انتهاء صلاته يسلّم على من يمينه ويساره، فلا يضر الإنسان وحتى الحيوان، وهو منهج الإسلام الذي أراده الله للأمة، ولكن ظهرت المنظمات المتطرفة التي تنسب نفسها للإسلام، وتدّعي به.
وشدد على أنه “اتفقت المجامع الإسلامية على أن التكفير فكر ضال ومتطرف، ويجب علاجه بالفكر الإسلامي المعتدل، فالبعض يعتقد أن علاجه يكون بالفكر العلماني وهذا غير صحيح”.
وفي نفس الإطار، تمنى القره داغي أن “يعود الشباب إلى الحقيقة والفهم الصحيح والتدبر في فقه الله وسنة رسوله، فالجهاد له شروطه وضوابطه كما الصلاة”، متسائلا “هل يمكن أن تصح الصلاة من دون وضوء أو في مكان نجس؟”.
ووجه القره داغي نصيحة للشباب بـ”العودة لرشدهم”، وقال “لا يمكن أن تتحقق الجنّة بالجرائم، بل الجرائم بحق الناس تقود إلى النار، وعليهم أن يسمعوا صوت العقل والقرآن ويجمعوا الآيات القرآنية المتعلقة بالجهاد جميعها والتدبر فيها، وأن يتوبوا توبة نصوحة”.
كما تطرق الأمين العام إلى “اللجنة الدائمة للسلم والاعتدال” (شكلت في شباط /فبراير الماضي بإسطنبول)، التي وجدت أن الحل في العالم الإسلامي يكون بالتعليم، وبسبب الجهل يصعب فهم الحقائق ومقاصد الشريعة ورسالة الإسلام، فكل الآيات القرآنية تسير حول المصالح العامة للأمة، ومن هذا المنطلق دعا رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز لهذه اللجنة، وعقد مؤتمر في إسطنبول، وخلال يومين نوقشت عدة محاور وانتخب ١٠ أشخاص ليكونوا في اللجنة برئاسة غورماز”.
وبيّن أن اللجنة ستعمل على “خدمة شؤون الأمة في العالم الإسلامي وخارجه، حيث باتت توجد صورة سيئة للإسلام في الغرب، ومهمة هذه اللجنة ستكون نشر ثقافة الوسطية”.
المصدر: وكالة الأناضول.