تلعب الفرنكفونية التي تدير الحكم في الجزائر لعبة ماكرة , هدفها إبقاء الجزائر إقطاعية سياسية واقتصادية فرنسية ، عبر مزاحمتها بالصراعات الداخلية والمذهبية ، وقد اعتدنا على القراءة عن مطالبة الأمازيغ بحقوقهم أو ملف الإرهاب والتشدد أو الصراع بين النظام الحاكم والمعارضة الإسلامية . لكن الجديد في اللعبة الجزائرية ما كان سراً وفضح مؤخراً على لسان (عدة فلاحي) الذي شغل منصب مسؤول الإعلام في وزارة الشؤون الدينية الجزائرية في عهد الوزير بوعبدالله غلام الله ، الذي قال بأنه تشيع سياسياً و في قلبه كل الميل لإيران!!
جاءت أقوال المسؤول الجزائري في برنامج (شارع الصحافة) الذي تبثه قناة الشروق المحلية حيث اعترف بأنه زار إيران 3 مرات في آخرها في شهر فبراير الماضي.
الفلاحي أقر أيضاً أن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر الوزير السابق غلام الله بوعبدالله يكن نفس المشاعر اتجاه إيران، ذلك الأمر يؤكد أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية كانت ولا تزال تمارس لعبة قذرة , أصلها إخفاء حجم انتشار التشيع في البلاد والتقليل من شأنه ، تماشياً مع موقف السلطة السياسية من إيران، ويخدم ذلك النظام الجزائري في أمر هام , وهو التصدي لصعود الجماعات السلفية التي تنافس حزبه في الانتخابات القادمة في مايو 2017.
وقبل ذلك وجه غلام الله دعوة لإيران بهدف تبادل العلماء والدعاة بين البلدين، الأمر الذي أثار في حينه ردود فعل جزائرية غاضبة، لكن ذلك الغضب الشعبي تجاه نهج غلام الله لم ثن وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي عن استضافة وزير الثقافة و الإرشاد الديني في إيران , رضا صالحي أميري في الجزائر, ويكرر تصريحة بشأن الاستفادة من التبادل الثقافي بين البلدين لمحاربة التكفير و التشدد!!.
واعتبر وزير الثقافة الجزائري أن هذه الزيارة بداية فصل جديد من العلاقات بين البلدين، قائلاً : “للثقافة دور لا مثيل له في تطوير العلاقات ولحسن الحظ ، أن للبلدين خطوات مهمة في مجالي السياسة والاقتصاد ونحن حريصون على اتخاذ نفس الخطوات في مجال الثقافة”.
من أبرز الشخصيات التي تجاهر في ولائها لإيران على الفضائيات الجزائرية وخصوصاً فضائية الشروق وصحيفتها الورقية، الزبير عروس , وهو ناشط وكاتب سياسي متشيع، ورشيد بن عيسى. يقول الدكتور مختار حماحمي رئيس فرع جمعية علماء المسلمين بوهران سابقاً، “منذ انطلاقات الثورة الخمينية في الثمانينيات والجزائر مثلها مثل بقية البلاد السنية مستهدفة من قبل إيران، لذلك بدأت إيران باستهداف بلادنا عبر بعض الشباب الجزائري الذين تواصلوا مع المرشد الإيراني خلال سنوات منفاه في فرنسا، وهؤلاء معروفون للجميع”.
نور الدين المالكي جزائري مختص في الشأن الشيعي , يقول عبر تغريده على حسابه في تويتر، الشيعة حاليا في الجزائر يعيدون ترتيب حساباتهم، وترتيب الأوراق وتوزيع الأدوار من أجل لعب دور أهم في المرحلة القادمة، خاصة في الانتخابات البرلمانية في مايو2017.
تركز إيران على صناعة النفوذ في الجزائر بشكل خفي منذ عقود، لكن الفترة الأخيرة ظهرت بعض مناطق نفوذ سكنية للشيعة في مدن جزائرية , مثل تبسة على حدود تونس، و في وهران عاصمة الغرب الجزائري، و يدرس عدد من أبناء تلك المنطقة في الحوزات العلمية في إيران، و يقوم الشيعة في تلك المناطق بأداء بعض طقوس الشيعة في العلن.
