الظهير على الواضح في التفسير (1)
محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
الأجزاء (1 – 3)
مقدمة
الحمدُ لله منزلِ الكتاب، والصلاةُ والسلامُ على من نزلَ عليه الكتاب، وعلى آلهِ وصحبهِ وأولي الألباب، وبعد.
فقد وفقني الله تعالى للاستدراكِ على مجموعةِ تفاسيرَ مشهورة، أربعةٌ منها قديمة، وواحدٌ منها حديث. وذكرتُ في مقدمةِ كلٍّ منها أسبابَ تركِ المفسرين بعضَ الألفاظِ أو الآياتِ دونَ تفسير، سهوًا أو عمدًا، كأنْ تكونَ واضحة، أو تفسَّرَ لغويًّا أو نحويًّا بما لا يوحي بتفسيرها، أو تفسَّرَ بالألفاظِ الواردةِ فيها نفسها، أو يُحالَ إلى ما سبقَ تفسيره، أو يكونَ نسيانًا…
وكان الهدفُ من الاستدراكِ عليها تكملةَ الاستفادةِ منها.
وقد وضعتُ تفسيرًا قبل أن أشتغلَ بهذه الاستدراكات، وجعلتُ أمامَ ناظري نهجًا ألتزمه، وهو أن يحتويَ تفسيرُ كلِّ آيةٍ على معاني جميعِ الألفاظِ الواردةِ فيها، وليس إعطاءَ مفهومها وحده، ويدركُ القارئُ ذلك إذا نظرَ فيه.
وربما لم يلتزم المفسرون الذين استدركتُ عليهم هذا النهجَ في تفاسيرهم، ولذلك كان هذا النقصُ فيها. وكلُّ ما في القرآنِ يُنظَرُ فيه، من ألفاظٍ وحروف، ولا يُترَكُ منه شيءٌ عند تفسيره. وهذا ما كان من شأنِ (الواضح في التفسير) لمعدِّهِ محمد خير رمضان يوسف، الذي صدرَ عن دار ابن الجوزي بالقاهرة عام 1434 هـ، في ثلاثةِ مجلدات.
ولم أشرْ في مقدمةِ التفسيرِ إلى نهجي في أن يحتويَ تفسيرُ كلِّ آيةٍ على معاني جميعِ ألفاظها، مستغنيًا بذلك عن ذكرِ غريبها مستقلًّا، ربما لأني لم كنْ متأكدًا من أن ذلك سيشملُ جميعَ الآيات.. ولذلك جاءَ هذا الاستدراكُ عليه أيضًا، مع ملاحظاتٍ أخرى، ليستقيمَ النهجُ الذي ارتضيتهُ في التفسيرِ ومجموعِ الاستدراكات، ومذكِّرًا بأهميتهِ وفائدته.
وجاءَ هذا الاستدراكُ على (الواضح) لزيادةِ توضيحِ بعضِ الكلماتِ أو الآيات، أو لاختيارِ ألفاظٍ أخرى غيرِ الواردةِ فيه، والقليلُ منه بسببِ النسيان.
ولم أضمَّ كلَّ هذه التصحيحاتِ إلى التفسير، تمهيدًا لطبعةٍ تاليةٍ إن شاء الله، فكثيرٌ منها، أو معظمُها لزيادةِ التوضيحِ كما ذكرت، فعدَّلتُ بعضها، دون التزامٍ باللفظِ الذي أنقلُ منه، ووضعتُ قسمًا منها في الهامش، وبعضها أبقيتُها في هذا المستدرك. وهو ما رأيتهُ مناسبًا.
ولم أُبرِزْ هنا الأخطاءَ الطباعيةَ وحركاتِ الإعرابِ وما إليها، التي اكتفيتُ بتصحيحها في التفسيرِ وحده.
وقد اعتمدتُ على تفاسيرَ معروفة، معظمها من القديم.
وغالبُ ما أنسخهُ من تفاسيرَ مخزنة، وإذا شككتُ في خطأ قارنت.
وأضعُ المصدرَ في آخرِ تفسيرِ كلِّ آية.
وموضعُ الاستشهادِ هو مكانُ تفسيرِ الآياتِ في التفاسيرِ نفسها، واستغنيتُ بذلك عن ذكرِ أرقامِ الأجزاءِ والصفحاتِ في الهوامش.
