مما صدر حديثاً عن مكتبة دار الزمان بالمدينة المنورة، كتاب: العصرانية، مفهومها وجذورها ومسيرتها ومعالمها وآثارها، للدكتور: عبدالعزيز بن سعد آل محسن القرني، وأصله رسالة علمية نال بها المؤلف درجة الدكتوارة.
والكتاب يقع في ٣٦٠ صفحة، من القطع المتوسط، طبع عام ١٤٣٥هـ.
– أشار المؤلف إلى سبب تأليف الكتاب في ظهور جيل من أبناء المسلمين انبهروا بالغرب وأعجبوا بتقدمه المادي، فأرادوا نقل نموذجه في الإصلاح والتقدم إلينا… متناسين الفوراق الجوهرية بين دين الإسلام وأديان الغرب ومذاهبة، فأخضعوا الإسلام لثقافة الغرب.
قسم الكاتب كتابه إلى ثلاثة فصول:
– الفصل الأول: بين مفهوم العصرانية وجذورها ومسيرتها في الفكر الغربي.
وقد فرّعه إلى مبحثين: الأول: مفهوم العصرانية والمصطلحات ذات الصلة بها، والثاني: حول جذور العصرانية ومسيرتها في الفكر الغربي.
– وفي الفصل الثاني: تحدث عن جذور العصرانية ومسيرتها في العالم الإسلامي: وقد قسمه كذلك إلى مبحثين:
الأول: في جذور العصرانية في العالم الإسلامي، والثاني: في مسيرة العصرانية في العالم الإسلامي، مستعرضاً الأعلام البارزين في مسيرة العصرانية في العالم الإسلامي.
– الفصل الثالث: بين المعالم الفكرية للعصرانية وآثارها في المجتمع الإسلامي وهو كذلك مبحثين:
الأول: المعالم الفكرية للعصرانية، والثاني: آثار العصرانية في المجتمع الإسلامي.
اتسم الكتاب بالوضوح وتبسيط المعلومات والأفكار، والاختصار نوعاً ما، مع حسن السبر والاستيعاب والتقسيم، دون استغراق في المباحث ولا استطراد في النقاشات.
وهو كذلك لا يغرق في الجدليات العلمية والفلسفية العميقة وكل ذلك يلائم القارئ المبتدئ الذي يرغب في التعرف على هذا الفكر بطرح قريب المتناول.
– وقد يكون الكتاب أكثر فائدة لو أن الكاتب تتبع أطروحات العصرانية وأفكارها المعاصرة، التي ألهبت معتركات الفكر والإعلام والوسط الثقافي، فقد كان جل تركيز الكاتب على الطرح العصراني في المرحلة التاريخية السالفة إلى العقود القريبة، ورغم أن هذه الفترات قد أشبعت بحثاً وردوداً، فإن هناك من الطرح المتجدد لهم ما يستحق الوقوف عنده،،
فالقارئ قد قرأ كثيراً عن: الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وأحمد خان، والأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد فريد وجدي، وقاسم أمين، ومحمد الغزالي، ومحمد عماره، وفهمي هويدي.. وأمثالهم كثير.
ورغم أنه أشار إشارات يسيرة جداً إلى بعض النقولات لجيل العصرانية الجديد من بعض الصحف، إلا أنه كان من الأنفع للقراء لو جعل فكرهم وطرحهم محوراً من محاور كتابه مبيناً معالم أفكارهم وخطورة دعواتهم ومما تجدد من شبهاتهم.
(المصدر: مركز البيان للبحوث والدراسات)