وقبل مدة تم عرض فيديو على (يوتيوب)، يظهر عدداً كبيراً من شباب مدينة وهران، مرددين تسابيح شيعية، مع اللطم بالأيدي على الصدور بطريقة جماعية، كما ظهر معهم بعض الصبية الصغار.
وفي ولاية قسنطينة، يتركز وجودهم في مدينة زيغود يوسف، التي يتزعم الجماعة فيهم أستاذ جامعي في جامعة قسنطينة، وله رحلات مكثفة إلى قم. وتذكر مواقع جزائرية مختلفة أن الأجهزة الأمنية تمتلك قوائم كاملة بأسمائهم , لكنها لا تحرك ساكناً، وهذا الأمر يؤكد أن التشيع لعبة تقوم بها الدولة الجزائرية منذ العشرية السوداء بهدف إشغال الإسلاميين الطامحين في حكم البلاد، ولا يستبعد أن يتم استخدام الشيعة في الانتخابات البرلمانية لإفشال القوائم الانتخابية التي أعدتها أحزاب مثل حركة مجتمع السلم والنهضة.
وفي تصريح صدر عن الشيخ علي بلحاج أحد قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ قال :” : “نحن نعلم أن النظام الجزائري قريب سياسياً من إيران، ونعرف أن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، وزيارة مفتي سورية إلى الجزائر، كل ذلك من المؤشرات التي تدل على أن النظامين الجزائري والإيراني في خندق واحد”.
وقال: ” قد تعايش الشيعة في العديد من الدول العربية، وألفوا الكتب وتم الرد عليهم، وتبين أن حجتهم ضعيفة، لذلك لجأوا إلى التشيع السياسي، وهذا هو مصدر الخوف على الجزائر”.
من مظاهر التشيع في الجزائر ما قاله وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى خلال مقابلة له مع قناة النهار المحلية ذكر فيها أن بعض المدارس الدينية في الجزائر تقوم بالترويج للتشيع , ولم يمانع الوزير ذلك مكتفياً بالتنبيه لأهمية محاربة (الإرهاب).
صادق سلايمية كاتب صحفي وناشط إعلامي , سطع نجمه كمنظر للتشيع في الجزائر، عرف بدفاعه المستميت عن سياسات إيران في المنطقة، وعلى شاشة قناة الشروق كرر لمزة وهمزة بصحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام .كما طال تهجمه على المملكة العربية السعودية ورموز العلم الشرعي فيها وأبرز شيوخها.
نقلت صحيفة أخبار اليوم الجزائرية عن زعيم تنظيم صحوة المساجد الحرة عبد الفتاح حمداش قوله: “إن سفارة إيران في الجزائر تنشر التشيع بأساليب أخطبوطية”. وتحدث عن وجود 3 آلاف شيعي في الجزائر ينتشرون حسب قوله في مناطق عديدة، مشيراً إلى “وجود شيخ شيعي يحضر أغلب تجمعات المتشيعين، أو ما يسمونه الحسينيات التي يقيمونها في أماكن سرية”.
إن أبرز منابر التشيع في الجزائر هو الفضائيات الشيعية المنتشرة التي تستضيف شخصيات وهمية و تعرف بها على أنها شخصيات جزائرية تشيعت , و تتحدث عن تجربة ما تسميه “هدايتها”، كذلك مواقع الإنترنت و التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية التي تدعم التشيع السياسي من خلال تأييد مواقف إيران في الجزائر و اليمن، و تبييض صفحاتها السوداء بحق المسلمين السنة في العراق، حتى أن قناة الشروق تحافظ دائماً على نقل طقوس يوم عاشوراء وغيرها من المناسبات على أنه ميراث آل البيت.
التشيع في الجزائر لعبة سياسية , غايتها ضخ المزيد من الصراعات الداخلية لإشغال الناس عن حقوقهم الأساسية , وإبعاد الإسلاميين عن المنافسة السياسية .
(المصدر: موقع المثقف الجديد)