القدس في مراحل التهويد الأخيرة لترسيخ رؤية العاصمة الموحدة للاحتلال
إعداد مها عواد
في اللحظات الأخيرة من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لم يترك الكيان الصهيوني لحظة واحدة لتكريس ما يسمى بالقدس عاصمة موحدة للكيان، بعد اعتراف الرئيس ترمب بذلك ونقل السفارة الأمريكية إليها، في انتهاك سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية باعتبار القدس أرضاً محتلة، ودعم ترمب الاستيطان والتهويد ووصفه بما يسمى بالنمو الطبيعي، وذلك تطبيقاً لـ”صفقة القرن” المشؤومة.
أكثر من 21 ألف وحدة استيطانية أعلن الاحتلال عن إقامتها في القدس العام الماضي، بالتزامن مع تنفيذ مخطط فصل شمال القدس عن بعضها من خلال مخطط تهويدي جديد للاستيلاء على 700 دونم من أراضي بيت حنينا وحزما، بالإضافة إلى إخطارات لهدم 200 منشأة صناعية في وادي الجوز والشيخ جراح.
أبو يوسف: تكثيف الاستيطان والتهويد هدفه إخراج القدس من رؤية أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية
القدس عاصمة فلسطين
ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن الاحتلال الصهيوني يسابق الزمن من أجل تطبيق رؤية القدس عاصمة موحدة لكيان الاحتلال، التي حظيت باعتراف أمريكي وتم نقل السفارة الأمريكية إليها، وهذا لن يغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وأن كل إجراءات الاحتلال من استيطان وتهويد وهدم مئات المنازل في القدس سيفشل أمام الصمود الفلسطيني وستبقى عربية فلسطينية.
وأشار أبو يوسف إلى أن الاحتلال يواصل إغلاق المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل التصدي لكل إجراءات الاحتلال من تهويد واستيطان وسيستمر بالصمود على أرضه، وستستمر الفعاليات الشعبية من مسيرات وفعاليات مناهضة للاستيطان والتهويد، وذلك ضمن الخطوات الفلسطينية للدفاع عن الأرض في وجه الاستيطان الاستعماري.
خاطر: ما يحدث في القدس عملية تطهير مبرمجة وتنفيذ لمخطط القدس الكبرى
من جانبه، أكد مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أن كل جهود الاحتلال منصبة على تهويد القدس بالكامل، وما يحدث من استيطان وتهويد سيقضي على حلم أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، والاحتلال يكرس هذا واقعاً على الأرض من خلال فصل الأحياء الفلسطينية في القدس عن بعضها، وكذل فصل القدس عن الضفة المحتلة وذلك بالكتل الاستيطانية والطرق التفافية.
وبيَّن خاطر أن الاحتلال ينفذ سلسلة من المخططات التهويدية الضخمة في القدس، بهدف إغراقها بالاستيطان ومحاصرتها من كافة الجهات بالمستوطنات وتوسيع مخطط ما يسمى “القدس الكبرى” ليصل حتى مشارف البحر الميت، وبذلك ضم 10% من مساحة الضفة المحتل، وترحيل التجمعات الفلسطينية التي تقع في بادية القدس، ومن أمثلة التجمعات والقرى التي يريد الاحتلال ترحيلها، الخان الأحمر وتجمع أبو النوار.
صيام: الاحتلال هدم 193 بيتاً واعتقل 2000 فلسطيني العام الماضي
هدم واعتقالات وإبعاد
في سياق متصل، قال مدير مركز وادي حلوة جواد صيام لـ”المجتمع”: إن الاحتلال هدم العام 2020 أكثر من 193 منزلاً ومنشأة فلسطينية في أحياء القدس، إضافة إلى إصدار أوامر هدم وترحيل لمئات المنازل في أحياء الشيخ جراح وبطن الهوى وبيت حنينا، مشيراً إلى أن الاحتلال يريد هدم 200 منشأة صناعية وهي المنطقة الصناعية الوحيدة في القدس.
وأشار صيام إلى أن الاحتلال اعتقل في القدس 1979 نصفهم في بلدة العيسوية، وذلك ضمن حرب الاحتلال على الفلسطينية، يترافق مع ذلك مواصلة عصابات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، واستمرار الحفريات تحت المنازل الفلسطينية والأقصى والتي تسببت بتشققات خطيرة في المنازل.
ويشار إلى أن الاحتلال صدق قبل عدة أسابيع على مخطط استيطاني لإقامة 9000 وحدة استيطانية في قلندية و1257 وحدة استيطانية في بيت صفافا بهدف فصلها عن مدينة بيت لحم، يترافق مع ذلك تسليم العديد من المنازل الفلسطينية لقطعان المستوطنين ومن ثم تحويل تلك المنازل لبؤر استيطانية.
(المصدر: مجلة المجتمع)