الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
بقلم د. عبدالله مؤمن بامؤمن (خاص بالمنتدى)
الأحاديث المتكاثرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وهي القائمة بأمر هذا الدين من جميع جوانبه، وهم ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. شرح النووي على صحيح مسلم ( 13 / 67 ).
ولم يكن عند المتقدمين كبير نزاع، ولم يدع أحد ممن ينتسب لأهل السنة أنه هو الطائفة المنصورة والفرقة الناجية إلا ما كان في القرن الرابع الهجري حين ظهر الخلاف بين الحنابلة والأشاعرة، فصار كل من الطائفتين يدعي أنه الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وغيره هم أهل البدعة والضلالة، حتى كفر بعضهم بعضا !!
وهذه الأحاديث معدودة في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أخبر عن وجود هذه الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية، وبين حقيقتها، فقال: “ما أنا عليه اليوم وأصحابي”.
ولما كان هذا الوصف تدعيه كل طائفة لنفسها، وخاصة في آخر الزمان، جعل النبي صلى الله عليه وسلم لها مكانا معينا تعرف به عند الاختلاف، فحين قال الصحابة رضي الله عنهم: أين هي يا رسول الله ؟ قال: ” ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس “.
ولا تجد ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس في هذا الزمن الذي تدعي فيه كل طائفة أحقيتها بهذا الوصف طائفة فيها المواصفات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، وهم ظاهرون على الناس ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻷﻭاء ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ “، فهذه المواصفات أولى وأظهر تحققت فيها هي حركة حماس المنتشرة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس !!
فمن كان مؤيدا لها وداعما وداعيا لها في أي شبر من الأرض، وكان من أهل السنة والجماعة، فهو من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، ومن كان على خلاف ذلك فليراجع أمره.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى ( 3 / 549 ): “ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺄﻛﻨﺎﻑ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺑﺄﻛﻨﺎﻑ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ اﻟﻴﻮﻡ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺑﺮ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻫﻲ ﺃﻗﻮﻡ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﺑﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ ﻭﺟﻬﺎﺩا ﻋﻦ ﺷﺮﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﻮﻛﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ “. انتهى كلامه.