مقالاتمقالات مختارة

العلمانية وصناعة الانتكاسة .. «رهف القنون نموذجا»

العلمانية وصناعة الانتكاسة .. «رهف القنون نموذجا»

بقلم عبد المنعم إسماعيل

تسعى العلمانية من خلال تجريف العقل من ثوابت صناعة اليقين والاستسلام للشريعة الربانية إلى تهيئة الواقع العقلي للأفراد والتجمعات البشرية لما يعرف بالقبول بمفردات الفكر التغريبي والحداثي الذي لا يفرق بين التوحيد والتثليث أو بين الإسلام وبين الكفر المخالف للفطرة التي فطر الله الناس عليها فحصاد المناهج الليبرالية ورعاية التشكيك في الثوابت دائما يكون تغريب أو الحاد او ردة عن الدين بشكل عام سواء بقبول التنصير أو اليهودية بمنهجية صهيونية حاقدة على الإسلام ومفرداته الربانية.

رهف القنون وحصاد الانحراف العقدي من خلال بدايات ومآلات .

فالبدايات دائما تكون في قبول التعامل مع نزعات شياطين التقليد للغرب سواء في التفكير أو في الاستدلال.

ثم قبول الطعن في القيادات العلمية للمجتمع السني السلفي حتى يتم نزع المهابة من العقل والقلب تجاه طبقة العلماء والدعاة ثم استهجان منهجية الإسلام في صيانة المجتمع وتوظيف الحجاب والحرص والغيرة على الأعراض على أنها تشدد وتطرف ومنع للحريات لتهيئة النفس لفكرة الانقلاب على العادات والتقاليد، أولا. ثم الانقلاب على الفطرة، ثانيا. ثم الانقلاب على السلفية، ثالثا. ثم الانقلاب على الوطن، رابعا. ثم اللحاق بدول ترعى الكفر منهج حياة مثل كندا أو بريطانيا أو عموم بلاد الغرب سدنة التغريب والعلمانية وهما أداتا الحرب على الإسلام في الواقع المعاصر.

فالبدايات تجهيل واستخفاف واستعجال لمحرقة العقل والقلب والوعي.

ثم المآلات:

زيادة في تشغيب العلمانية على عقول عوام الناس.

السعي لتمكين أفراخ العلمانية من سدة الحكم في بلاد المسلمين ظنا منهم ان العلمانية علاج التشدد الغريب عن الدين.

غرس بذور الشقاق في المجتمع المسلم والسعي لصناعة تيار يتبنى التشكيك في شباب المسلمين عامة وشباب بلاد الحرمين والجزيرة العربية خاصة.

العلاج:

مزيد من حراسة الثوابت وإدارة المتغيرات بما يحقق المصلحتين

الأولى صيانة الدين والثانية صيانة المجتمع به.

حراسة حقوق العلماء والشباب من خلال منهجية نشر الوسطية السلفية.

الحذر من الخلوة بالمعصية المصاحبة للشبهات أو الناتجة عنها لأنها أقوى أسباب الانتكاسة.

الاهتمام بعالم التواصل الاجتماعي حيث تمثل الشخصيات المبهمة والمتدثرة خلف أسماء ظاهرها الرحمة وباطنها الجهل احد اخطر آليات نشر مفاهيم الانحراف المجتمعي

سواء بالإفراط أو التفريط.

عدم تمكين أشباه المثقفين، أو حملة أفكار الانحراف العقدي من عقول الناس مثل خالد منتصر أو إسلام البحيري وتركي الحمد والحبيب الجفري وأفراخ مدرسة بورقيبة وأذناب أتاتورك الجدد، من نشر مناهجهم التي تستخف بالشريعة والتراث والسنة المحمدية بدعوى ظالمة وهي الحداثة والتجديد والعقلانية وما هي من العقلانية في شيء بل هي تمرد جاهلي على ثوابت الدين وأصول الاعتقاد وثوابته.

نشر ثوابت اليقين والرسوخ العقدي لشباب الأمة فالأمة ليست رهف القنون وانتكاستها عافانا الله منها أمر ليس بغريب ففي التاريخ شخصيات مشابهة ولا غرابة لكن معظم شباب الأمة على خير بل توجد آلاف من الشباب الغربي يدخلون في دين الله بلا ضجيج ولكن مكر الإعلام الغربي والعلماني يريد أن يستثمر الحدث كأنه ظاهرة وهذا تزوير للحقيقة والواقع.

وأخيرا.. يبقى الأمل حيث:

يقول تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى