روى الداعية الإسلامي الدكتور سلمان العودة، في ختام معرض الكتاب الأول بمدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، تجربته في الكتابة خلال حياته، متطرقا إلى الكتب التي ألفها.
وفي منطقة السلطان أحمد بقلب مدينة اسطنبول، احتشد مئات المواطنين العرب من مختلف الجنسيات لمتابعة المحاضرة التي ألقاها الدكتور العودة، حيث لم تتسع الأماكن المخصصة للحضور، وأمضى كثيرون فترة الندوة وقوفا.
واستعرض العودة تجربته في الكتابة، متناولا أبرز الصعوبات التي واجهته، ومقدما بنفس الوقت نصائح لمن يودون خوض هذه التجربة.
ووجه الحضور عشرات الأسئلة للداعية العودة، تنوعت ما بين تساؤلات عن كتاباته، والاستفسارات المتعلقة بحيثيات بعض الكتب، ولم تغب الموضوعات العربية والإسلامية عن أسئلة الحضور.
وقال العودة في الندوة عن أول كتاب ألفه “بداية قدمت محاضرة عن السيرة النبوية، ومن ثم قدمت محاضرة أخرى وبفضل الله حولت هاتين المحاضرتين إلى كتاب، تناولت فيه مواضيع عن التيسير والتشديد وإلخ، وقدم له شيخ المدينة آنذاك وشيخي صالح الذكير، ولكن كانت الحملة المضادة أقوى مني ومن الشيخ”.
وأضاف “كنت شابا طريا ليست لدي القدرة لتحمل هذه الكلمات، وفي الخطب، وبعدما تصاعد الحملات يوشك المرء ان يحمل راْسه إلى العاصفة، ولكن صبرت ومن معي، حتى هدأت هذه الأمور، وكل شيء يبدأ أولا شديدا، ثم يهدأ”.
وشدد على أن “تلك الحملة أعطتني دفعة وجرأة أكبر، وهي بمثابة تطعيم، وبعدها لا يعود المرء يكترث لتلك الألغام، التي تنفجر إلا بمقدار ما تصحح من خطأ، ريما تسمع من أحدهم خطأ ما عندها يمكن أن تصححه”.
وفي نفس الإطار، بين أنه “رغم الحملات التشويش في مختلف الوسائط، إلا أني استمع إلى من يقول لي أني جيد، ويمكن تحمل ذلك ويتساءلون كيف، وأنا أقول الحمد لله، الفضل لله أولا، ومن ثم الجرعة التي حصلت عليها، عندما كتبت كتابي أول مرة، عندما كان عمري ٢٣ سنة فقط”.
ولفت إلى أن “هذه الانتقادات علمتني أن أهدأ، وبأن أواجه العاصفة بالهدوء، وهو ما يعطي دفعة للإنسان من أجل المواجهة كذلك”.
وعن تجربته في كتابه الغرباء، قال: “حاولت طرح فكرة معينة، وهي الأحاديث عن فرقة من الأمة، وهي الناجية، حيث إنها الأكبر وتأخذ بالأحاديث الصحيحة وقلت أنها ناجية، وأنا أبحث في السنة وجدت أن الأحاديث التي وردت في كتب فرقة من الأمة ناجية وهي منصورة فقلت في بحثي إن أهل الفرقة أوسع لأنها تشكل شريحة واسعة منها”.
وتابع القول “أما الطائفة المنصورة أخصّ وتعني الذين يصبرون ويصابرون، ويعملون في الميدان وينصرون، فقامت علي حملة تتهمني بالابتداع، وواجهت حملة كبيرة، وهناك من أيد من العلماء المعروفين، مما لطف الأمور”.
كما شرح ما حدث في كتاب “افعل ولا حرج”، وهو عن أزمات تواجه الحجاج، وحالات كثيرة، و “تحدثت في التيسير، وتوسعة ومراعاة المذاهب الأخرى، وقدم له علماء أفاضل، ونشر الكتاب ووزع خيريا بالملايين، وواجه حملة كبيرة، وبعضهم نقده بشكل علمي وموضوعي وهو مقبول، لكن تبع ذلك ردود ومذكرات وكتب ليس فيه موضوعية بل هي تشهير”.
كما أوضح العودة أنه “أخيرا كتبت كتابا على خلفية الربيع العربي، وهو حديث عن واقع، وفي أول صفحة قلت فيه بأنه لا ثورة إلا بسبب الانحراف والفساد”.
وفي نفس الإطار، أشار إلى أن “هناك برامج حولتها لكتب منها برنامج ميلاد، حيث تحول لكتاب من ٤٠٠ صفحة، يتحدث عن العادات، وعندما ألقي محاضرات أنسى نصف ما كتبته، وأصل مادة كتاب العادات مثل الزنزانة، هو أصله برنامج”.
وتابع القول “وبعدما وضعنا عنوان الزنزانة، تفاجأنا بأنه لا يوجد في القواميس العربية، فتحايلنا بأول صفحة بالقول بأن الكلمة لم تتسع لها المعاجم العربية، لكن اتسع لها الواقع العربي”.
وتطرق العودة إلى قصص عدد من الكتب، منها كتاب “كذلك علمني موسى”، ولها قصة “في الفترة التي مضت كنت أسافر وأشعر بضيق وبحصار، فعشت وعقلي ووجداني وكياني مفتوح بطريقة غريبة، وكأنه شخص اعرفه، وقدمته في برنامج، موسى الذي يتصرف بعفوية وبطريقة غريبة جدا، تروي قصته وحكايته”.
وتلقى العودة عددا كبيرا من الأسئلة من قبل الحضور، أجاب عليها بعفوية وصراحة، لتنتهي الندوة بسيل من المعجبين به، ممن يرغبون بالحصول على توقيع لكتبه، والتقاط الصور التذكارية معه.
المصدر: الاسلام اليوم.