وأوردُ الآيةَ أو جزءًا منها، يسبقها رقمها، وأضعُ خطًّا تحت الكلمةِ أو الكلماتِ والجُمَلِ التي لم تفسَّرْ فيها. فإذا لم تفسَّرِ الآيةُ كلُّها أبقيتُها بدونِ خطّ.
وقد سميته (الظهير على الواضح في التفسير)، والظهير: المساعد، والمعين، والمغيث.
والله وليُّ التوفيق.
محمد خير يوسف
16 ذي القعدة 1439 هـ
الجزء الأول
سورة البقرة
6- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
سواءٌ عليهم إنذارُكَ وعدمُه، فإنهم لا يؤمنونَ بما جئتَهم به. (ابن كثير).
7- {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}.
الغشاوةُ في كلامِ العرب: الغطاء. (الطبري).
14- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
الاستهزاء: التجهيلُ والسخريةُ والاستخفاف. (روح البيان).
21- {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}.
أي: من زمنٍ قبلَ زمانكم من الأمم. فـ {مِنْ} ابتدائيةٌ متعلقةٌ بمحذوف. وفى الوصفِ به إيماءٌ إلى سببِ وجوبِ عبادتهِ تعالى، فإنَّ خلقَ أصولهم من موجباتِ العبادةِ كخلقِ أنفسهم. وفيه دلالةٌ على شمولِ القدرة، وتنبيهٌ من سنَّةِ الغفلة، أي أنهم كانوا فمضَوا، وجاؤوا وانقضَوا، فلا تنسَوا مصيركم، ولا تستجيزوا تقصيركم. (روح البيان).
23- {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}
فهاتُوا سورةً مِن مثلِ ما جاءَ به.
يعدَّلُ إلى: فهاتُوا سورةً من مثلِ ما نزلَ عليه من القرآن.
26- {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}.
المثَل: المثيلُ والمشابِه، وغلبَ على مماثلةِ هيئةٍ بهيئة، أي: جعلَ شيئاً مثلاً، أي: شبهاً، وهو مستعملٌ مجازاً في الوضعِ والجعل. (التحرير والتنوير، باختصار).
27- {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}.
الميثاق: العهدُ المؤكد. (البغوي).
37- {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
… وأما قوله: {الرَّحِيمُ}، فإنه يعني أنه المتفضِّلُ عليه مع التوبةِ بالرحمة. ورحمتهُ إيَّاهُ إقالةُ عثرته، وصَفحهُ عن عقوبةِ جُرمه. (الطبري).
59- {فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}.
إن فُسِّرَ [الرجزُ] بالثلجِ كان كونهُ {مِّنَ ٱلسَّمَاء} ظاهراً، وإنْ بغيرهِ فهو إشارةٌ إلى الجهةِ التي يكونُ منها القضاء، أو مبالغةٌ في علوِّهِ بالقهرِ والاستيلاء. (روح المعاني).
60- {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}.
الانفجار: الانسكاب، والانبجاس: الترشحُ والرشّ، فالرشُّ أول، ثم الانسكاب. {مِنْهُ} أي: من ذلك الحجر، {اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}: ماءً عذبًا. (روح البيان).
80- {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ}.
أخذتـُم بما تقولون من ذلك من الله ميثاقًا؟ (الطبري).
81- {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
هم فيها مقيمون. (الطبري).
83- {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ}.
قال الطبري: إلا مَن عصمَهُ الله منهم، فوفَى للهِ بعهدهِ وميثاقه.
وقال الآلوسي: وهم من الأسلاف: مَن أقامَ اليهوديةَ على وجهها قبلَ النسخ، ومِن الأخلاف: مَن أسلمَ، كعبدالله بنِ سلاّم وأضرابه. فالقلَّةُ في عددِ الأشخاص.. (روح المعاني).
84- {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ}.
أي: واذكروا أيها اليهودُ وقتَ أخذنا إقرارَكم وعهدَكم في التوراة. (روح البيان).
98- {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}.
خُصَّ جبريلُ بالذكرِ هنا لزيادةِ الاهتمامِ بعقابِ معاديه، وليُذكَرَ معه ميكائيل، ولعلَّهم عادَوهما معاً، أو لأنهم زعموا أن جبريلَ رسولُ الخسفِ والعذاب، وأن ميكائيلَ رسولُ الخصبِ والسلام.. (التحرير والتنوير).
101- {نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ}.
مثَلٌ لتركِهم وإعراضِهم عنه بالكليةِ بما يُرمَى به وراءَ الظهر، استغناءً عنه، وقلةَ التفاتٍ إليه. (روح البيان).
102- {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}.
جوابُ {لَوْ} محذوف، أي: لما فعلوا ما فعلوا من تعلُّمِ السحرِ وعمله، أثبتَ لهم العلمَ أولًا بقوله: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ}، ثم نفَى عنهم، لأنهم لمّا لم يعملوا بعلمهم فكأنهم لم يعلموا؛ فهذا في الحقيقةِ نفيُ الانتفاعِ بالعلم، لا نفيُ العلم. (روح البيان).
103- {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
أي: لو كانوا يعلـمونَ أن ثوابَ اللهِ إيّاهم علـى ذلكَ خيرٌ لهم من السحرِ وممّا اكتسبوا به. (الطبري).
أي: لو كانوا يعلمون مثوبةَ الله لما اشترَوا السحر. (التحرير والتنوير).
126- {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}.
خَصَّ إبراهيمُ المؤمنين بطلبِ الرزقِ لهم حرصاً على شيوعِ الإيمانِ لساكِنيه؛ لأنهم إذا علموا أن دعوةَ إبراهيمَ خَصَّتِ المؤمنين تجنَّبوا ما يحيدُ بهم عن الإيمان، فجَعلَ تيسيرَ الرزقِ لهم على شرطِ إيمانهم باعثاً لهم على الإيمان، أو أرادَ التأدبَ مع الله تعالى فسألَهُ سؤالاً أقربَ إلى الإجابة… ومقصدُ إبراهيمَ من دعوتهِ هذه أن تتوفرَ لأهلِ مكةَ أسبابُ الإقامةِ فيها، فلا تضطرُّهم الحاجةُ إلى سكنَى بلدٍ آخر؛ لأنه رجا أن يكونوا دعاةً لما بُنيتِ الكعبةُ لأجله، من إقامةِ التوحيدِ وخصالِ الحنيفية، وهي خصالُ الكمال. (مقتطفات من التحرير والتنوير).
الجزء الثاني
161- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ}.
“وكتَموا الحقَّ ولم يَتوبوا”.
يضافُ بعده: وماتُوا على كفرِهم.
167- {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ}.
“ويَكونَ عَليهمْ حَسراتٍ وحَسرات” لا تلزمُ هذه الجملة، فقد فُسِّرت كلمةُ (حسرات) قبلَ العبارة.
وقد قالَ ابنُ عطيةَ في تفسيره: الحسرة: أعلَى درجاتِ الندامةِ والهمِّ بما فات، وهي مشتقةٌ من الشيءِ الحسير، الذي قد انقطعَ وذهبتْ قوَّته..
186- {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي}.
وإذا سألكَ يا محمدُ عبـادي عني أين أنا؟ (الطبري).
189- {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ}.
جمعُ هلال، مثلُ رداء وأردية، سمِّيَ هلالاً لأن الناسَ يرفعون أصواتَهم بالذكرِ عند رؤيته، من قولهم: استهلَّ الصبيُّ إذا صرخَ حين يولد، وأهلَّ القومُ بالحجِّ إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية. (البغوي).
211- {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ}.
واضحة. (البغوي). ظاهرة. (روح البيان).
215- {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}.
“والغَريبُ الذي انقطعَ عنْ بلدهِ..”.
يعدَّلُ إلى: وابنُ السبيل: الغَريبُ الذي انقطعَ عنْ بلدهِ…
223- {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ}.
صائرونَ إليه. (البغوي). ملاقوهُ بالبعث. (روح المعاني). يجمعُ التحذيرَ والترغيب، أي: فلاقوهُ بما يرضَى به عنكم، كقوله: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ} [سورة النور: 39]. (التحرير والتنوير).
224- {وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
{سَمِيعٌ} أي: لأقوالِ العباد، {عَلِيمٌ} بما يصدرُ منهم. (فتح القدير).
