مقالاتمقالات المنتدى

القائد الإسلامي نور الدين زنكي وجهوده في التوحيد والتحرير (4)

"الجبهة الإسلامية والتصدي للحملة الصليبية الثانية"

القائد الإسلامي نور الدين زنكي وجهوده في التوحيد والتحرير (4)

“الجبهة الإسلامية والتصدي للحملة الصليبية الثانية”

 

 

بقلم الكاتب: د. علي محمد الصلَّابي (خاص بالمنتدى)

 

منذ تولي نور الدين محمود الحكم في الثلاثين من عمره، كان واضح الرؤية والهدف حتى يوم وفاته، إذ كان عليه واجب توحيد الأمة، والجهاد لتحرير الأراضي الإسلامية من الغزاة الصليبيين، واضعاً نُصب عينيه تحرير بيت المقدس والساحل الشامي بالكامل. وأدرك أن النصر على الصليبيين، لا يتحقق إلا بعد مراحل من الإعداد والبناء والتمكين لدولته، وبذل الجهود والتضحيات في خطوات متتابعة تُقرّب كل منها يوم الحسم، فالخطوة الأولى كان قد بدأها والده عماد الدين زنكي، حين حرّر إمارة الرها، والتي كانت من الإمارات الصليبية القوية التي ارتكز عليها المحتلون لتوسيع نفوذهم وشن هجماتهم على شمال بلاد الشام والعراق، وبهذا تراجع النفوذ الصليبي إلى إمارات ساحل المتوسط (أنطاكيا وطرابلس والقدس، وما يتبعها من سواحل شامية، وقليل من القلاع الداخلية).

كانت الخطوة الثانية أمام نور الدين زنكي “توحيد الجبهة الإسلامية”، لذلك وضع سياسة متكاملة، تتضمن توحيد بلاد الشام وشمال العراق أولاً، ثم توحيد بلاد الشام وشمال العراق ومصر، وكانت مصر حينها تعاني من الاضطرابات وفوضى الحكم في ظل الفاطميين ثانياً، ومن ثم البدء بعملية تطهير وتحرير البلاد من المحتل الصليبي، وكان سبيله إلى ذلك، مزيجاً من العمل التربوي، والخيري، والوقفي، والسياسي، والاقتصادي، والذي يعزز تمكين الجبهة الإسلامية، وتوسيع جبهات المعارك، والتي كانت بدايتها في السيطرة على القلاع والحصون الصليبية المتناثرة بين أنطاكيا وحلب ووسط الشام، وهزيمة الحملة الصليبية الثانية، ومن ثم ضم دمشق إلى الجبهة الإسلامية.

  • الحملة الصليبية الثانية (542 – 544ه/ 1147 – 1149م)

كان لاستعادة المسلمين لإمارة الرها (الصليبية) في عهد عماد الدين على يد قوات عماد الدين زنكي، وباعث على السرعة في إرسال حملة صليبية جديدة، بعد أن أثار سقوطها الرعب في النفوس نظراً إلى مكانتها الإستراتيجية، ولأنها أول إمارة أسسها الصليبيون في الشرق الأدنى، فجاء سقوطها إيذانًا بتزعزع البنيان الكبير الذي شيده الصليبيون إثر الحملة الصليبية الأولى في بلاد الشام، وأدرك الغرب الأوروبي أنه إذا لم يُسارع إلى ترميم ذلك البناء، فإنه لن يلبث أن ينهار بالكامل (تاريخ الزنكيين، محمد سهيل طقوش، ص171).

وصلت نداءات الاستغاثة إلى البابا يوجينيوس الثالث من الصليبيين في الشرق، إذ بعثت ملكة بيت المقدس الصليبية، بوفد رفيع المستوى إلى البابا لطلب النجدة بعد سقوط الرها، وأرسل البابا رُسلًا إلى إمبراطور ألمانيا وملك فرنسا يحثهما على الإسراع لنجدة الصليبيين في الشرق من تهديدات المسلمين، وفي الوقت نفسه كلف أحد رجال الدين المشهورين في فرنسا يُدَّعَى القس برنارد بالدعوة للحرب ضد المسلمين في الشرق، فقام هذا القس بالدور الذي قام به البابا أوربان الثاني، ‏وذلك خلال الدعوة والحشد للحملة الصليبية الأولى عام 488ه /1095م.

  • خط سير الحملة الصليبية الثانية

 لبّى نداء البابا وقساوسته كلاً من الإمبراطور الألماني كونراد الثالث، والملك الفرنسي لويس السابع، دعوة البابا، وخرجا كلٌ بجيشه عبر أوروبا باتجاه القسطنطينية، ومن هناك عبرا مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى (دور نور الدين في نهضة الأمة، عبد القادر أبو صيني، 1996م، ص94).

ورغم تكبد الجيوش الألمانية والفرنسية خسائر فادحة في آسيا الصغرى على أيدي السلاجقة، والقوات الإسلامية التي قادها السلطان مسعود في قلب الأناضول، وعلى أطراف قونية وأنطاكيا، ولكن تحالف جيوش الحملة الصليبية، توجه نحو دمشق التي كان يحكمها آنذاك الأمير مجير الدين آبق بن محمد بن بوري (كانت الأسرة البورية تحكم دمشق) ومدبر الدولة الأتابك مُعين الدين أنر، الذي كان أكثر الأمراء المسلمين قرباً من الفرنج، وتعاونًا معهم، ولذلك لم يكن يتوقع أن يكون الهدف الأولى لهذه الجيوش الزاحفة. غير أنه لما علم بنيات قادة الحملة الصليبية الجدد، ومسيرهم نحو دمشق، اتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن المدينة وتحصينها، وأرسل بطلب المساعدة من نور الدين محمود أمير حلب، وسيف الدين غازي أمير الموصل (دور نور الدين في نهضة الأمة، المرجع السابق، ص96).

كان من عادة نور الدين محمود أن يتمعن بعين فاحصة الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، ويتابع الأحداث الجارية، ويحللها بعمق، ومن ثم يخرج بالدروس والعِبر التي تُفيده في تحديد سياسته المستقبلية، وقد شكلت الحملة الصليبية الثانية الحدث الأبرز في المنطقة والعالم كله آنذاك (عام 543هـ/ 1148م)،  وكانت بالنسبة لنور الدين محمود الحدث الأول من نوعه بعد توليه سدة الحكم عام 541هـ/ 1146م، فقد كان نور الدين يتوقع أن تكون إمارته (حلب) الهدف الأول لهذه الحملة، لأنها تشكلت، وتوجهت للشرق على خلفية سقوط مدينة الرها عاصمة إمارة الرها الصليبية بيد الزنكيين عام 539هـ/ 1144م، ولكن الذي حصل أن الحملة غيّرت هدفها المتوقع، وحاصرت دمشق في محاولة لاحتلالها، وكان هذا التغيير مفاجأة كبيرة لنور الدين، ومفاجأة أكبر لمجير الدين آبق أمير دمشق، وأتابكه معين الدين أنر المدبر الحقيقي لشؤون إمارة دمشق، وكان يعتقد حكام دمشق أنهم كانوا أصدقاء الفرنجة الوحيدين من بين المسلمين في المنطقة، وجرى بين الطرفين تعاون وثيق ضد عماد الدين زنكي عندما كان يحاول الاستيلاء على دمشق. ولكن نور الدين محمود استفاد من هذا التغيير المفاجئ في هدف الحملة التي لم يحصل عبثاً، ولم يكن حماقة كما يَذكر بعض المؤرخين، بل جاء بعد دراسة وتحليل للأوضاع في المنطقة، وبعد اجتماعات مكثفة، اشترك بها ملك بيت المقدس وقادته في مدينة عكا قبل حشد الجيوش الغازية، والهجوم على دمشق  (تاريخ الحروب الصليبية، ستيفن رانسيمان، 1994م، ص523).

