مقالاتمقالات المنتدى

العلمانيّون العرب (١)

العلمانيّون العرب (١)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

علّمنا الإسلام أنّ الغاية لن تبرّر الوسيلة! وأنّ شريعة اللّه هي أغلی ما نملك! وألا فروق البتّة بين طاغوت عربيّ وأجنبيّ! وأنّ الأرض أرض اللّه ﷻ والنّاس عباد اللّه! ويجب علی من يعيش في أرض اللّه تعالی ويأكل من خيرات اللّه أن يتحاكم لأوامر اللّه: عقيدة وشريعة ونظام حياة وإلا فليتّخذ ربّا سواه! وقد علّمتنا الصّحوة الإسلاميّة وتجارب هذه الحياة الدّنيويّة أنّ دعاة التّغريب من اليمين أو اليسار يمكرون مكرا قد تهتزّ منه الجبال بسعيهم الجادّ بدعم من حكومات غربيّة لتنحية الإسلام عن الحياة اليوميّة ولقيام سلطة علمانيّة بحجج واهية منها وجود فصائل يساريّة في منظمة التّحرير الفلسطينيّة! وقد سبق أن كشّر اليسار عن أنيابه بهذه الدّيار وصرّح بوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئيّة: بأنّ فلسطين لن تعود لحقب التّخلّف والرّجعيّة والظّلام والسّلفيّة وطالب السّلطة الوطنيّة: بتطبيق السّيداويّة علی جماهيرنا الأبيّة؟! وسبق كذلك أن طالب غزّة الأبيّة: بعدم القصاص من القتلة المجرمين بزعم أنّ ذلك يتعارض مع ما يسمّی بالمعاهدات الدّوليّة! وأخشی ما أخشاه أحبّتي في اللّه: أن تتكرّر المسرحيّة التي حدثت في ميدان التّحرير بالقاهرة في زمن الانتداب البريطاني لمصر يوم أن تحرّرت العشرات ممن كنّ ربّات الحجال: من الجلباب والشّال ومزّقنه ودسن عليه بحجّة سهولة مقاومة الاحتلال؟! ونسي كثير من النّاس في غمرة الأحداث حقيقة هذه الحركة النّسائيّة التي تدثّرت برايات المقاومة الشّعبيّة ثمّ رفعت شعارات الوطنيّة ونجحت من ثمّ بمعارضة الأحكام الشّرعيّة! ونقول في الختام للعلمانيّين في فلسطين: لقد تأسّست منظّمة التّحرير لتحرير فلسطين من النّهر إلی البحر وليس لتحريرنا من تعاليم الدّين وتطبيق السّيداويّة المخزية علی جماهيرنا الإسلاميّة الأبيّة وعلی فرض نجاح اليسار في فرضها علينا بهذه الدّيار فلن نعترف بهذه المنظّمة العلمانيّة ولو تستّرت بثياب الوطنيّة؟! واللّه أكبر علی زندقة [السّرطان الأحمر]!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى