القدس في أسبوع | قراءة أسبوعية في تطورات المواقف والأحداث في القدس المحتلة
إعداد: علي إبراهيم
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي بحماية قوات الاحتلال، وتشهد اقتحامات الأقصى أداء صلواتٍ يهودية علنية، وشهد أسبوع الرصد إدخال قوات الاحتلال مركبة تحمل أبوابًا حديدية مصفحة، وضعت في الخلوة الجنبلاطية المحتلة داخل الأقصى، ما يعني أن قوات الاحتلال تعمل على رفع حدة استهدافها للمسجد، وتتحضر لمواجهاتٍ عنيفة يمكن أن تحدث داخل المسجد، وفي أسبوع الرصد استكملت أطقم الاحتلال تدنيس المقبرة اليوسفية وتجريف أجزاء منها. وعلى الصعيد الديموغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وتسلط القراءة الضوء على رفع سلطات الاحتلال استهدافها لساحة باب العمود التي شهدت مواجهات عنيفة، وعلى قرار وزير الحرب في حكومة الاحتلال الذي عد 6 مؤسسات مقدسية بأنها “إرهابية”.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 20/10 اقتحم الأقصى 78 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، أدى بعضهم صلوات يهودية علنية في الساحات الشرقية للأقصى، وبحسب مصادر مقدسية اقتحم 3 عناصر من مخابرات الاحتلال مصليات المسجد المسقوفة. وفي 24/10 اقتحم الأقصى 148 مستوطنًا، الذين نفذوا جولات استفزازية داخله. وفي 26/10 اقتحم الأقصى عشرات المستوطنين، أدى عددٌ منهم صلوات يهودية علنية في باحات المسجد الشرقية.
وشهد أسبوع الرصد إدخال قوات الاحتلال أبوابًا حديدية مصفحة لوضعها داخل الخلوة الجنبلاطية المحتلة في صحن مصلى قبة الصخرة، وأظهرت مقاطعٌ مصورة إدخال قوات الاحتلال مركبة عسكرية كبيرة إلى داخل المسجد، كانت تحمل الأبواب المصفحة. وأشارت مصادر متابعة إلى أن الاحتلال يحاول تعزيز وجوده الأمني داخل المسجد وفي محيطه، تحسبًا لأي تحركات شعبية قادمة.
وفي متابعة لاعتداءات الاحتلال على المقبرة اليوسفية، ففي 25/10 واصلت طواقم تابعة لـ “سلطة الطبيعة الإسرائيلية” وبلدية الاحتلال تجريف الأراضي في المقبرة اليوسفية، وبحسب رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس المهندس مصطفى أبو زهرة، أدخل الاحتلال شاحنات محملة بالتراب لطمس معالم المقبرة. وفي اليوم نفسه هاجمت قوات الاحتلال المقدسيين الذين واجهوا اعتداءات الاحتلال في المقبرة اليوسفية، واعتقلت عددًا منهم.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف آلة الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 20/10 وزعت سلطات الاحتلال، إخطارات هدم ووقف بناء عددٍ من المنازل في قرية بيت سوريك شمال غرب القدس المحتلة، وأفادت مصادر محلية أنّ من بين العقارات المستهدفة، بناء قيد الإنشاء خاص بمركز خاص بالمرأة الفلسطينية. وفي اليوم نفسه هدمت سلطات الاحتلال أساسات جدار استنادي ومغسلة مركبات، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، إضافة إلى محل لغسل السيارات. وفي 23/10 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة مقدسية في حي وادي الجوز على هدم منزلها ذاتيًا بذريعة البناء من دون ترخيص.
قضايا
تعيد سلطات الاحتلال استهداف ساحة باب العمود وتحاول إفراغ الساحة من أي وجود فلسطيني داخلها، ففي 20/10 اندلعت في الساحة مواجهات عنيفة على أثر محاولة قوات الاحتلال تفريق الموجودين في الساحة، الذين كانوا يحتفلون بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ما أدى إلى إصابة 91 فلسطينيًا، واعتقال 25 آخرين. وفي 22/10 اقتحم عضو “الكنيست” المتطرف إيتمار بن غفير ساحة باب العمود، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ورافقه في الاقتحام وسائل إعلام عبرية.
وفي سياق تسليط الضوء على محاولات الاحتلال فرض المزيد من التضييق على المقدسيين في المدينة المحتلة، ففي 22/10 أصدر وزير الحرب في حومة الاحتلال قرارًا عد بموجبه 6 مؤسسات مدنية فلسطينية أنها “إرهابية”، بذريعة ارتباطها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفق صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية، والمؤسسات المدرجة في قوائم الإرهاب هي: “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان” و”الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”، و”الحق” و”اتحاد لجان العمل الزراعي”، و”اتحاد لجان المرأة العربية”، و”مركز بيسان للبحوث والإنماء”. وأثار القرار رفضًا فلسطينيًا كبيرًا، خاصة أن بعض هذه المؤسسات تعنى بكشف جرائم الاحتلال وما تقوم به من اعتداءات بحق المقدسيين والأسرى وتدافع عن حقوق مختلف الفئات الاجتماعية في المدينة المحتلة.
التفاعل مع القدس
في 22/10 نظم أهالي بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، مسيرةً شعبيةً للمطالبة بالإفراج عن جثمان الشهيدة المقدسية مي عفانة. واعترضت قوات الاحتلال طريق المتظاهرين طوال الوقت، وردد المشاركون في المسيرة عباراتٍ وطنية تطالب قوات الاحتلال بتسليم جثامين الشهداء المحتجزة، وأكدوا على صمودهم بهتافهم: “باب الأقصى من حديد، لا يفتحه إلا الشهيد.. سلم سلم الجثمان”، ورفع المشاركون أعلام فلسطين، وصور الشهيدة مي عفانة، ورددوا هتافات مناصرة للأسرى المضربين عن الطعام مقداد القواسمي وكايد الفسفوس.
المصدر: موقع “مدينة القدس”