بقلم د. سامي عامري
ن تفتح عينك صباحًا على خبر جائزة معتصرة من أقوات الشعب في تونس، مُنِحت إلى فتاة اشتهرت في السنوات الأخيرة بالخروج إلى الشارع عارية الصدر (أقصد عارية الصدر تماما، بالمعنى الحرفي!) للتعبير عن مواقفها السياسية، وقد “فازت” بالجائزة عن فيلم يدعم الشذوذ الجنسي في مهرجان قرطاج السينمائي الشهير .. ستتقزز لذلك -ضرورة- لأنّ هذا النوع من الانحطاط، يُصنّف في كلّ بلاد الأرض أنه سفول، على الأقل ذوقيًا عند الذين يقبلون العري من الغربيين، وإن كانوا يرفضون أن يكون محلّ احتفاء بجوائز عالمية..
باختصار، العالمانية في تونس، مشروع للانسلاخ الفج، وهو يتنفس من قناتين، الأولى : التفجيرات التي يسعون لاستغلالها غاية الاستغلال لاكتساب شرعية: (إما أن ترضى بالواقع أو أن نكون مثل سوريا)، والثانية استفزاز الأمّة بعدوانهم على الدين والمقدسات ونشرهم للرذيلة حتى لا يبقى لكلمة إسلام معنى شرعي..
لا يخشى العالمانيون شيئًا مثل المواجهة الفكرية وأن تفتح الأبواب مشرعة ليكتشف الناس فقرهم المعرفي والقيمي، وأنهم مطايا التغريب، مطايا رخيصة لكنها محمية بدكاكين منظمات حقوق الإنسان الغربية التي لم تتحرك هذا الأسبوع بعد أن غرق الناس في وحل الفيضانات، ولم تتحرك إثر وفاة عشرات الشباب منذ أسابيع في عرض البحر بعد أن قتلهم اليأس في عدالة الأرض ففروا إلى ما وراء البحر بحثًا عن لقمة وبقية حلم..
اللهم اربط على قلوب الشباب المأسور في جلده في تونس، واجعل لهم فرجًا، وثبّتهم على الحق، وانصرهم على أنصار الشذوذ، واملأ قلوبهم في هذه الظلمة بإشراقة الإيمان!
(فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين)
(صورة من كتاب: العالمانية طاعون العصر، ص 161)
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)