توفي اليوم الأحد في الرياض العلامة الدمشقي د. محمد أديب صالح (91 عاماً) من علماء بلاد الشام، أستاذ ورئيس قسم القرآن والسُّنة بجامعة دمشق، وأستاذ أصول الفقه بكلية الحقوق فيها، وأستاذ ورئيس قسم السُّنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سابقاً، ورئيس تحرير مجلة “حضارة الإسلام”.
ولد المرحوم عام 1926م في قطنا جنوب غرب دمشق، توفي والده وعمره ستة أشهر فتولت أمه رعايته، تخرج على يديه آلاف الطلبة الجامعيين، ومئات من أساتذة الجامعات في سورية، والأردن، والسعودية، صحب د. مصطفى السباعي، وأفاد منه الكثير، وخلفه في مجلة “حضارة الإسلام”.
التزم بحلقات العلم على أيدي نخبة من العلماء الأفاضل وفي مقدمتهم الشيخ إبراهيم الغلاييني، مفتي قطنا، التي مهدت للقدرة على إمكان التعامل مع بعض من أمهات الكتب في الشريعة واللغة العربية، ساعد على ذلك حفظ عدد لا بأس به من المتون.
وتولى رئاسة تحرير مجلة “حضارة الإسلام” من عام 1964 وحتى عام 1981م، وهي مجلة محكمة كانت تصدر في دمشق، وقد استودعتها عدداً وافراً من الافتتاحيات والبحوث والمقالات يربو عدد صفحاتها على 1500 وقد حددت طبعها في مكتبة العبيكان بمجلدين وكان ذلك بعنوان “معالم في الغاية والمنهج”.
أسهم في التوجيه العلمي الدعوي والمشاركة في عدد من الندوات والمحاضرات، مع القيام على عدد من الحلقات العلمية المتخصصة في أصول الفقه وأصول الحديث وتفسير النصوص في الكتاب والسُّنة والإسهام في التوعية الإسلامية، فضلاً عن المشاركة في النشاط العلمي والدعوي في كل من قطر والكويت، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، والمشاركة الفعالة في الندوات العلمية والتربوية التي كانت تنظمها كلية الشريعة بجامعة دمشق والتي أسهمت في تكوين الطالب والطالبة والارتقاء بهما إلى مستوى السلوك الذي فيه تتحقق أهداف في الإعداد العلمي والتربوي.
كما تولى إلقاء خطبة الجمعة في مسجد جامعة دمشق خلال الأعوام: 1964 – 1969م، وهو مسجد كبير تشرف عليه كلية الشريعة وتؤمه أعداد كبيرة من الأساتذة والطلاب – من مختلف التخصصات – وكبار المثقفين، وقد كانت الخطابة فيه موجهة بحيث تكون صورة من صور التكامل العلمي والفكري مع العمل الجامعي في كليتي الشريعة والحقوق.
وتتقدم مجلة “المجتمع” بخالص التعزية والمواساة في وفاة د. محمد أديب صالح، داعية المولى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وتلامذته الصبر والسلوان.
(المصدر: مجلة المجتمع)