تأكد لنور الدين محمود المغزى الحقيقي للغزاة الصليبين، والذي لا يمت بصلة إلى استرجاع قبر المسيح عليه السلام من المسلمين، وتأمين طريق الحج (المسيحي) إلى القدس، كما كانت تزعم البابوية، بل كان الهدف الحقيقي احتلال قلب العالم الإسلامي، وتمزيق شمل المسلمين، ونهب الخيرات، واستعادة الهيبة أمام المسلمين بعد سقوط الرها وعدد كبير من الحصون الشامية، ومحاولة تعويض الخسائر التي تكبدها الصليبيون على أيدي السلاجقة في آسيا الصغرى، والزنكيين في بلاد الشام.

ومن ناحية إستراتيجية، أراد قادة الحملة الصليبية الثانية احتلال دمشق؛ لأنها قلب بلاد الشام، ومن أكثر الإمارات الإسلامية مساحة وإمكانات وموارد، ولكونها الأضعف عسكرياً، ثم يتم بعد ذلك التحول إلى الشمال، أي المناطق الزنكية في حلب والرها وسنجار والموصل وغيرها، فالأمر إذن حرب تدريجية وشاملة، لن يسلم منها المراقب عن بُعد ظنًا منه أن الخطر بعيد عنه؛ فدوره قادم، ولو بعد حين، وإذا كان الأمر كذلك، فإن نور الدين بما اشتهر به من سياسة بعيدة النَّظر لا بدَّ أن يخوض هذه الحرب من بدايتها، فدمشق بالنسبة له كحلب تماماً، وهي في الوضع الراهن تُشكل الخط الأول للدفاع عن حلب والموصل وباقي مناطق المسلمين، ولذلك، بدأ بحشد جيشه إلى جانب جيش أخيه سيف الدين غازي أمير الموصل بالقرب من حمص وبعلبك، وبدأ بإجراءات تنسيقية مع حكام دمشق حول العمل المشترك لمواجهة الغزو الأجنبي، وكان لهذا التوحد الإسلامي الدور الأكبر، بعد توفيق الله، في فشل الهجوم الصليبي على دمشق، وقد خرج نور الدين من هذا الحدث الكبير بفوائد مهمة تؤكد قناعاته وتوجهاته السابقة، ومن هذه الدروس، إدراك القيمة الإستراتيجية لإمارة دمشق في الجبهة الإسلامية، وتحرير البلاد من الخطر الصليبي، والأهمية القصوى لتحقيق الوحدة بين الإمارات الإسلامية المتناثرة، لمواجهة الخطر الصليبي، وتحرير البلاد من احتلالهم (دور نور الدين في نهضة الأمة، المرجع السابق، ص151).

  • التكاتف الإسلامي في مواجهة الحملة الصليبية الثانية

يتحدث ابن العماد في كتابه شذرات الذهب قائلاً: “في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، نازلت الفرنج دمشق في عشرة آلاف فارس وستين ألف راجل، فخرج المسلمون في دمشق للمصاف، فكانوا مائة وثلاثين ألف رجل وعسكر البلد، فاستشهد جماعة، وقتل من الفرنج عدد كثير، فلما كان في اليوم الخامس وصل غازي بن أتابك وأخوه نور الدين في عشرين ألفاً إلى حماة، وكان أهل دمشق في الاستغاثة والتضّرع إلى الله تعالى، وأخرجوا المصحف العثماني إلى صحن الجامع، وضجٌ الناس والنساء والأطفال  مكشوفي الرؤوس، وصدقوا الافتقار إلى الله فأغاثهم، قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 17] شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، مجلد 6، ص219).

كان من أسباب نصر الله لأهل دمشق، وصول جيوش الموصل وحلب في الوقت المناسب، فقد اتصل كل من سيف الدين غازي وأخوه نور الدين بمعين الدين أنر، لتنسيق التعاون بينهم ضد الحملة، وكان معين الدين أنر حاكم دمشق لم يكن يرغب بدخول سيف الدين ونور الدين دمشق، وكان في الوقت نفسه يهدد التحالف الصليبي، بتسليم دمشق لسيف الدين أو لنور الدين إذا حاولوا اقتحامها، وراسل حكام القدس ووعدهم بتسليم حصن بانياس لهم إذا أقنعوا الإمبراطور كونراد والملك لويس بالانسحاب عن دمشق.

