مقالاتمقالات مختارة

العلمانية والفشل.. علاقة تلازم

بقلم عبد المنعم إسماعيل

العلمانية والفشل.. علاقة تلازم

تمهيد.. أولاً نقول:

العقيدة صنعت التاريخ وتحكم الواقع و تضع رؤية للمستقبل .

ومن ثم نتساءل:

هل من العقل أن يأتي الخير من منهج انقلب على مراد الله ثم على معايير العدل؟ هل من الحكمة أن تجني الأمة ثماراً إيجابية عقب توارث الخلل في التصورات الحاكمة لطبيعة نظرتهم للدين والحياة؟

كيف تنشد توفيقاً وإصلاحاً بعيد عن معايير الجودة في اختيار رجالات المرحلة التي تتدرج بوعي وتعي بشمولية لتشمل كافة النواحي القاضية بإدارة اليوم على وفق تجارب الأمس لنصل بهما للمستقبل.

ومن ثم نقول

العلمانية في البلاد العربية فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أدنى النجاحات في مختلف المجالات خاصة المجال الاقتصادي والقرن المنصرم شاهد على توارث النكسات الاقتصادية بسبب استدعاء فكرة الديكتاتورية لقمع الوعي داخل العقول ومن ثم منع توالد وتكاثر مفاهيم الإصلاح الشامل داخل المجتمع بعد معايشته كخيار للفرد المسلم الذي نجح في إدارة ما يستطييع تحقيقه بعيد عن وهم مطلق الآمال.

تلازم العلاقة في النجاح الاقتصادي فرع عن طبيعة الولاء للمشروع العقدي الحاكم لأطراف النزاع في الواقع العالمي وهم أصحاب النعيم الذين يعيشون التنازع البيني مما جعلهم أدوات عند أصحاب الجحيم من يهود وصليبيين وباطنية الفرس وعلمانية الغرب بأدواتهم الشرقية.

كل محاولة لتسويق الانتكاسة العقلية في أدبيات الوعي ومراحله تعتبر محاولة استهلاكية واستنزافية لطاقات العنصر البشري الذي يعشق منهج التبرير في توارث الشلل الفكري أو الهوس العقلي بالرضا بالإشارة لغربان الشؤم الاقتصادي في الواقع المعاصر وإن كانت الإشارة مهمة غير أنها يجب أن تفارق عنصر الرضا بها إلى عنصر السعي لتحمل المسؤولية في دفع عجلة الفقر الذي بريد الكفر وأحد أهم أدوات المدرسة العلمانية في تغيير طبيعة المد الفكري للعقول المحتلة في الواقع المعاصر.

حين أصبحت العقول العربية أدوات مستباحة يعاد ترتيبها على وفق توارث الانكسار أمام المشاريع التغريبية القاضية بفكرة ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.

ليس من الوعي الموازي محاولة توارث النزاع بين أولويات العمل الإصلاحي للواقع المعاصر لأن الواقع به عقول ناظرة ليست على التوازي في إمكانيات العمل في شتى المجالات فمن نجح في التوصيف الإصلاحي الاقتصادي عليه أن يهتم به ولا يلمز رموز الوعي الاجتماعي أو العقدي أو الفكري أو الأدبي أو اللغوي أو السياسي فمن تدرج كان أن بصل ومن تعجل استطاع أن يقمع فكرته في مهدها ومن صادم السنن توارث الانتكاسة بل وحملها رؤية للأجيال القادمة التي عشقت الغرق في ثياب الأجداد وهجرت أصوليتهم ومعاصرة المتغيرات في حياة الأحفاد ومن ثم التيه.

كن فاعلاً في معايشة معركة الوعي وابدأ من حيث ترى النجاح موازي أو حليف لمراد الله عز وجل وتاريخ الأمة وواقعها.

وأخيراً نقول : العقيدة صنعت التاريخ وتحكم الواقع وتضع رؤية للمستقبل.

 

 

(المصدر: جريدة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى