الظهير على (الواضح في التفسير) (4)
(الأجزاء 10-12)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
الجزء العاشر
سورة الأنفال
41- {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}.
جمعُ المؤمنين، وجمعُ المشركين. (الطبري).
52- {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}.
قومِ فرعون. (الطبري).
54- {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}.
قومِ فرعون، كما في الآية (52).
سورة التوبة
15- {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}.
كَرْبَها ووَجْدَها. (البغوي). الغيظ: الغضبُ المشوبُ بإرادةِ الانتقام. والمرادُ بذهابِ الغيظِ استراحتُهم من تعبِ الغيظ، وتحرُّقِ الحقدِ. (ينظر التحرير والتنوير).
17- {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}.
عَمْرُ المساجد: العبادةُ فيها؛ لأنها إنما وُضِعَتْ للعبادة، فعَمْرُها بمن يحلُّ فيها من المتعبِّدين، ومن ذلك اشتقَّتِ العُمرة. (التحرير والتنوير).
18- {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
كما بُيِّنَ في الآيةِ السابقة.
33- {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ}.
ليُعليَ الإسلامَ. (الطبري).
55- {وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}.
يعني وتخرجَ أنفسُهم، فيموتوا على كفرهم بالله، وجحودِهم نبوَّةَ نبيِّ الله محمدٍ صلَّى الله عليه وسلم. (الطبري). أصلُ الزهوق: خروجُ الشيءِ بصعوبة. أي: فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتعِ عن النظرِ في العاقبة، فيكونُ ذلك لهم نقمةً لا نعمة. (روح البيان). الزهوق: الخروجُ بشدَّةٍ وضيق، وقد شاعَ ذكرهُ في خروجِ الروحِ من الجسد. (التحرير والتنوير).
62- {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ}.
{يُرْضُوهُ}: إما للتعظيمِ للجنابِ الإلهيِّ بإفرادهِ بالذكر، أو لكونهِ لا فرقَ بين إرضاءِ الله وإرضاءِ رسوله، فإرضاءُ الله إرضاءٌ لرسوله، أو المراد: الله أحقُّ أن يُرضوهُ ورسولهُ كذلك، كما قالَ سيبويه، ورجَّحَهُ النحاس، أو لأن الضميرَ موضوعٌ موضعَ اسمِ الإشارة، فإنه يشارُ به إلى الواحدِ والمتعدِّد، أو الضميرُ راجعٌ إلى المذكور، وهو يصدقُ عليهما. وقالَ الفرّاء: المعنى: ورسولهُ أحقُّ أن يُرضوه. (فتح القدير).
65- {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}.
{نَخُوضُ} في الكلامِ ونتحدثُ كما يفعلُ الركبُ لقطعِ الطريقِ بالحديث. (روح البيان).
85- {وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}.
يعني وتخرجَ أنفسُهم، فيموتوا على كفرهم بالله، وجحودِهم نبوَّةَ نبيِّ الله محمدٍ صلَّى الله عليه وسلم. (الطبري). أصلُ الزهوق: خروجُ الشيءِ بصعوبة. أي: فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتعِ عن النظرِ في العاقبة، فيكونُ ذلك لهم نقمةً لا نعمة. (روح البيان). الزهوق: الخروجُ بشدَّةٍ وضيق، وقد شاعَ ذكرهُ في خروجِ الروحِ من الجسد. (التحرير والتنوير).
88- {وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وأولئك هم المخلَّدون في الجنات، الباقون فيها، الفائزون بها. (الطبري).
89- {أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}.
أعدَّ اللهُ لرسولهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا معهُ جنّات، وهي البساتينُ تجري مِن تحتِ أشجارها الأنهار. (الطبري).
92- {وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.
أي: تسيلُ بشدَّة. وإسنادُ الفيضِ إلى العينِ مجازيّ، كسالَ الميزاب. والأصل: يفيضُ دمعُها، عدلَ إلى هذه الصوةِ للدلالةِ على المبالغةِ في فيضانِ الدمع، كأن العينَ كلَّها دمعٌ فيّاض. (روح البيان).
الجزء الحادي عشر
94- {وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}.
وردَ في الأصل: “وسيُظهِرُ أعمالَكم للناسِ في الدنيا”. وهو من تفسيرِ ابنِ كثير.
وقالَ الإمامُ الطبري: وسيرَى اللهُ ورسولهُ فيما بعدُ عملَكم، أتتوبون من نفاقِكم أم تقيمونَ عليه. اهـ.
أي: لا فائدةَ في اعتذاركم، فإن خشيتُم المؤاخذةَ فاعملوا الخيرَ للمستقبل، فسيرَى الله عملَكم ورسولَهُ إن أحسنتُم، فالمقصودُ فتحُ بابِ التوبةِ لهم، والتنبيهُ إلى المكنةِ من استدراكِ أمرهم. وفي ذلك تهديدٌ بالوعيدِ إن لم يتوبوا. فالإخبارُ برُؤيةِ الله ورسولهِ عملَهم في المستقبلِ مستعملٌ في الكنايةِ عن الترغيبِ في العملِ الصالح، والترهيبِ من الدوامِ على حالهم. والمرادُ تمكنُهم من إصلاحِ ظاهرِ أعمالهم. (التحرير والتنوير).
97- {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً}.
هم سكانُ البادية.
100- {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ}.
خالفتْ هذه الآيةُ عندَ معظمِ القرّاءِ أخواتها، فلم تُذكَرْ فيها (مِنْ) مع (تَحتِها) في غالبِ المصاحفِ وفي روايةِ جمهورِ القرّاء، فتكونُ خاليةً من التأكيد، إذ ليس لحرفِ (مِنْ) معنًى مع أسماءِ الظروفِ إلا التأكيد، ويكونُ خلوُّ الجملةِ من التأكيدِ لحصولِ ما يُغني عنه من إفادةِ التقوِّي، بتقديمِ المسندِ إليه على الخبرِ الفعلي، ومن فعلِ {أَعَدَّ} المؤذنِ بكمالِ العناية، فلا يكونُ المعَدُّ إلا أكملَ نوعه. وثبتتْ (مِنْ) في مصحفِ مَكة، وهي قراءةُ ابنِ كثيرٍ المكي، فتكونُ مشتملةً على زيادةِ مؤكدَين. (التحرير والتنوير).
سورة يونس
21- {إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}.
ذكرَ صاحبُ (التحرير والتنوير) عند تفسيرِ الآيةِ (42) من سورةِ الطور، أن الكيدَ والمكرَ متقاربان، وكلاهما إظهارُ إخفاءِ الضرِّ بوجوهِ الإِخفاء، تغريراً بالمقصودِ له الضرُّ.
39- {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}.
المشركين. (البغوي). الكافرين (ينظر الطبري).
71- {إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ}.
{مَّقَامِي}: طولُ مكثي فيكم.
{بِآيَاتِ ٱللَّهِ}: بحججهِ وبيِّناته. (البغوي).
73- {وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ}.
الخلائف: جمعُ خليفة، وهو اسمٌ للذي يَخلفُ غيرَه. (التحرير والتنوير).
76- {فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ}.
أي: لما رَأوا المعجزاتِ التي هي حقٌّ ثابت، وليستْ بتخيُّلاتٍ وتمويهات. (التحرير والتنوير).
المرادُ بالحقّ: الآياتُ التسع، التي هي حقٌّ ظاهرٌ من عند الله، بخلقهِ وايجادهِ، لا تخييلٌ وتمويهٌ كصنعتِهم. (روح البيان).
الجزء الثاني عشر
18- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً}.
ذكرَ العلّامة ابن عاشور عند تفسيرِ الآيةِ (94) من سورةِ آلِ عمران، أن الافتراءَ هو الكذب، وأنه مرادفُ الاختلاق، وكأن أصلَهُ كنايةٌ عن الكذبِ وتلميح، وشاعَ ذلك حتى صارَ مرادفًا للكذب. (التحرير والتنوير).
64- {هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً}.
