شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أن القدس للمسلمين منذ 14 قرناً وأن الأمة الإسلامية لا تنسى قبلتها الأولى.
وقال يلدريم في كلمة له خلال استضافته المشاركين في مؤتمر حول القدس عقد الاثنين بمدينة إسطنبول: “محبة القدس لا تُمحى من الأذهان، وهذه الأمة لا تنسى قبلتها الأولى، وتلك الأماكن المقدسة لن تبقى دون حماة، ولن تخلو من المسلمين”.
وأضاف: “منذ 14 قرنًا والقدس للمسلمين، ومن غير المقبول سلب هذه المدينة منهم عبر احتلال ترفضه كافة الدول، ونزع صفة التراث الإنساني المشترك للمدينة”، مؤكداً أن بلاده تنتظر من البرلمان الإسرائيلي أن لا يناقش مشروع حظر الأذان في القدس، مضيفاً” “وما زلنا نحثه على ذلك”.
وقال: “إن حماية التراث التاريخي والديني لهذه المدينة المقدسة (القدس) إزاء الممارسات الصهيونية التي تنتهك بشكل جسيم قدسية الحرم الشريف والمسجد الأقصى، وتصرفاتها غير المقبولة الرامية إلى تغيير البنيان الثقافي المتعدد الأديان للقدس، تعني المحافظة على ماضينا وهويتنا”، معتبراً أن “الحفاظ على القدس والحرم الشريف كمكان عائد للإسلام واجب على جميع المسلمين”.
وشدد يلدريم على أنه “لا يمكن أن نتوقع استقراراً في المنطقة من دون زوال الشعور العميق بالظلم الناجم عن القضية الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “الاحتلال الذي يواجهه الفلسطينيون، تستغله الجماعات المتطرفة ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في كل أنحاء العالم، وهو يزيد من اليأس وعدم الثقة تجاه المجتمع الدولي”.
وناشد يلدريم جميع المعنيين وأصحاب الضمائر بالقول: “لندافع معا عن قطاع غزة، تعالوا لنضمد جميع الجراح، ونكون دواء لآلام إخوتنا هناك”.
من جانبه، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده تعارض الحديث عن احتمال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وانتقد بشدة محاولات الكيان الصهيوني سن قانون يتعلق بتقييد الأذان في القدس.
وقال الرئيس التركي في كلمته بمؤتمر حول القدس في مدينة إسطنبول، الاثنين: “يجب على أمريكا ألا تفكر في نقل سفارتها إلى القدس كون ذلك خطوة خاطئة جداً”، مضيفاً: “من الخطأ الكبير مجرد مناقشة مسألة نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وأن تركيا حذرت من ذلك على أعلى المستويات”.
كما جدد أردوغان تأكيد بلاده عدم السماح بتمرير القانون الإسرائيلي المتعلق بتقييد الأذان في مدينة القدس، وقال: “لن نسمح بتمرير القانون الصهيوني المتعلق بتقييد الأذان في القدس”، وشدد على أن “الحرم الشريف هو للمسلمين فقط وسيبقى كذلك إلى الأبد”.
وأضاف: “إن كنتم واثقين من معتقداتكم، فعليكم ألا تخافوا من حرية المعتقدات، فنحن واثقون من معتقداتنا لذلك لا نخشى حرية المعتقدات”.وأكد أردوغان أن القدس ليست مسؤولية الفلسطينيين فقط، مطالباً جميع المسلمين بدعم صمود أهل القدس.
واعتبر أردوغان أن سبب زيادة الجرائم ضد الفلسطينيين بالقدس على يد الجنود الصهاينة هو عدم محاسبة مرتكبيها.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده سلمت الفلسطينيين والباحثين نسخة من أرشيف وطابو القدس اللذين تحتفظ بهما بلاده.
وقال: “أود التعبير عن ترحيبنا الحذر ودعمنا للتطورات التي شهدتها مسيرة السلام مؤخرا، وسنواصل دعم الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدولة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس”، واعتبر وثيقة حماس السياسية الجديدة خطوة هامة سواء من أجل القضية الفلسطينية أو التوافق بين حركتي حماس وفتح.
(المصدر: مجلة البيان)