225- {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
الحليم: هو الذي لا يستفزُّهُ التقصيرُ في جانبه، ولا يَغضبُ للغفلة، ويَقبلُ المعذرة. (التحرير والتنوير).
235- {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ}.
“وَدِدْتُ أنَّهُ تيسَّرَ لي امرأةٌ صَالحة”.
يضافُ بعده: ولا حَرجَ عليكمْ إذا أَخفَيتُم ذلكَ في أَنفُسِكم. اهـ.
{أَكْنَنْتُمْ}: أضمرتم، {فِي أَنفُسِكُمْ} من نكاحهنّ. يقال: أكننتُ الشيءَ، وكننته، لغتان، وقالَ ثعلب: أكننتُ الشيءَ، أي: أخفيتهُ في نفسي، وكننته: سترته. (البغوي).
وأخَّرَ الإكنانَ في الذكرِ للتنبيهِ على أنه أفضلُ وأبقَى على ما للعِدَّةِ من حُرمة، مع التنبيهِ على أنه نادرٌ وقوعه… (التحرير والتنوير).
الجزء الثالث
257- {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
ماكثونَ أبدًا. (روح البيان). حكمَ عليهم بالخلودِ في النارِ لكفرهم. (ابن عطية).
264- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى}.
تقدَّمَ في الآيةِ (262) من السورة: فلا يمتعضونَ من السَّائلينَ ولا يتكبَّرونَ عليهم، ولا يعيِّرونَهم ولا يتطاولونَ عليهم بكلامٍ لا يحبُّونَ سماعَهُ أو نَشره.
279- {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ}.
رؤوسُ الأموالِ أصولُها، فهو من إطلاقِ الرأسِ على الأصل، وفي الحديث: “رأسُ الأمرِ الإسلامُ”. (التحرير والتنوير).
سورة آل عمران
3- {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ}.
بالعدلِ في أحكامه، أو بالصدقِ في أخباره، التي من جملتها خبرُ التوحيدِ وما يليه، أو في وعدهِ ووعيده. (روح البيان).
11- {كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ}.
يُهلَكون ويعذَّبون كما جرَى لآلِ فرعونَ ومَن قبلَهم، من المكذِّبين للرسلِ فيما جاؤوا به من آياتِ الله وحُجَجه. (ابن كثير).
19- {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ}.
{بِآَيَاتِ اللهِ}: بما أنزلَ اللهُ في كتابه… (ابن كثير).
{سَرِيعُ الحِسَابِ} أي: يأتي حسابهُ عن قريب، أو سريعٌ في محاسبةِ جميعِ الخلائق؛ لأنه يحاسبُهم في أقلَّ من لمحة، بحيثُ يَظنُّ كلُّ أحدٍ منهم أنه – أي اللهُ – يحاسِبُ نفسَهُ فقط. (روح البيان).
35- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}.
قالَ الإمامُ الطبري في معنى النذر، في الآيةِ (270) من سورةِ البقرة: ما أوجبَهُ المرءُ على نفسه، تبرُّراً في طاعةِ الله وتقرُّباً به إليه، من صدقةٍ أو عملِ خير.
49- {وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}.
{وَأُبْرِئُ}: أَشفي وأُصحِّح.
{تَدَّخِرُونَ}: تخبِّؤون. (روح البيان).
68- {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}.
واللهُ ناصرُ المؤمنينَ بمحمدٍ، المصدِّقينَ له في نبوَّته، وفيما جاءَهم به مِن عندهِ على مَن خالفَهم مِن أهلِ الـمِلَل والأديان. (الطبري).
71- {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}.
أي: تخلِطون. (روح البيان).
75- {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُون}.
ذمٌّ لبني إسرائيلَ بأنهم يكذبون على الله تعالى في غيرِ ما شيء، وهم علماءُ بمواضعِ الصدقِ لو قصدوها، ومن أخطرِ ذلك أمرُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. هذا قولُ جماعةٍ من المتأولين.
ورُوي عن السدِّي وابن جريج وغيرهما، أن طائفةً من أهلِ الكتابِ ادَّعتْ أن في التوراةِ إحلالَ اللهِ لهم أموالَ الأميين كذباً منها، وهي عالمةٌ بكذبها في ذلك. قالا: والإشارةُ بهذه الآيةِ إلى ذلك الكذبِ المخصوصِ في هذا الفصل. (ابن عطية).