إضافةُ الناقةِ إلى اسمِ الجلالةِ لأنها خُلِقتْ بقدرةِ الله الخارقةِ للعادة. (التحرير والتنوير). الإضافةُ للتشريف، والتنبيهِ على أنها مفارقةٌ لسائرِ ما يجانسها، من حيثُ الخِلقة، ومن حيثُ الخَلق؛ لأن الله تعالى خلقها من الصخرةِ دفعةً واحدةً من غيرِ ولادة. وكانت عظيمةَ الجثةِ جدًّا. (روح البيان).
94- {فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}.
أي: ميتين، من جثمَ الطائرُ إذا ألصقَ بطنَهُ بالأرض، ولذا خُصَّ الجثمانُ بشخصِ الإنسانِ قاعداً، ثم توسَّعوا فاستعملوا الجثومَ بمعنى الإقامة، ثم استعيرَ من هذا الجاثمِ للميت؛ لأنه لا يبرحُ مكانه. (روح المعاني).
99- {وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}.
{وَأُتْبِعُواْ}: الإتباع: الإلحاق. (التحرير والتنوير).
{الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}: الرفدُ قد جاءَ بمعنى العون، وبمعنى العطيَّة، والملائمُ هنا هو الأول. قالَ الزجّاج: كلُّ شيءٍ جعلتَهُ عونًا لشيءٍ وأسندتَ به شيئًا فقد رفدته. والمعنى: بئسَ العونُ المعانُ رِفدُهم، وهي اللعنةُ في الدارين، وذلك أن اللعنةَ في الدنيا رفدٌ للعذابِ ومددٌ له، وقد رُفِدَتْ باللعنةِ في الآخرة. (روح البيان).
112- {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
عالم، لا يَخفَى عليه شيء، فيجازيكم على ذلك، فاتَّقوهُ في المحافظةِ على حدوده. (روح البيان).
114- {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ}.
المرادُ بإقامةِ الصلاةِ أداؤها، وإنما عبَّرَ عنه بها إشارةً إلى أن الصلاةَ عمادُ الدين. (روح البيان). الأمرُ بالإقامةِ يؤذِنُ بأنه عملٌ واجب؛ لأن الإقامةَ إيقاعُ العملِ على ما يستحقُّه، فتقتضي أنَ المرادَ بالصلاةِ هنا الصلاةُ المفروضة. (التحرير والتنوير).
سورة يوسف
3- {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}.
اختُلِفَ في وجهِ كونِ ما في هذه السورةِ هو أحسنَ القصص، فقيل:
لأن ما في هذه السورةِ من القصصِ يتضمَّنُ من العبرِ والمواعظِ والحكمِ ما لم يكنْ في غيرها.
وقيل: لما فيها من حسنِ المحاورة، وما كان من يوسفَ عليه السلام، من الصبرِ على أذاهم، وعفوهِ عنهم.
وقيل: لأن فيها ذكرَ الأنبياءِ والصالحين، والملائكةِ والشياطين، والجنِّ والإنس، والأنعامِ والطير، وسيرِ الملوكِ والمماليك، والتجار، والعلماءِ والجهّال، والرجالِ والنساء، وحيلهنَّ ومكرهنّ.
وقيل: إن {أَحْسَنَ} هنا بمعنى أعجب.
وقيل: إن كلَّ مَن ذُكِرَ فيها كان مآلهُ السعادة. (فتح القدير، باختصار).
جُعِلَ هذا القَصَصُ أحسنَ القصصِ لأن بعضَ القصصِ لا يخلو عن حُسنٍ ترتاحُ له النفوس.
وقصصُ القرآنِ أحسنُ من قصصِ غيره، من جهةِ حُسنِ نظمه، وإعجازِ أسلوبه، وبما يتضمَّنهُ من العبرِ والحِكم، فكلُّ قصصٍ في القرآنِ هو أحسنُ القصصِ في بابه، وكلُّ قصةٍ في القرآنِ هي أحسنُ من كلِّ ما يقصُّهُ القاصُّ في غيرِ القرآن.
وليس المرادُ أحسنَ قصصِ القرآنِ حتى تكونَ قصةُ يوسفَ عليه السّلامُ أحسنَ من بقيّةِ قصصِ القرآن، كما دلَّ عليه قوله: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ}. (التحرير والتنوير).