بقلم د. سامي عامري
شاهدت منذ أيام قليلة مناظرتين عن العالمانية والإسلام شارك في الأولى الدكتور على السند وفي الثانية الدكتور مطلق الجاسر مع عالمانيتين كويتيتين من الطرف الأقصى للعالمانية الكويتية.. الشيء الذي شدّني في هاتين المناظرتين (بالإضافة إلى ضحالة ثقافة الفريق العالماني وإدمانه كليشيهاته اللطمية، في مقابل وعي الفريق المقابل بجوهر الرؤية الكونية العالمانية ولوازمها العقدية والسياسية) تكرّرُ حديث الفريق العالماني عن حق “الأقلية المسيحية” في التمثيل البرلماني في الكويت، فهي أقلية مضطهدة سياسيا عنده!! ولما سألتُ عن عدد النصارى في الكويت (وهي أسر نصرانية قادمة من الأردن وفلسطين)، علمت أن العدد لا يتجاوز 200 فرد (يعني -مثلا- عدد الكويتيين الذين لهم شامة على خدهم الأيسر قريبا من ضرس العقل، يفوقهم أضعافا مضاعفة حجمًا!).. وسبب إثارة مثل هذا الحديث عن “أقلية مجهرية ” -لا تشتكي من الاضطهاد- البشارة بالحل العالماني الذي نجح في الغرب في فك الاحتراب بين الكاثوليك والبروتستانت ..
الحديث عن هذه “:الأقلية” بدا لي سخيفًا وطفوليًا لأنه استدعاء للخطالب العالماني الغربي دون توفر ظروفه الموضوعية.. وهذا برهان أن العالمانية العربية لا تطرح حلولًا وإنما نهاية أمرها أن تختلق مشاكل!
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)