وقد ترافقت تلك الاتصالات مع حدوث خلاف بين الصليبيين أنفسهم حول من سيحكم دمشق بعد احتلالها، فقبل حكام القدس عرض معين الدين أنر، وأقنعوا الإمبراطور كونراد والملك لويس بضرورة الانسحاب عن دمشق خوفًا من تسليمها لسيف الدين غازي، والذي إن تسلمها، طمع باحتلال القدس، وباقي الإمارات الصليبية، فيما بعد، فيزول الوجود الصليبي كله من الشرق. وبناء على ذلك، انسحبت جيوش الحملة إلى فلسطين، ومنها غادر الإمبراطور كونراد عن طريق البحر إلى القسطنطينية في طريق عودته إلى ألمانيا، بينما تأخر الملك لويس عدة أشهر، ومن ثم غادر بطريق البحر إلى فرنسا، وهكذا انتهت أكبر حملة صليبية بالفشل الذريع بسبب تكاتف الجبهة الإسلامية، كالموصل وحلب مع دمشق وسلاجقة الروم في وجه العدوان، وبسبب توافر إرادة المقاومة والقتال في نفوس القادة، بعكس الوضع الذي حصل خلال الحملة الصليبية الأولى التي حققت أهدافها باحتلال معظم بلاد الشام، بسبب اختلاف هذه الإمارات، وعدم توافر إرادة القتال، وضعف روح المقاومة في نفوس الحكام.

وقد كان نور الدين محمود هو المستفيد الأكبر من فشل الحملة الصليبية الثانية، بعد حاكم دمشق، فقد برزت أهمية الدور الذي قام به وأخوه سيف الدين غازي في إرغام الحملة على الانسحاب عن دمشق خائبين أمام أهل دمشق وعموم المسلمين، وظهرت بالتالي أهمية التعاون والتضامن بين الإمارات الإسلامية في حمايتها من أطماع الفرنجة، وقد كان هذا ما يسعى نور الدين محمود لتحقيقه، باعتباره الخطوة الأولى على طريق الوحدة الشاملة التي كانت تمثل الهدف الإستراتيجي له في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال الصليبي.

لقد أدرك نور الدين محمود، بعد إخفاق الحملة الصليبية الثانية الأهمية الكبيرة لدمشق في مواجهة الصليبيين، سواء من حيث موقعها الجغرافي في مقابلة أكبر إمارات الصليبيين وهي مملكة القدس، أو من حيث إمكانياتها، وكثرة مواردها، وقوتها البشرية، فترسخت فكرة الاستيلاء عليها في نفسه، وأخذ يسعى لتحقيق ذلك، معتمدًا الوسائل السلمية، ومستفيدًا من تجربة والده في هذا المجال (نور الدين محمود، حسين مؤنس، ص96).

  • نتائج الحملة الصليبية الثانية

تمخضت الحملة الصليبية الثانية عن مجموعة من النتائج في تلك المرحلة، ومن بينها:

  • أججت نتائج الحملة الصليبية الثانية عداء الغرب الأوروبي للإمبراطورية البيزنطية؛ إذ أن المعاناة التي لقيها الإمبراطور الألماني كونراد الثالث، وكذلك الملك الفرنسي لويس السابع أثناء خط السير البري في مناطق الإمبراطورية البيزنطية، أكد العداء المتأصل بين الطرفين، وهو عداء سيتراكم طول القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، حتى يصل إلى ذروته مع مطلع القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي.
  • انعكست تلك الحملة على طبيعة الوجود الصليبي في الشرق، فالملاحظ أن الحركة الصليبية، ارتبطت بحلف دفاعي إستراتيجي مع الغرب الأوروبي، الذي وفر لها كل دعم مادي ومعنوي من أجل القيام والازدهار، بل وفر لها كل حماية ممكنة وسط المحيط الإسلامي المعادي، والآن بعد المصير الذي وصلت إليه الحملة الثانية بكل الآمال التي عُلقت على نجاحها، اتضح بجلاء، أن اعتماد الصليبيين على الدعم الخارجي خلال تلك الحملة الفاشلة، لم يُغنهم شيئاً، طالما أن جشعهم ليس له حدود، ولقد ظل الوجود الصليبي في الشرق، أشبه شيء برضيع لم يُكتب له النمو الطبيعي من خلال ارتباطه المرضي بالوطن الأم في أوروبا، وظل الاعتماد على ذلك الوطن نقطة ضعف لذلك الوليد، وهذا ما ينطبق على حالة الكيان الصهيوني في وقتنا الحالي (الحروب الصليبية؛ العلاقات بين الشرق الغرب، محمد عوض، 1999م، ص184).
  • عجز الكيان الصليبي، بإمكاناته المحلية عن تغيير واقع عام 539ه/1144م، وحتى مع الاعتماد على الوطن الأم، وتعليل ذلك إلى جانب أخطاء الصليبيين أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، بل من الآن فصاعداً سيحقق المسلمون الإنجاز تلو الآخر، حتى يتم طرد الصليبيين نهائياً من المنطقة بعد توحيد الجبهة الإسلامية، وتقهقر القوة الصليبية في الساحل الشامي، وخصوصاً في أواخر القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي.
  • بروز نجم نور الدين محمود، فالحملة الثانية، رفعت مكانة نور الدين محمود في حلب ودمشق إلى حد كبير، فعلى الرغم من خشية حكام دمشق من تطلعاته السياسية، إلا أنهم صاروا على علاقات ودية معه أفضل من قبل تلك الأحداث، وأحبه عامة أهل دمشق والمسلمين.
  • كشفت الحملة الصليبية الثانية عن ضعف حكام دمشق، وعجزهم عن مواجهة الزحف الصليبي عليها، ولذلك طلبوا العون العسكري من آل زنكي، ولا ريب في أن ذلك الوهن أدركه نور الدين محمود بصورة مؤكدة على نحو جعله يخطط أكثر من ذي قبل من أجل ضم دمشق، وتوحيد الجبهة الإسلامية (الحروب الصليبية؛ العلاقات بين الشرق الغرب، محمد عوض، ص185).
  • اهتزت هيبة الصليبيين في نفوس المسلمين، بعد إخفاق الحملة الصليبية الثانية؛ إذ يعتبر العديد من المؤرخين بأن فشل الحملة الصليبية الثانية بمثابة نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسلامي الصليبي حينذاك، فبالإضافة إلى أنها أدت إلى انحطاط سمعة الصليبيين في الشام، ولكنها بالحقيقة، شجعت القوى الإسلامية على الغارة بجرأة على الإمارات والحصون الصليبية، ثم أنها كانت المناسبة التي ظهر فيها نجم آخر من نجوم الجهاد الصليبي وقادة المقاومة والتحرير الإسلامي، وهو الملك نور الدين محمود زنكي، والذي أحيا مشروع أبيه لتوحيد الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين، وهو المشروع الذي سيستكمله صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله)، وذلك بتحقيق هدف نور الدين زنكي، بتحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى، وطرد الصليبيين منه.

المصادر والمراجع

  1. تاريخ الحروب الصليبية، ستيفن را نسيمان، ط1، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 1994م.
  2. تاريخ الزنكيين، محمد سهيل طقوش، دار النفائس، بيروت، لبنان، ط2، 2010م.
  3. الحروب الصليبية؛ العلاقات بين الشرق الغرب، محمد عوض، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، ط1، 1999م.
  4. دور نور الدين في نهضة الأمة، عبد القادر أبو صيني، أطروحة دكتوراه، معهد التاريخ العربي والتراث العلمي، جامعة اتحاد المؤرخين العرب، بغداد، العراق، 1996م.
  5. الدولة الزنكية، علي محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط1، 2007.
  6. دولة السلاجقة، علي محمد الصلابي، مؤسسة اقرأ للنشر، القاهرة، ط1، 2006 .
  7. شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، دار ابن كثير، بيروت، مجلد6، 1986م.
  8. الملك العادل نور الدين محمود موحد بلاد الشام ومصر في وجه الصليبيين، زلماط إلياس، مجلة العبر للدراسات التاريخية والأثرية، المجلد 4، العدد 1، 2021.
  9. نور الدين الزنكي شخصيته وعصره، علي محمد الصلابي، مؤسسة اقرأ للنشر، القاهرة، ط1، 2007.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى