القرآن الكريم والحفر المعرفي المنهجي
إعددا د. عبدالله أخواض
الملخّص
تندرج الدراسة التي نقدمها ضمن قانون المراجعات المنهجية التي تسعى إلى استدعاء مرجعية الوحي في التأسيس لمنظور معرفي منهجي؛ قادر على المنافسة مع الأنساق المعرفية المغايرة وبأدوات أكثر فاعلية. وهو ما يمكن اكتشافه من خلال الحفر المعرفي والمنهجي الذي مارسه القرآن الكريم، من خلال منهجية الاسترجاع لتاريخ الرسالات السماوية، ولتكاملية الغيب والكون والإنسان.
إن تاريخَ الأنبياء والرسل مع أقوامهم، هو تاريخُ اختبارٍ لمنظومات فكريةٍ سابقة وأخرى جديدة؛ فهو تاريخ ميلاد وعي منهجي جديد، وفكر منظوم يتجاوز الفوضى المعرفية المنهجية التي عاشتها الإنسانيةُ من الفكر الأسطوري الخرافي والفكر الآبائي الإرجاعي، إلى منظومة مستوية الأركان تؤمن بقدرة العقل على التفاعل الإيجابي مع حقائق تلك الرسالات وحقائق الكون الظاهرة والغيبية.
ومن شأن هذا الاسترجاع المعرفي المنهجي للسير في الأرض، أن يمكن العقل المسلم المعاصر، من استكمال شروط النهوض استلهامًا لمنهجه لا استنساخًا لتاريخه، وتأسيس حفريات المنهجية المعرفية المعاصرة في سياق نقدي؛ يسعى إلى إيجاد موقع لمفاهيم الوحي ضمن مفاهيم الأنساق المعرفية الأخرى؛ و تعزيز قدراتها التحليلية والتفسيرية، وإبراز أبعادها الوظيفية البنائية، وتصحيح الاختلالات المنهجية التي واكبت الأنساقَ المعرفية النسبية، من خلال ما يتيحه الوحي للعقل من أكثر دقة وإجرائية، تتجاوز النسق الإبستمولوجي المغاير وتهيمن عليه.