مقالاتمقالات مختارة

العلماء ورثة الأنبياء (2-6)

العلماء ورثة الأنبياء (2-6)

بقلم د. زغلول النجار

ومن مبررات هذا التكريم أن الله تعالى خلق الإنسان بيديه، ونفخ فيه من روحه، وعلمه من علمه، وأسجد له الملائكة، واستخلفه في الأرض.

فكان كل من الإيمان الصادق والعلم النافع من أهم مبررات تكريم الإنسان الذي من الله تعالى عليه بكل من الروح والعقل والقلب،

ومختلف الحواس، وغرس في جبلته الإنسانية الشهادة بالربوبية الحقة لله الخالق، فقال عز من قائل:

 {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (الأعراف: 172).

ومن رحمة الله تعالى أنه لم يكل الإنسان إلى ما وهبه من ملكات، بل جعل أبانا آدم عليه السلام أول الأنبياء،

ثم أرسل لهداية البشرية مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي، واصطفى من بينهم ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا،

كان خاتمهم أجمعين سيدنا محمد ﷺ.

ولما كان الوحي قد انقطع بوفاة آخر المرسلين،

تعهد ربنا سبحانه بحفظ رسالته الخاتمة حفظا مطلقا إلى ما شاء الله، وهي الرسالة السماوية الوحيدة التي حظيت بهذا الحفظ،

ومن هنا كانت لازمة لهداية البشرية قاطبة إلى قيام الساعة.

وبالإضافة  إلى ذلك الحفظ أوكل ربنا سبحانه وتعالى إلى أهل العلم القيام بالتبليغ عن هذا الرسول الخاتم.

وعلى الرغم من كل هذه النعم التي من الله تعالى بها على الإنسان،

إلا أن البشرية من زمن قوم نوح عليه السلام وإلى يومنا الحاضر ظلت تتردد بين الإيمان والكفر،

وبين التوحيد والشرك، وبين الاستقامة على منهج الله والخروج عليه.

ولما كانت حياة الأنبياء قد تراوحت بين بضع مئات وبضع عشرات قليلة من السنين،

وكانت الفوارق الزمانية والمكانية بين غالبيتهم كبيرة – على الرغم من كثرة أعدادهم –

كان لا بد من أن يقوم العلماء بالدعوة إلى الإيمان بالله في غيبة الأنبياء حتى لا يندثر الحق فيضل أهل الأرض.

لذلك قال رسول الله ﷺ:

(وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه بحقه أخذ بحظ وافر).

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى