العقرب والضفدع
بقلم د. عبداللله المَشوخي (خاص بالمنتدى)
من القصص التي فيها عظة وعبرة قصة العقرب والضفدع.
يُقال: ان عقربا أراد أن يعبر النهر ولأنه لا يُجيد السباحة طلب من الضفدع أن يحمله على ظهره كي يعبر النهر.
اعتذر الضفدع قائلاً: أخشى أن تلدغني.
قال العقرب: “كيف الدغك وأنا على ظهرك؟! إن لدغتك سوف نغرق سويا”
اقتنع الضفدع بحجة العقرب وحمله على ظهره وفي منتصف النهر لدغه العقرب.
صاح الضفدع مذهولا وقال: “لماذا فعلت فعلتك القاتلة؟” فأجاب العقرب هذا طبعي … فغرق الاثنان معا.
هناك فئة من الناس طبعها خبيث كطبع العقارب، مهما أحسنت إليها أو ساعدتها أو قدمت لها خدمات فلا تجد منهم سوى نكران الجميل أو الجحود وعند حاجتهم تجد منهم الكلام المعسول والابتسامة الصفراء وحالهم كما وصفهم الشاعر:
لا خير في ود امرئ متملق * حلو اللسان وقلبه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة * و يروغ منك كما يروغ الثعلب.
على ناكر المعروف أن يتعظ بقصة الثلاثة من بني إسرائيل (الأبرص الأقرع والأعمى) وكيف كان مصير من أنكر المعروف منهم ومصير من حفظ المعروف.. فإياك ثم إياك من نكران الجميل، وتذكر أن شكر صانع المعروف من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ).
وبالمقابل فإن هناك فئة من الناس طيبة المعشر صاحبة معروف تحسن الظن بالآخرين وتحمل الأمور على محمل حسن.
تتعامل وفق فطرة سليمة وقلب نقي وتحمل الأمور على محمل حسن.
هذه النفوس السامقة تنطلق من خلق رفيع متأسية برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقبل أعذار المنافقين وهو يعلم كذبهم وعدم صدقهم على أمل أن يهتدوا حتى بلغ بهم سوء الظن برسول صلى الله عليه وسلم درجة أن وصفوه أنه (أُذن) أي يسمع كل شيء ولا يميز بين الصادق والكاذب.
بعض الناس للأسف الشديد يسلك مسلك المنافقين حيث يفترضون بأصحاب النفوس الطيبة السذاجة والغفلة وسوء التقدير وما علموا أنهم أصحاب فطنة وفهم ووعي ولكن أدبهم الجم وحسن خلقهم الرفيع دفعهم لغض الطرف والتغاضي بل والتغافل عن كثير من الأمور والقضايا من باب طيب معشرهم وحسن طبعهم.
هؤلاء حرصوا على معاشرة الناس بحسن الخلق الذي يبلغون به درجة الصائم والقائم..
هؤلاء أكمل المؤمنين إيمانا.. .
هؤلاء هم الذين أثقلوا موازينهم يوم القيامة بالحسنات .. جعلني الله وإياكم منهم …